أسمى غايات العمل السياسي إنقاذ حياة الناس

تاريخ النشر: 04/05/18 | 14:32

هناك عدة مدارس ونظريات في تعريف السياسة والعمل السياسي, وهناك من يعتقد أن السياسة هي مجرد مواقف ووجهات نظر متصارعة أو أن السياسة مجالها السلطة وما يتعلق بها سواء كانت عضوية برلمان أو مجلس وبلدية أو أي موقع فيه ممارسة سلطة عامة على مجموعة من الناس أو المجتمع.
إنّ ما يتعرض له مجتمعنا من موجات دموية من عنف وإجرام, وما تعيشه بلداتنا العربية من مصائب وكوارث جراء النسبة المرتفعة لضحايا حوادث الطرق وحوادث العمل ووفيات الأطفال جراء الحوادث والإصابات المنزلية, يدعونا لترسيخ مفهوم السياسة والعمل السياسي الذي يكون في أعلى سلم أولوياته إنقاذ حياة الناس والمحافظة على حياة الإنسان.
لا فائدة أو جدوى من عمل سياسي يحصر مجال نشاطه وإهتمامه بالمواقف والنقاش السياسي البحت ولا يلتفت لما يجري من مخاطر على حياة الناس, إنّ السياسي لا يمكن فصله عن الاجتماعي والإنساني لأن السياسة بالأساس ميدان واسع عرَّفها العلماء والمفكرين العرب والمسلمين في كتبهم بأنها “القيام على الأمر بما يُصلحه” وكذلك “هي وضع يكون فيه الناس أقرب الى الصلاّح منهم الى الفساد”.
أعتقد أن هذا التعريف هو الأقرب للصواب من النظريات التي تفصل السياسة والعمل السياسي عن الإنساني والإجتماعي وتحصره بكونه صراع على السلطة ومراكز القوة.
إن مواجهة إستفحال عمليات الإجرام في مجتمعنا والعنف بكل أشكاله يستدعي جميع العاملين في العمل السياسي بكل مواقعهم إجراء تغيير في برامجهم وأجنداتهم السياسية والحزبية بدءً بالقاعدة الأساسية للتثقيف والتوعية الحزبية السياسية لأبناء الشبيبة والفتيان وإنتهاءً برأس الهرم السياسي, وأقصد ضرورة إدخال برامج وقواعد تربوية أخلاقية تُشكّل نواة حصانة ومناعة ذاتية ضد القابلية للعنف والجريمة. التربية الحزبية لدى كل حزب أو حركة يجب أن تأخذ بعين الإعتبار الأبعاد الإنسانية والإجتماعية حتى يكون للأحزاب دور في إحلال السلم الأهلي في مجتمعنا.
لا شك أن التثقيف والتوعية الوطنية لها دور كبير أيضاً في تقوية وترسيخ الإنتماء الوطني والقومي والثقافي لدى أبناء الشبيبة, هذا الإنتماء سينعكس على تداخلهم الإيجابي ومساهمتهم في تصحيح المفاهيم والسلوكيات الخطيرة التي تؤدي الى إنتشار العنف والجريمة.
إن أهم وأسمى غايات العمل السياسي يجب أن تكون الحفاظ على حياة الإنسان وإنقاذ حياة الناس.

بقلم: النائب مسعود غنايم (الحركة الإسلامية\ القائمة المشتركة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة