“حِبُّوُا” أمهاتكم فاليوم سينتهي بسرعة

تاريخ النشر: 23/03/17 | 14:30

ونحمد الله كثيرًا على ما ابتكره الغرب من بدعة عيد الام كي نتذكر أن لنا أمهات نبرّها، والأهم أننا نتقدم بجزيل الشكر للسيدة الفاضلة ام مارك التي أنجبت السيد مارك الذي أوجد لنا الفيسبوك والذي لولا وجوده ما عرف العالم الخارجي أننا كسائر المخلوقات انجبتنا إناث ولنا أمهات، والأهم اننا عثرنا على المنصة الملائمة لنعبر بواسطتها ومن على سطحها مدى حبنا وتقديرنا لامهاتنا في هذا اليوم الخاص بها والسؤال ماذا عن يوم غدِ واليوم الذي يليه وماذا مع كل ايام السنة وهل سنواصل التعبير عن حبنا لامهاتنا بنفس القدر والزخم الذي نظهر به على الملأ في هذا اليوم..؟
وفي هذا اليوم الذي يثير السخرية من تصرفاتنا كأبناء وكأمة تَبْرَع في التقليد الأعمى ولكنها امة حتى لا تتقن التقليد، ففي هذا اليوم لا بد من السؤال لماذا لا نقف ونتوقف هنيهة ونتامل عميقًا ولنفكر بحقيقة الوضع الذي آل اليه حالنا من كسلٍ في التفكير، ضحالة في التدبير وشوفانية بالتعبير، ولماذا أصبحنا أمة تستورد الأفكار وأنماط السلوك الغريبة على فطرتنا ونرى فيها تحديثًا وتطورًا عصريًا وكأننا ان لم ننتظرها وان لم نكتسبها نبقى أمة تعيش في دوامة الدونية وتعاني من الرجعية الفكرية..
اليس حري بنا ان نوقن بأن ألام لا تضاهي بقيمتها اي شيء آخر في حياتنا وأنها ليست بحاجة ليوم أو لعيد أو لباقة ورد لتكريمها، ومن اقنعنا بأن ألام يثير اهتمامها منشور اعتباطي مؤقت على صفحات التواصل الاجتماعي تنم من حروفه شوفانية التعبير عن حبنا لها، وكأن الأم هي جزء من هذه الحياة اي حياتنا وليست الزمان كله بالنسبة لنا، ونبقى بنظرها الأطفال الصغار المحتاجين لحنانها ولو بلغنا من العمر عتيا، ولن اشارككم حبكم لامهاتكم فأمي في ذاكرتي كل لحظة وليست نسيًا منسيا..
وفي هذه اللحظات ” التاريخية” التي يسكب فيها حب الأمهات كالتسونامي لا بد أن أعيش واقعنا نحن العرب وأفكر مليًا، واسأل نفسي هل هذا هو الواقع الذي تمنته امهاتنا حين انجبتنا وهي ترى أولادها يتساقطون كالفراش ويعيشون في ذل وعار، يسفكون دم بعضهم البعض، يظلمون بعضهم البعض، يقدمون أولادهم، زوجاتهم وامهاتهم قرابين على معبد التبعية للغرب..أليس الانثى التي يهينها ويغتصبها الاستعمار هي الأم التي نغنى في هذا اليوم لها؟
ربما أنا من مخلفات الرجعيين العرب، وربما انا لا أعيش الواقع ولربما انا منكم ولكن هذا أنا وبالنهاية لا بد إلا أن ابعث تحيتي في هذا اليوم لكل أم احترقت طبختها، وهي تقرأ كلماتي على الفيسبوك..!
احترامي لام الأمهات “ام الحيران”..

سعيد بدران

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة