صحافة وسخافة…

تاريخ النشر: 21/01/11 | 7:49

بقلم يوسف الجمل

أين السخافة ؟

قالها بلكنته المستعربة وهو يلتفت يمنة ويسرة وينظر في وجوه الحاضرين .

قام المختار وقال مستفسراً :- عن أي سخافة تتحدث فسخافاتنا كثيرة ؟

– السخافة التي نطل بها على العالم ويواكبنا العالم من خلالها .

أجابه المختار نحن نطل بسخافاتنا كلها على العالم ولا يواكبنا العالم إلا من خلالها فأي من السخافات تقصد ؟

– أنت لا تفهم قسدي أنا أقسد سخافيون .

– تقصد سخفاء ؟! تقصد سخيفون ؟!

– لا لا أنا أقسد بتوع السخافة .

قام أحد الحضور وقال :- يا جناب الحاكم العسكري كلنا سخفاء , ألا ترى علاماتها على جبين كل واحد منا , وتقطر من آذاننا كالمطر وتلمع في عيوننا كالشرر .

أسكت أنت واحد سخيف ! قالها المختار بغضب شديد

صدقت أيها المختار هذا ما قصدته أنا , فلماذا تغضب ؟

أنا سخيف وهو سخيف وأنت سخيف وكلنا سخفاء

قال الحاكم العسكري :- سحيح لكنني استفسرت عن سخافيون وليس سخفاء .

ولماذا أبحث عن سخفاء فأينما نظرت وجدت, سدة معرَّمة .

يا جناب الحاكم ما الحاجة إلى هؤلاء السخافيون , ألا نستطيع أن نبدأ احتفالنا بدونهم ؟ قال المختار والضيق بادٍ على محيياه .

لا لا يا خضرة المختار أجابه الحاكم العسكري وأردف قائلاً :-

نريد أن يرى العالم كيف نعاملكم وكيف نتعامل معكم .

نريد أن يرى العالم كيف نسعى إلى المساواة والتعايش معكم .

نريد أن يرى العالم كيف نمنحكم الحقوق ونبذل ونعطي ونعمل .

نريد أن يرى العالم المشاريع والميزانيات التي تكرس لكم .

قاطعه أحد الحاضرين وقال :- يا مختار هل حان وقت التصفيق ؟

ضحك الجميع فنهره المختار وهو ينظر باتجاه الحاكم العسكري :- أسكت يا سخيف !

استشاط الحاكم العسكري غضباً ظناً منه أنه يوجه له الكلام وصرخ قائلاً :- أتقسدني أيها المختار ؟ هل أنا سخيف ؟

قال المختار :- لا لا أنت لست سخيف بل أنت السخافة .

وضحك الجميع مرة أخرى !

انفض الاحتفال وعاد الحاكم العسكري إلى مقره وهو لا يدري من أين سيبدأ الحساب !

هل سيبدأ بالصحافة التي لم تحضر لتغطية الاحتفال !

أم بالمدعوين من الحضور من أهل القرية الذين لم يصفقوا له

أم من المختار الذي نعته بالسخافة وهو يقصد الصحافة ؟

ابتدأ بالمختار وبأهل القرية واستداعهم لمقره ولكن لسوء حظه حضرت الصحافة أيضاً

أراد أن يلقنهم درساً على سخافتهم واستهتارهم.

لكن الصحافة موجودة !

سأله المختار ألا يمكن أن نبدأ بالموضوع والصحافة موجودة ؟

لا لا يا خضرة المختار أجابه الحاكم العسكري وأردف قائلاً :-

لا نريد أن يرى العالم كيف نعاملكم وكيف نتعامل معكم

لا نريد أن يرى العالم كيف أننا لا نسعى إلى المساواة والتعايش معكم .

لا نريد أن يرى العالم كيف نسلبكم الحقوق ونظلم ونعاقب ونحرم .

لا نريد أن يرى العالم الأساليب الحديثة في التمييز والقهر والعنصرية التي تكرس لكم .

لا نريد أن يرى العالم سخافتنا ووقاحتنا وعربدتنا بواسطة السخافة معكم .

قاطعه أحد الحاضرين وقال ملتفتاً نحو المختار :- يا مختار هل حان وقت التصفيق ؟

ضحك الجميع فنهره المختار وهو ينظر باتجاه الحاكم العسكري :- أسكت يا سخيف !

استشاط الحاكم العسكري غضباً وصرخ قائلاً :- أتقسدني أيها المختار ؟ هل أنا سخيف ؟

قال المختار :- لا لا أنت لست سخيف بل أنت السخافة .

ضحكت الصحافة وضحكت السخافة وضحك الجميع مرة أخرى !

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة