منوّعات تراثيّة كتاب من إعداد : بديعة رضا عوّاد – عبلّين

تاريخ النشر: 12/02/21 | 15:45

زهير دعيم
أصدرت ابنة عبلّين السيّدة بديعة رضا عوّاد مؤخّرًا كتابًا بعنوان ( منوّعات تُراثيّة … أغانٍ وزغاريد وأمثال ) جمعت فيه الكثير من الأغاني والزغاريد التي تداولها العبالنة وأهل المنطقة على مرّ السّنين والأيام والأجيال .
ولا شكّ بأنّ هذه المُنوّعات الجميلة قد يطالها النسيان لو لم تتداركها الاخت بديعة وغيرها من هواة التراث فنخسر ارثًا يُعتبر رمزًا وعنوانًا للهويّة الانسانيّة الخاصّة بنا ..
كتاب جميل فعلًا يحكي عن ماضينا الحلو في الجليل ، هذا الجليل الذي يعشق الحرف ويحتضن التاريخ والمحبّة بما فيه من أفراح وأتراح وهموم وعادات ومفارقات .
وكلمة تراث جاءت من الفعل وَرِثَ يُرِثُ إرْثًا وموروثات..
موروثات جميلة ، عابقة بشذا البساطة حينًا والأفراح حينًا آخَر ، والتعب والمِزاح والعادات والأمثال ثالثةً ورابعة.
صالت المُعدّة صولات جميلة أعادتنا الى تلك الأيام الخوالي : الى أيام الخطوبة والأعراس والليالي المِلاح :
بالهَنا يا امّ الهَنا يا هَنيّة – والْتوَت عيني على الشّلبيّة
والْتَوَتْ عيني عَ العريس بالأوّل – صاحب الوجه الصّبوح المدوّر

ولا تنسى المؤلفة الزّفّة والمُهرة ووالد العريس ووالدته وبياض العروس والحلّاق :
احلق يا حلّاق بالموس الذهبيّة –تمهّل يا حلّاق تاتيجي الأهليّة

ويأتي الإكليل في الكنيسة فتصدح أمّ العريس أو احدى عمّاته قائلة :
أويها…
يا كنيستنا يا مبرهجة – دقّ الناقوس قومي ارهجي
يا كنيستنا يامّ الصُّلبان – وتكلّلت فيكي العُرسان
وايضًا :

قُلّي وين تكلّلت عريس يا منيح — يَمّا كلّلوني في كنيسة المسيح
ولا تنسى المؤلفة أن تأخذنا الى العادات والتقاليد :

مْشحَّر يا جوز التنتين — شروالَك فيّو رقعتين
علمَت المرا العتيقة — بالسّيعة والدّقيقة
وتروح تجوب في الأغاني التراثيّة الجميلة فتستذكر : مَرْمرْ زماني ، يا أمِّ المناديلِ ، يا أمّ العَباية ، ليّا وليّا يا بْنية ، عَ اليادي ، يا غْزيِّل يا بو العبا، عذَّب الجمّال قلبي … هذه الاغنيات التراثية الراقصة ، الهازجة تعيدنا الى الماضي الجميل فعلًا :
عَذّبَ الجمّال قلبي – يوم نوى عَ الرّحيل
قلتله جمّال خدني – قال أنا دربي طويل
ولا تنسى ان تصول وتجوب معنا الفصول والحقول والروابي والغزل :
رُمّانَك يا حبيبي – يا حبيب قلبي ونصيبي
رُمّان صْديرك فتّح يا ريتو من نصيبي
وتميل بنا الى الحصاد والدّلعونا وجفرا يا هالربِع وتنتهي بأمثالنا الشّعبية.
الكتاب يتألّف من 72 صفحة ، جميل الغلاف ، يحمل في طيّاته تراثنا الجميل بعبَقه الأصيل ، والعادات التي غاب بعضها إن لم يكن كلّها ، ولكنّها ظلّت في وجدان التّاريخ حَبَقًا يفوح كلّما حرّكته نسائم الأيام.
بوركَ عطاؤك العبلّينيّة الأصيلة الأخت بديعة عوّاد وبورك تعبك ، فلقد أعدت لنا ولهذا الجيل الجديد – الذي نسي التراث – أعدتِ لنا الأصالة وغرفتِ له من ذكرياتنا زادًا ، ينفع في هذا الزّمن المُهرول نحو الحضارة بقوّة قد لا ترحم؛ حضارة تحمل التقدّم ولكنها تفتقر الى الكثير من قيم الماضي الجميل وعاداته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة