الموت وميتافيزقيته العدمية ..

تاريخ النشر: 31/12/20 | 10:08

عطا الله شاهين
لا شك بأن موضوع الموت شكل عبر العصور لغزا للانسان البدائي، وظل الموت يشكل لغزا محيرا لكل من رأى موتا لبشر عاذوا حياة عادية، حتى جاء الفلاسفة، ومن خلال قراءتهم فهموا علاقة الوجود الانساني بالموت، فعرفوا بأن لا خلود للانسان، مهما كان الانسان يعيش في صحة جيدة ، والموت رأوه كحتمية لا يمكن تجاوزها ، مهما تحصن الانسان بصحة جسده. فالموت حق على الإنسان، وهو يعد فناء شاملا كنظام يتحكم في حياة البشر، لكن الحياة بكل مكوناتها لا تموت مع الإنسان. فهناك موت فيزيقي، ولكنه بشكل عام يعتبر مختلفا عن موت ميتافيزيقي. فالفيلسوف الألماني مارتن هيدجر يرى بأن الموت يعطي جدية للوجود الإنساني. فالوجود الإنساني بحسب هيدجر وجود متناه. فالموت ليس شيئا عارضا، بل هو نسبج الوجود الإنساني، لكن الإنسان يسأل ما بعد الموت؟ هل هناك موت آخر، أم حياة لروح الإنسان الميت، أم أن الروح تذهب للعدم .لا يمكن فهم سر الموت، إلا من خلال ذهاب العقل للتفكير في ميتافيزيقية العدم. فالموت في ميتافيزيقية العدم يبقى سر الحياة والوجود. فلا عدم من دون عدم آخر. والموت يشكل دورة لحياة أخرى وهكذا فالموت بميتافيزقيته العدمية يبقى سر الخلود، على الرغم من أن الإنسان يظل يفكر فيما وراء الموت..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة