انتظار مجنون في رياح باردة../للثلج في بلادنا بهجة مختلفة/صدى امرأة آتٍ من العدم

تاريخ النشر: 16/02/21 | 9:48

انتظار مجنون في رياح باردة..
عطا الله شاهين
لم أكترث ذات مساء لبرْدِ الرياح حين انتظرتها
الرياح الباردة حينها كانت تخر في عظامي،
ولكنني كنت مصمم على انتظارها..
غيوم بيضاء منخفضة زحفت نحو ولفّتني لزمن
بقيت واقفا لساعات على جسر خشبي شاهد على ذكرياتي في العشق..
انتظرتها رغم البرد الجنوني من رياح غاضبة..
كنت اتساءل لماذا اتجمّد هنا ؟
لأجل من أنا هنا ؟
لماذا أنتظر امرأة لم تمنحني أي شبيء سوى الحُبّ؟..
أذكر بأنها جعلتْ عقلي يفكّر فيها فقط..
غيوم ضبابية طلت تلفني دون أن أرى أي شيء
لم تبعد الرياح الضباب عني لأرى حبيبتي، التي تأخرت..
حرارة الجو ازدادت برودة؛ وأنا منتظر على جسر خشبي بمفردي واقف مع الريح..
لم اعد اشعر بالبرد..
لربما لأنني تواق لرؤيتها ..
تجمّدت عيناي، ولم أعد أرى أي شيء سوى اللون الأبيض..
سمعت همسات بعد مرور وقت كاف لتجمّدي
همست انتظارك المجنون في رياح باردة هذا هو الحُبّ..
التفت رغم تجمدي لأراها وإذا ابتسامتها تدفّئ المكان..

—————
للثلج في بلادنا بهجة مختلفة..
عطا الله شاهين
كما نرى يتابع الفلسطينيون أخبار الطقس أولا بأول منذ أكثر من أسبوع، ومتابعتهم هذه لأحوال المنخفض القطبي القادم تأتي لأنهم مشتاقون للثلج، على الرغم من شعورهم ببرده حين يهطل، إلا أن هناك بهجة مختلفة للثلج في بلادنا العربية، ومن ضمنها فلسطين، ونرى فرحة سقوط الثلج في عيون الأطفال، الذين يحبون اللعب بالثلج، عدا عن ذلك فالمدارس عندنا في الغالب تعطل دوامها للحفاظ على سلامة الأطفال ..
لا أدري لم أر في بلاد أوروبا استعداد الناس هناك وترقبهم لسقوط الثلج مثلما يحدث عندنا فهناك يرونه حدثا عاديا لا تعطل في بلدانهم المدارس ولا المؤسسات تبقى الحيا تسير بشكل طبيعي لربما تعودهم على طقسهم يجعلهم غير مهتمين لهطول الثلج مثلنا نحن الذين نتوق لهطول الثلج، ولأن الثلج يلم العائلة في البيت، ويمنح جوا من دفءٍ أسري ..
لا شك بأن للثلج جو خاص رغم الحرارة المتدنية، إلا أن للثلج بهجة مختلفة نراها في عيون أطفالنا، الذين يحبون اللعب بالثلج دون أن يشعروا ببرده..

——————-

صدى امرأة آتٍ من العدم
عطا الله شاهين
عندما كنتُ تائها على حافة الكون منذ سرمد، خيل لي بأنني سمعت صدى امرأة، ولكنني لم أستطع تحديد مصدر الصدى، فلا جهات هناك على حافة الكون، فكل الأبعاد متشابهة، فقلت: لعلني أهلوس من برْد حافة الكون، لكن الصدى ظل يتردد على مسمعي.. .صوتها الأنثوي كان يشير إلى أنها ترغب في الهروب من عتمات الكون.. صدى صوتها كان يردد عبارة تعبت من سجني في العدم، سمعتها كانت بين الحين والآخر تردد عبارة أشتاق للحياة، لم أعرها أي اهتمام وبقيت أبحث عن مكان للدفء على حافة كون معتم، لكن صداها ظل يرتد عبر فراغ الكون، فبحثت عنها في كل الاتجاهات، ولكنني لم أجدها، فتركتها، وعدت أبحث عن جرم تائه مثلي لعل مروره بجانبي سيدفئ جسدي المرتعش .. بقي صداها يرتد عبر الكون المعتم، فقلت: لعلها محبوسة في العدم، فكيف سأجدها، لا يمكن أن أجدها ما دام صداها يتردد في كل الكون.. سأظل أسمع صداها قبل موتي من شدة البرْد على حافة كون معتم، ولكنني كنت تواقا لسماع صوت أنثوي عن قرب، فصداها ما زال يؤلمني.. فهي ترغب حياة، وأنا على شفا الموت من برد يجمّدني ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة