فاجعة ” التكبير” :الشعب يريد درب وليست ضرب؟!

تاريخ النشر: 27/07/16 | 16:03

ما تبقى لكم ليس لكم وما لكم وعليكم ضاع بضياع الاوطان والاخلاق الى حد ان التكبير يُكبَر على ذبح طفل..ايادي همجيه تمتد الى رقبة طفل وتفصل راسه عن جسده…تكبير… نهيق بهائم ناطقه تذبح البشر على اوتار التهليل والتكبير.. اما بعد..
في خضم الاحداث وهطول مطر الجثث من السماء وانبعاثها من الارض إختنق المشهد العربي وإزدحمت طرق التاريخ بقوافل الموت والفارين من سطوته، وعلى قارعة الطرق عجز المدونون عن إحصاء عدد الموتى وتدوين اسماءهم فقاموا بتقفيلهُم باقفال صناديق مقفله كُتب عليها جثث مجهولة الهويه وجدت في بغداد والفلوجه والبصره ودمشق وحمص وحلب والغوطه والقاهره و طرابلس وصنعاء، وقائمة وجود اماكن الجثث المجهوله قد تتعدى حدود ما بين المحيط والخليج والمغرب والمشرق العربي الموبوء بوباء القتل الجماعي وظاهرة الجثث المجهولة والمعلومة الهويه… تكبير .. الله اكبر…جثث شُوهت وجثث قطعت رؤوسها بأيادي عربيه واسلاميه ويا لهول كارثة الهمجيه العربيه والانسانيه حين تُذبح البشر وتنحر نحرا كالبهائم امام الكاميرات وتنشر للفرجه في كل بقاع الدنيا حتى يتفرج الناس وسكان القارات على همجيتنا وساديتنا وبهيمية تلك البهائم الناطقه التي تنحر طفلا او شابا سوريا او اخر عراقيا او اخر عربي وتهلل وتكبر وترقص على اوتار الهمجيه البهيميه وقد تكون البهائم براء من هؤلاء الهمج لانها لم تذبح ابناء جلدتها وتنكل بهم كما تفعل البهائم الانسانيه في العراق وسوريا وليبيا واقطار عربيه اخرى تتبنى ثقافة الموت والقتل وسحق الاخر وتهشيم عظامه والتنكيل بجثث الموتى وكأن الموت لا يكفي مما يعني ضرورة ولادة حالة موت ما بعد الموت حتى يشفي البلطجيه والشبيحه والطائفيون غليل ساديه مريضه تديرها عقول مريضه تؤمن بضرورة زيادة عدد الجماجم من اجل صناعة المجد وصناعة كرسي الرئيس…رئيس يجلس على كرسي مُصنَّع من جماجم الشعب…ميليشيا تحرق الناس احياءا وتجز رقاب الاطفال حتى تصنع لها مجد مأزوم ومريض… تكبير..الله اكبر..فيديوهات توثق فاجعة التكبير!!
تكبير.. الله اكبر..سارت قوافل الموتى والضائعين في كل اتجاه تشق عالمنا العربي من مغربه الى مشرقه وسارت وتسير في ركبها الملايين من من هجروا وطنهم نظريا وعمليا ونفسيا وهم ما زالوا يقطنونه ولم يقطعوا بعد الحدود والبحار العابره للقارات ولم يتجاوزوا حدود الوطن العربي المنكوب بنكبات لا تعد ولا تحصى من نكبة العقل وحتى نكبات حروب الدم والدمار والحصار والقتل الذي وصل الى حد الاباده الجماعيه في بعض المناطق والدول العربيه لا بل ان شعوب عربيه كامله تتعرض للاباده والتهجير القسري على مرأى من كل العالم لمجرد انها انتفضت على طاغيه وطالبت بحقوقها الانسانيه والمعيشيه…الفاجعه وما ادراكم بالفاجعه التي ضربت وتضرب اطناب الديار العربيه وعصفت وتعصف بالشعوب وهزت كيانها وكياناتها وضربت مقومات حضارتها واخلاقها الى حد صارت فيه جز رقاب الاطفال والتشهير بجثثهم مجرد حدث شبه عادي وسط غابات من الاحداث الدمويه والكارثيه التي حملت وتحمل في طياتها ظواهر ومظاهر تفوق بكثير كل معاني ومقومات البهيميه… البهيميه البشريه تُكبر على ذبح البشر؟!
… انها البهيميه البشريه التي تفوقت على مسلكية البهيميه الفطريه باضعاف الاضعاف وذهبت بعيدا الى حد اصبحت فيه ثقافة سائده في مجتمعات مأزومه بعنكبوتيه فريده من الازمات… ثقافة القتل وجز الرقاب وقطع الرؤوس وتقطيع الاطراف توحي بان العرب قد وصلوا الى حد الفاجعه ويقفون على شفرة كارثه تاريخيه ووطنيه جل اساسها و اسبابها انظمه طاغيه وميليشيات باغيه تدير مشاريع قتل وتطهير عرقي واثني وبشري اينما حلت ومكثت في العالم العربي.. الديار العربيه في مرمى فاجعه غراب البين ونعيق الغربان على اطلال الدمار والخراب الذي يضرب في كل مكان كل ماهو ذات البين والصله بين الشعوب التي مزقتها الحروب الطائفيه والعبثيه و حروب وكالات المخابرات العالميه التي تصب الزيت عنوه على نيران الحروب حتى تزداد اشتعالا ودمارا وخرابا؟!
كل شئ في هذه الدنيا قابل للتحول لحدث وقصه كبيره من الالم والمعاناه والخراب والدمار وحين نقص ونسرد حكاية الوطن العربي او نحاول لملمة اطرافها فلابد من ان نستذكر ونستحضر معنى الوطن ومعنى الكرامه ومعنى الالم ومعنى ان يثور شعب على طاغيه يحجب عنه الهواء والنور منذ عقود من الزمن لابل اننا نستحضر معنى واقع ان يضحي الشعب حتى يضحي الاخرون بتضحيات هذا الشعب ويهدروها دون اي مردود ملموس سوى الخراب وملآ الفضاء بالانين والالم والمعاناه اللتي تتجلى اليوم في واقع الشعوب العربيه وهو واقع امر من مُر، حين يصبح الدمار والخراب والقتل والذبح واللجوء تحصيل حاصل في حين تحشد فيه الجهات المتقاتله المزيد من الات الخراب والدمار وكأن لسان حالهم يقول الدمار ثم الدمار ولا شئ غير الدمار وعلينا وعلى اعداءنا وعلى الشعب والشجر والحجر والبشر.. تكبير يعانق تكبير..اذبح ياذبَّاح فهاهي رقاب الملايين في انتظار المقصله والموت وهاهي مدننا وقرانا في انتظار الدمار والاطراف المتحاربه في انتظار المزيد من اسلحة الدمار والدمار الشامل..هاهو الوطن وقد تحول الى قبر ومقابر تدور حولها النائحات وتحوم فوقها غربان الخراب.. نواح النائحات ونعيق الغربان وحشد وتحشيد خراب ماضي في خرابه ودماره والمحصله دمار وحرب حطبها الشعب والوطن…تكبير..الله اكبر..جز رقاب وضرب اعناق وانسداد الافاق..موت يحصد حصاده برا وبحرا وجوا في ظل بيانات قتل وذبح يتصدرها بسم الله الرحمن الرحيم ويتخللها الله اكبر…تكبير..!!
فاجعة الذبح والدمار وضرب الاعناق وحرق الاخضر واليابس تضرب العالم العربي و تطيح بامال ومستقبل الشعوب العربيه….تكبير .. الله اكبر.. : الشعب يريد درب اخرى وخارطة طريق للسلام والامن وليست ضرب اعناق وقطع رقاب وتشريد وتهجير…..ما تبقى لكم…تكبير.. حالة إعدام لطموحات ومطالب الشعوب بالحريه والعداله : جماجم الشعبَ وكرسي الرئاسه..حالة اعدام اسميه وموضوعيه لتطلعات وطموحات الشعوب العربيه…تكبير.. الله اكبر…فاجعة التكبير حين تُجز رقاب الناس على اصداءه… فاجعة ” التكبير “: الشعب يريد درب النور والحريه والحياه وليست ضرب الاعناق وجز الرقاب..؟!

د.شكري الهزَّيل

Untitled-1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة