هل نحن شعب قارئ؟!

تاريخ النشر: 24/04/13 | 11:30

من أخطر الظواهر السلبية الضاغطة المتفشية في مجتمعنا العربي خلال العقد الأخير ظاهرة قلة القراءة ، مما يهدد إصابة شبابنا بأنيميا ثقافية في دورتهم الفكرية والعقلية.

ولا نختلف إذا قلت أن عدد القراء في هبوط مستمر من ناحية الكم والكيف ، والقارئ العربي بات يفضل قراءة الصحف والمجلات وكتب التسلية والأحاجي والأبراج والجنس ورسائل الحب الوردية أكثر من قراءة الكتب الأدبية والعلمية والسياسية والفكرية.

لقد قيل قديماً "أن توقد شمعة خير لك من أن تلعن الظلام ألف مرة " وفي هذا القول فلسفة تثويرية وتحريضية ضد الجهل والتخلف والأمية ، ودعوة جريئة لاحتلال مواقع جديدة على صعيد الكفاح من أجل العلم والتنوير والبحث عن المعرفة والتسلح بالثقافة الجامعة والشاملة.

المطالعة بكل ما تتركه من أثر إيجابي على كل مجالات الحياة المتعددة واهتماماتها المتنوعة هي النافذة الوحيدة المشرعة على دفتيها التي يمكن من خلالها أن تظل على ميدان الانسانية الرحب والواسع الممتد امتداد العالم ذاته.

وفي الحقيقة ، أن تراجع الاهتمام بالكتاب مرتبط بالعوامل التاريخية والتطورات السياسية والفكرية والاجتماعية والاقتصادية والاختراعات العلمية ، وتغلغل ثقافة العولمة الاستهلاكية في عقولنا وتفكيرنا، إضافة إلى التكنولوجيا الحديثة التي غزت عالمنا، واحتلال الحاسوب والانترنت والفضائيات والخلوي الجزء الأكبر من اهتمامات شبابنا.

لقد عانت أمم كثيرة من الفقر الثقافي واستطاعت أن تنجح في حل المعضلة التي تهدد كل شيء، وإذا كنا شعباً لا يقرأ فعلينا أن نعلم صغارنا كيف يقرءون ، وهذا يتطلب تنمية وتجذير الوعي القرائي وتعويد طلابنا على اقتناء الكتب عن طريق إقامة معرض بشكل دوري على امتداد السنة وبيع الكتب بأسعار منخفضة ومعقولة لكي يتسنى لأبناء الفقر من شعبنا شراؤها ، جنباً إلى جنب بناء قاعات عامة في كل مدرسة أياً كان موقعها وأن تحتوي مكتبة هذه القاعة على مختلف الكتب . وما علينا إلا أن نبدا فمسافة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة