طرح التحديات والحلول المتعلقة بهدر الطعام
تاريخ النشر: 21/12/20 | 17:22عقدت جمعية الجليل مؤخًرا مؤتمرًا محوسبًا تحت عنوان “هدر الطعام: تحديات وحلول” والذي تمّ بشراكة بين معهد الأبحاث التطبيقية ومركز العدل البيئي في الجمعية. في حين يُشكل هدر الطعام مشكلة عالمية ذات تداعيات اقتصادية، بيئية، صحية واجتماعية؛ إلا أن أثره يبدو أكثر حدة في المجتمع العربي في البلاد على ضوء انعدام الأمن الغذائي الذي تُعاني منه الكثير من العائلات العربية. من هنا، جاء المؤتمر ليسلط الضوء على التحديات التي يواجهها المجتمع العربي في هذا المضمار، والحلول والفرص المُتاحة أمامه للحد من هذه الظاهرة.
افتتحت أولى جلسات المؤتمر السيدة عرين شبلي، أخصائية وطالبة اللقب الثاني في التغذية والتي قدّمت عرضًا عامًا عن مشكلة فقد الطعام على طول سلسلة الإنتاج بدءّا من مرحلة الزراعة والتصنيع وصولا إلى المُستهلك. وركزت السيدة شبلي في عرضها على الحلول الُمتاحة على مستوى المُستهلك والتي تتلخص في اتباع سلوكيات استهلاك وتغذية مستدامة.
وبدورها قامت السيدة دعاء زيد، باحثة في ركاز-مركز للأبحاث الاجتماعية في جمعية الجليل بعرض معطيات حول أنماط التغذية في المجتمع العربي والتي تُبيّن بشكل واضح شيوع أنماط تغذية غير صحية في المجتمع العربي عامة، ولدى شريحة الشباب على وجه الخصوص.
وعرضت المحامية سماح الخطيب-أيوب من جمعية سيكوي النتائج الأولية لبحث شمولي حول الأمن الغذائي في المجتمع العربي، والذي يعملون حاليًا على إصداره، ويشمل تحليلًا عميقًا للمشاكل والمعوقات القائمة في السياسات الحكومية التي تحول دون المعالجة الناجعة لهذه المشكلة الحارقة، وتوصيات بإصلاح الوضع.
وقدم د.نضال مصالحة – باحث في مركز الأبحاث في جمعية الجليل نبذة عامة عن الزراعة الصناعية التي تُعد المزود الأساسي للطعام في العصر الحديث. أبرز د. مصالحة في محاضرته الجوانب الإيجابية والسلبية المُتعلقة بالزراعة الصناعية والإنتاج المفرط مُشيرًا إلى أنه قد يكون التوازن ما بين الزراعة الحديثة والعضوية هو الطريق الأمثل لتحقيق الأمن الغذائي.
وعرض المهندس البيئي عمر عاصي، نتائج البحث الذي يعمل عليه ضمن مشروع DECOST في مركز الأبحاث في جمعية الجليل والذي يشمل نموذجًا مستدامًا لإدارة النفايات العضوية يتمثل بدمج نُظم لامركزية (أي على مستوى البلدة) لإنتاج سماد عضوي، وبالاضافة استعمال بقايا الخضار والفواكه لإطعام الحيوانات.
وبدوره قدم الريادي والمزارع، أمير عون الله، صاحب مزرعة “بستاننا” نموذجًا حيًا للزراعة المدعومة اجتماعيا مُبينًا الدور الذي يلعبه هذا النموذج في حماية البيئة والحد من هدر الطعام.
وأتت محاضرة السيدة علا ديب، منسقة مشاريع في مركز العدل البيئي في جمعية الجليل، لتلقي الضوء على دور جمعيات حفظ النعمة في مواجهة ظاهرة هدر الطعام حيث عرضت السيّدة ديب نتائج مسح أجرته حول مؤسسات حفظ النعمة في المجتمع العربي، خصائصها والتحديات التي تواجهها. يُشار إلى أن قد تمّ ترجمة نتائج المسح إلى خريطة تفاعلية ستكون مُتاحة قريبًا على الموقع الإلكتروني للجمعية.
اختتم المؤتمر بنقاش بمشاركة الحضور والذين بدورهم أشادوا بأهمية المؤتمر وثراء مضامينه.
تُجدر الإشارة أن المؤتمر عُقد برعاية برنامج ENI CBC Med من الإتحاد الأوروبي وبرعاية صندوق Misereor.