فَلسَفَةُ حُبٍّ مَقيتَه

تاريخ النشر: 22/01/12 | 16:25

أمامهُ صَمَتَتْ جَميعُ الكَواكِب ..

وَانْصَهَرَتْ جَميعُ المكوِناتْ الكيميائِيه ..

وَتَجَمَدَتْ أشكالُ التَعدُّدْ اللُّغَويّ وَالثَّقافيّ ..

وَقُتِلتْ الكَلِماتُ وَالمعاني ..

وَتَجَمَّدَتْ حَيوِّيَتُها وَحَرَكتُها ..

وَتَحَطَّمتْ القُيود ..

وَتَوَقَّفَتْ المَعاجِمُ وَالقَواميسْ ..

وَبَقِيَ وَميضُهُ فَوقَ النُجومِ وَالسَّحابْ ..

وَانتَصَفَ اللَّيل ..

وَظَهَرَ القَمَرْ وَتَلَألأَ في سَمائي ..

وَاسْتَدارَ نِصفَ استِدارَه ..

وَنامَتْ الأفْلاك ..

واخْتبأتْ مَصابيحُ الضِياءِ في دَهاليز الرّوح ..

وانمَحَتْ جَميعُ القَوافي وَالأَشعارْ ..

وَصَرَخَ الحَجَرُ في هَذَيان ..

وَتَشَرنَقَتْ بِهِ الخُيوط ..

وَرَنَّ ناقوسي ..

وَأُغُلِقَتْ الأبوابْ ..

وَدَقَّتْ السّاعات وَأَجْراسُ الكَنائِس ..

وَذابَتْ الشُّموع ..

وتبلَّلتْ أَنامِلي بِنَدى الجوري ..

وَتَشَبَثَتْ عُيونُنا بالمَسافاتْ ..

وَزيّنَ الأفقُ صَدرَ السَّماء ..

فأَصْبَحَتْ أَنْقى ..

وَشَرِبَتْ مِنْ بَحرِ عَينَيهِ البِحارْ ..

وَتَضرَعتْ الصَوامِعُ لله ..

في العُلا وَعَلى الأرضْ ..

وَانثَقَبَ مِنهُ الأوزون ..

وَفي كَفَيْهِ الناعِمَتَينِ ..

غَفَتْ قِطعةُ حُلقوم ..

كُلُّ قِطعةٍ مِنْها عَلى هَيْئَةِ نَجْمه ..

رُؤوسُها لآمُتَناهِيَهْ ..

وَعادَتْ العُطورُ لِلأَزْهار

.. والهَديرُ للأنهار ..

والثِمارُ للميْدان ..

وَامْتَلَأتْ الرُّبوع ..

وَسالَتْ بِهِ الأودِيَه ..

وَمِن مُقلَتيهِ أَسْقاني زَهْرَ اللَّوزِ ..

وَمِنْ أنْفاسِهِ الدافِئَه احتَرَقَتْ وجنتايَّ باللَّهيبْ ..

وَفَوقَ رُموشِ عَينيهِ أمْطَرَتْ أشلاءُ عِطرٍ ..

وَفَقَدتُ جميعَ اللُّغاتِ بَعدهُ ..

وبَدَأتْ الأكورْديون وَالكْلارِينْيت وَالفلوتْ وَالكِيتارْ وَالساكْسفونْ وَالكَمانْ تَعْزِفُ لَحْنًا موسيقِيًا تَخرُجُ مِنهُ أنغامٌ وَايقاعاتٌ راقِصَةٌ وقَويَّه ..

وَدَقّت الطُّبول ..

وَعَزَفَتْ المَزاميرُ وَالرَّباباتُ وَالناياتْ ..

وَقَبَلتهُ تِسعًا وَتِسعينَ قُبلَه حَتى سَكِرتُ صمتًا وَحُبًا من ريقِهِ كَما سَكِرَتْ الأناقةُ وَالعُطورْ مِن رِضابِ ثَغرِه ..

وتَجَمّدَ فَوقَهُ السُّكر ..

وَتَعرَّقتْ زُهورُ العَطاسِ وَالزَّنبقِ الأبيَضْ وَشَقائِقُ النُعمانْ وَزُهورُ الأوركيد وَالقُرُنفُل وَالأُقـحُوان ..

وَازدادَتْ الجَواهِر وَالمُرجان وَالياقوتُ واللُؤلُؤ وَالعَقيقُ والفَيروز وَالذّهَب وَالفِضة وَالماس وَالزُمرُّد لَمَعانًا ..

فَما أَجْمَلَ أنْ أَموتَ صَمتًا في بَحرِ عَينَيهِ وَهُوَ يُشرِقُ باهِتًا مُلتاعًا أَو أنْ أَكونَ شَهيدةً في هَواه ..

قَبلَ أن يَفتَرِسَنا عَصرُ الجُنون ..

وَقَبلَ أن يُصارعَنا التَيارُ والأمواجُ الصّاخبه ..

وَقَبلَ أن تَتَغَيَّرَ آرائي وَتَتَبَلوَر وَيُقرَض الشِّعرْ وَيَتحوّل إلى جُثه ..

بقلم: رَوان إرشيد – النّاصِرة

‫28 تعليقات

  1. النهر الدفاء /الشاعرة روان
    أبدعت بِـنسج حروفك المآسية اهنئك على ذائقتك الراقية دمت للابداع عطرا
    ودمتِ وفية للحروف
    ايتها الشاعرة العظيمة احترامي لنبضك الدافئ وشخصك كثيرا

  2. تحَياتي الوردية لكِ غاليتي روان ..
    كلماتكِ بقمة الروعة والجمال , حروفكِ ماسية وضاءة تشرقُ بَهجة وسناء ..
    ان مُفرداتكِ المرهفةِ تَسوقُني الى هَيّكل أحاسيسكِ الساحر, دُمتِ ودامَ عُطر حرفكِ النديّ

  3. والله يا اخت روان جد الفيديوا متعوب عليه كثير وانا كأخ الك بتمنى التوفيق

  4. الأخت الشاعرة روان إرشيد المحترمة , تألقي وزيدينا من هذا الكلام الناعم الذي هو أنعم من أزهار اللوز والذي يرد الروح من تعب الصعود إلى السماء . . . فأنتِ تنعمين بأفكار رائعة طيبة من عند الله عز وجل , ولا مثيل لها وهي عبارة عن همسة جنونية طويلة لا تنتهي هتى آخر العالم . . . دمت بخير وعز وبركة ومجد وكرامة.

    واقبلي فائق تقديري واحترامي.

    رافع حلبي دالية الكرمل – بلد النور

  5. ما هذا يا روان. أشكرك فلقد أطربني شعرك وعادني ما يشبهالأحلامَ من ذكراكِ، كل شئ يدعو الى التفاؤل ،حين تصمت أمامه جميع الكواكب،وتعود الأشياء الى مجراها الذي خلقت له، إذ تقولين:

    وَعادَتْ العُطورُ لِلأَزْهار
    .. والهَديرُ للأنهار ..

    والثِمارُ للميْدان ..

    وَامْتَلَأتْ الرُّبوع ..

    وَسالَتْ بِهِ الأودِيَه ..

    وَمِن مُقلَتيهِ أَسْقاني زَهْرَ اللَّوزِ ..
    وَمِنْ أنْفاسِهِ الدافِئَه احتَرَقَتْ وجنتايَّ باللَّهيبْ ..

    وَفَوقَ رُموشِ عَينيهِ أمْطَرَتْ أشلاءُ عِطرٍ
    وتبلغ القصيدة ذروتها في قولك:

    وَقَبَلتهُ تِسعًا وَتِسعينَ قُبلَه حَتى سَكِرتُ صمتًا وَحُبًا من ريقِهِ كَما سَكِرَتْ الأناقةُ وَالعُطورْ مِن رِضابِ ثَغرِه ..
    وتَجَمّدَ فَوقَهُ السُّكر ..

    ما أجمل المبالغة هنا. إن القصيدة تبدو كحلم مسحور مشحونة بالبخور والأفاوية الزكية .
    لكن نهاية القصيدة تصدمنا بالواقع الحائر الصلد،حيث تتذكرين :
    وَقَبلَ أن تَتَغَيَّرَ آرائي وَتَتَبَلوَر وَيُقرَض الشِّعرْ وَيَتحوّل إلى جُثه ..
    هذه كانت قصصيدة دافئة في هذا الشتاء.

  6. اين انت يا روان طالت غيبتك اشهر ولم لا وانت تعودين مع هذا الابداع الراقي
    المليء بالدفء والزهور وما تخطت اناملك الا من الذهب العتيق فتالقي وزيدينا شوقا لهذا التالق لك كل التحيات والى الامام مع اجمل اللوحات

  7. قصيدة رائعة بها جمال ساحري..ومشاعر الحب الكبير..

    بها ابداع بليغ..وتالق مميز..

  8. جميل جدا جدا بارك الله فيك .. الى الامام , ننتظر المزيد من قصائدك الساحره

  9. بأي لغةٍ أكبت
    فقد سافرتُ بقصيدتكِ قريباً
    بعيداً
    هناكْ!!
    حيثُ لا بشر
    تركتُ تكوين الأرض وأجزاء الوقت
    لأكون تلك المسافرة بجمالِ حروفك الماسية
    لا زال خمر كلماتك ينساب على شفاهي ويبلل حروفي ولغةُ قلمي
    روان الغالية
    محبتي مودتي وكل إحترامي

  10. عزيزي تامر نجم:
    شكرًا بحجم الحرف هنا
    تقبّل خالص احترامي وتقديري وتراتيل ورد

    تحيّة

  11. صديقتي الشّاعرة الجميلة فراشة الوادي:
    حضوركِ العاطر أبهجني
    لكِ شُكري لتواصلكِ الكبير، الكريم

    محبّة

  12. مصطفى العزيز:
    ثق بأنَّ حضوركَ وارف ويسعدني دائمًا..!
    شكرًا من القلب

    تحيّة

  13. أستاذ رافع حلبي الطّيّب:
    كم أُحبّ مروركَ وَأعتز بِهِ
    عناقيد فرحي تتدلّى بِوُجودك بين جنبات صَفحتي

    دُمتَ بخير وعافية
    ليلتك هادئة.. صافية.. ودافئة
    تحيّتي

  14. د. سامي ادريس العزيز:
    كنتُ قد غرقت بالنّصّ من قبل، وأراني الآن أغرق أكثر حدّ الدّهشة بعد أن أهديتني حضورك وأبحرت بِقراءتك

    دُمتَ ودامَ نوركَ السّاحر
    تحيّة تقدير وعِرفان لكَ ولقلمكَ النّابض بوحًا راقيًا

  15. أُستاذ زكريا إبراهيم العمري:
    حضوركَ الأجمل
    شكرًا لكَ ألف شُكر
    دامَ رحيق مروركَ العذب

    تحيّتي

  16. أُستاذ قاسم محاميد معاويه:
    أتعلم أنَّ الغياب دائمًا يبعث لنا الحكايات والأشواق والثرثرة وعقد نرجسيّ مُدلّل.. أشعُر أنَّ الأحلام ستزهر في كينونة ما لتُفسّر كلّ تأويل الغياب إلى ضحكات هائمة.

    شُكرًا ممتدة دائمًا
    تحيّة

  17. الصّديق محمد عواد:
    مروركَ الأروع بلا شك
    وفّقكَ الله ورعاك

    تحيّتي

  18. الأستاذ محمود كيوان:
    حُضوركَ هُنا لهُ بَهاء وَجَمال.. فألف شُكر

    تحيّتي

  19. المحامي العزيز جمال أبو فنّه:
    ألف شُكر. حضوركَ نقيّ يبوح بسكينه ويُغرقني أملاً

    تحيّتي

  20. الشّاعر أبو البراء:
    أشكُر لكَ مُروركَ

    دُمتَ في أطيّب حال
    ودامَ معكَ الفرح
    تحيّتي

  21. الصّديقة الجميلة شاعرة الوادي:
    أهلاً بطلّتكِ الحُلوة
    لكِ منّي باقةُ عِطر حمراء

    محبّة وزهرة ترافقكِ طوال الدّهر

  22. شكرا يا روان على هذه المائدة الدسمة من التفاؤل وحب الجمال ..تحيتي العطرة

  23. الشّاعر أحمد:
    راقي بمروركَ المُتألّق
    لقلبكَ السّعادة والرّاحة الأبديّة

    تحيّة

  24. […] رجعنا الى آخر قصيدة نشرت في موقع بقجة: ( فلسفة حب مقيتة)، اهتدينا الى مواطن السحر والجمال في شعر روان […]

  25. […] المزيد في موقع بقجة للشاعرة رَوان إرشيد – النّاصِرة فَلسَفَةُ حُبٍّ مَقيتَه الإستقالةَ عُنواني جُرح في عُنق النّسيان.. رَثاء […]

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة