ليبرمان: حكما ذاتيا لام الفحم وضواحيها اولا..!

تاريخ النشر: 26/10/16 | 0:34

..ويعود الوزير افيغدور ليبرمان، ويطل علينا بتصريحاته الباهتة التي اكل عليها الدهر وشرب، وباتت كحذاء ابو القاسم الطنبوري المهترئ، وليعلن على الملأ مجدداً عن مخططه السابق الداعي بعنجهية لتبادل مناطق وسكان مع سلطة اوسلو الفلسطينية، والتركيز على مدينة ام الفحم بشكل خاص، ولكن دون جدوى حيث لم تجد هذه الهرطقات الصبيانية أي تاثير يذكر على المواطن في الشارع العربي، وحتى ان اهتمام البعض بها جاء من باب السخرية وقتل الفراغ فقط، حيث يدرك الجميع ان هذه فقاعات فارغة الفحوى والمضمون ومعدة بشكل جيد للاستهلاك الاعلامي وكسب تاييد الناخب الاسرائيلي.
ويبدو ان الوزير ليبرمان يعاني من اسهال سياسي متواصل حيث تشير كافة المؤشرات في المشهد السياسي الاسرائيلي على تراجع مستمر في قوة حزب ليبرمان ورفاق دربه، الامر الذي جعلهم يعودون لملفات تآكلت ويستلون ورقة ام الفحم مجدداً، ظناً منهم انها ربما قد تشكل لهم قارباً للنجاة من مصيرهم المحتوم والمؤكد بالاختفاء سياسياً من الساحة الحزبية في الانتخابات القادمة.
ليبرمان الذي خضع لإملاءات سيده ورب نعمته رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو الذي نجح بترويضه وكبح شهواته، وتقليص قوته لدى الناخب الاسرائيلي، حيث بات دباً بدون مخالب لا حول له ولا قوة تذكر، ويشغل نفسه كل صباح ومساء، بالتهديد والوعيد لاحتلال غزّه والقضاء على حركة حماس، وحتى انّه “اوجد” لنفسه وقتاً ثميناً ليتفرغ لإجراء مقابلة صحفية في جريدة القدس، ليوصل من خلالها رسائله للقارئ الفلسطيني ومن ضمنها تجديد دعوته لاستبدال ام الفحم باراضٍ فلسطينية طبعاً ونقلها لسيطرة سلطة اوسلو.
مخطئٌ ليبرمان وزمرته في تقديراتهم وتوقعاتهم، إذ لا يوجد ادنى شك بان فكرته مرفوضة جملة وتفصيلا، ولن يجد فحماوياً واحداً يوافق على هذه الفكرة حتى لو كان ثمن هذا الرفض فقدانه حريته وروحه ايضاً، ولليبرمان نقول نحن ولدنا هنا وسنبقى هنا شئت ام ابيت، ولكن ان كنّا نشكل شوكة في مؤخرتك فلا ضير ان تتخلى عن فكرتك وتطويها في قعر ارشيف انجازاتك الضئيلة، وان كان لا بد من تنفيذ رغبتك الجامحة بالتخلص من ام الفحم، فلا ضرر ولا ضرار ان تتبنى فكرة منح ام الفحم وضواحيها حكماً ذاتياً كاملاً كالنموذج الاسباني مثلاً، ومنحها الصلاحيات الواسعة لتدير شؤونها السياسية والادارية والاقتصاية، ولها برلمانها، علمها ونشيدها الوطني، وتكون مسؤولة عن جهاز التربية والتعليم، والثقافة، والتنمية وغيرها من متطلبات الحياة اليومية، ولا ضير ان نطلق عليها الاسم “فحمالونيا” ايضاً…!
لقد آن الاوان ان يرتقي ليبرمان سياسياً، ويستخلص العبر ممن سبقوه، وطرحوا افكاراً لا تقل خطورة من طرحه، كفكرة الترحيل (الترانسفير) التي نادى بها غاندي، ولكن غاندي رحل ورحلت معه خطته، وكذلك الحاخام كهانا رحل وافلست فكرته، وعلى ليبرمان ان يعي جيداً ان الشارع الاسرائيلي واليهودي بشكل خاص لا ولن يقبل تبني وتطوير هذه الافكار وحتى لو كان فيها خيراً مستقبلياً لاسرائيل، وننصحه بتخصيص وقته بالعمل من اجل رفاهية المواطنين، وان كان لديه مزيداً من وقت الفراغ فليترك قضية ام الفحم وليشغل نفسه وليقتل فراغه بلعبة الشطرنج في احد بيوت المسنين لربما قد ينجح في لعبة الشطرنج اكثر..!

سعيد بدران

untitled-1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة