طرطشات

تاريخ النشر: 26/02/16 | 11:39

في بومبى
في مدينة مومبى الهندية او بومبي كما كانت تسمى سابقا”، العاصمة الاقتصادية والثقافية والفنية للهند تجتمع كل المتناقضات فالفقر المدقع ومظاهره من منازل لا يمكن ان تكون معدة للبشر يجاور بدون تذمر او انزعاج أبراج المال والاقتصاد وأصحاب الثراء الفاحش، عدالة اجتماعية مفقودة تحتاج لاكثر من وقفة، كما ان الزائر لمومبى ’يدهش لمنظر ما يسمى بالتكتك ( وهو دراجة نارية معدلة على شكل سيارة صغير) يسير في الشوارع جنبا” الى جنب مع السيارات الفارهة موفرا” وسيلة نقل ارخص وربما اسرع في ظل وجود أزمات السير الخانقة، لكن الزائر لمومبى ولغيرها من المدن الهندية يجد شعبا” يعمل كخلية نحل، يعمل في كل شيىء، كل الوقت، لا يكل ولا يمل لتحقيق رؤية وطنية، توفير فرص عمل للجميع وبناء اقتصاد قوي يكفي لتوفير الرفاه المفقود ولكن المأمول لأكثر من مليار وربع المليار من الناس، الهند اليوم تصنع كل شيء، من الابرة كما يقال الى الطائرة، هذا هو سبب المعجزة التي تحققها الهند كما حققتها الصين وفشلت في تحقيقها غالبية الدول العربية، فغياب الرؤية والحافز والاحساس بالانتماء وراء كل فشل أصاب انظمتنا السياسية وانعكس بؤسا” وشقاء ودمار على شعوبنا.

ازمة التأمين والبحث عن الحلول
أدى رفع رسوم التأمين على المركبات وغيرها من اشكال التأمين ردود فعل غاضبة لمعظم الجهات التي تشتري خدمات تأمينية ابتداء بسائقي السيارات العمومية الذين سقط الخبر عليهم كالصاعقة وهم من يعاني من تدني دخولهم وارتفاع كلفة الحياة وصولا” الى كبرى الشركات التي يعاني كثير منها من أزمات مالية ناتجة عن تذبذب سعر الدولار والركود الاقتصادي وانعكاسات الانقسام على حركة اسواقهم، فجاء رفع رسوم التأمين عاملا” أخرى دفع كل هؤلاء الى اعلان رفضهم وربما الامتناع عن تأمين سياراتهم ومرافقهم رغم حاجتهم للتأمين وكان الاجدى لجميع الفرقاء ولهيئة سوق رأس المال ان يجلسوا ويتباحثوا للوصول الى حل اقل ايلاما” للجميع، فلا يوجد انسان يرغب في افلاس شركات التأمين وهي تقدم خدمات جليلة ولكن بنفس الوقت لا يقبل احد الافقار المستمر للمواطن الذي اصبح يرزح تحت مطرقة العديد من الضرائب مع ان دخله لا يكفي لتغطية الحد الأدنى من التزاماته ومصاريفه الأساسية مهما حاول عصرها وتخفيضها.

ثقافة النظافة
مبادرات عديدة لا اعرف من كان رائدها او رائدتها ولكنها بدأت تنتشر وتتسع رقعة فعله وتأثيرها في العديد من محافظات الوطن، مبادرة شعبية ، مجتمعية، تعبر عن ان الكيل قد طفح مع البعض الذي يستهتر ببيئة البلاد ونظافتها ولا يتورع عن القاء النفايات في كل وقت في أي مكان ومن أي مكان، من نافذة السيارة او المنزل في الحدائق العامة على قلتها وعلى ارصفة الشوارع دون أي وازع من ضمير او رادع من قانون، لقد ان الأوان ان يستجيب المستوى الرسمي للمبادرات الشعبية ضد القاء النفايات في غير مواقعها وبفرض عقوبات على كل المخالفين وكل التحية لمن بادروا ولكل من تجاوب مع المبادرة.
تقوم الأوطان على كاهل ثلاثة: فلاح يغذيه، جندي يحميه ومعلم يربيه (جبران خليل جبران).

بقلم: د.فتحي أبو مغلي

dr.ft7em8le

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة