الحقد يعمي البصر والبصيرة

تاريخ النشر: 28/10/16 | 0:19

يذكرنا تصريح رئيس بلدية اللد، يائير ربيبو حول الآذان، بأن الأذان ذاته وليس صوت الأذان سواء كان منضبطا أو غير منضبطاً بهذا القانون أو ذاك لا زال يقلق مضاجع الحاقدين على الاسلام والمسلمين في كل مكان في العالم بأسره وليس في مدينة اللد فحسب، لأن الآذان نفسه يعني ويعبر عن تمسك المسلمين بدينهم وهذا مبعث الحقد الذي يعمي البصر والبصيرة معاً.
ومما يثبت أن الآذان هو المقصود اثباتاً لا لبس فيه ولا شك، ما صرح به رئيس بلدية اللد يائير ربيبو، يوم الاثنين 24/10/2016 أثناء اقامة مراسم ختام عيد العرش اليهودي في مدينة اللد بأنه سيسمع في المدينة تسجيلاً بصوت عضو البلدية أرية ليفي وهو يردد ” شماع يسرائيل” وهو عبارة عن التصريح الأساسي بإيمان لدى اليهود، كما جاء في سفر التثنية، كلما رفع الآدان في المدينة سعياً منه لإسكات الآذان.
فيا للعجب العجاب، ألم يقل رئيس بلدية اللد وسواه ممن لا يروق لهم سماع الآذان من يهود وعرب حسب ادعائه غير مرة، أن مبعث معارضتهم لمساع الآذان هو الضجة التي يحدثها الآذان، وما يترتب على هذه الضجة من مخالفة للقانون، فكيف برئيس بلدية اللد يرد على الضجة بالضجة، وعلى المخالفة بالمخالفة؟
لا خلاف في أن المسلمين جميعاً ومنهم مسلمي مدينة اللد يؤمنون بالكتب السماوية المنزلة على موسى وعيسى عليهم وعلى نبينا محمد الصلاة والسلام، لذا لن يزعجهم سماع ” شماع يسرائيل” كونه ورد في هذه الكتب السماوية لكن قد يغضبهم لأن استعماله في هذا السياق والموضع جاء كسلاح لمحاربة، ومنع الناس من ممارسة واجباتهم الدينية المشروعة شرعاً وقانوناً، وكمخالفة وخرق لما جاء في الكتب السماوية من نهي عن منع الناس من ممارسة واجباتهم الدينية المشروعة شرعاً وقانوناً على حد سواء باعتبار ذلك مساً بهذه الكتب أولاً، ومساً بإيمان المسلمين الذي يمليه عليه كتابهم من إيمان بهذه الكتب.
لقد كشف رئيس بلدية اللد بتصريحه هذا عن حقيقة معارضة من يعارضون الآذان بوضوح تام لا تشوبه ريبة ولا مواربة بأن ليس الضجة التي يزعم رئيس البلدية أن الآذان يحدثها هي المقصودة، بل أن الآذان نفسه هو المقصود، وذلك حين رد على الضجة المزعومة التي يسببها الآذان، والتي تسبب الازعاج لسكان المدينة بحسب زعمه بضجة أخرى لم يتوقعها سكان المدينة، حيث يفرض المنطق والمعقول أن يعارضها من يعارض غيرها من الضجة لأنه يترتب عليها ما يترتب على غيرها، لكن بالرغم من ذلك حظي مقترح رئيس البلدية بالتصفيف والتطبيل الذي تنبعث منه رائحة الحقد والكراهية.
لقد انقطع رفع الآذان إبان احتلال الصليبيين لهذه البلاد حوالي 90 عاماً، فلم يفلح في اجتثاثه من قلوب المسلمين في هذه البلاد حيث ما لبث أن زال حكم الصليبيين حتى عاد الآذان يملئ أجواء هذه البلاد بالعزة والكرامة كأنه لم يسكت أبداً.
لذا لن تفلح ضجة رئيس بلدية اللد التي يريد بها اسكات صوت الآذان في اسكاته، لكنها افلحت في الكشف عن مدى الحقد على الآذان وأهله، وعن أن الحقد يعمي البصر والبصيرة.

بقلم: ابراهيم أبو صعلوك

untitled-1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة