سنوات من الإنجازات لإتحاد مياه وادي عارة

تاريخ النشر: 18/08/20 | 23:10

يُعد موضوع المياه والمجاري من أهم المواضيع التي لاقت تطورا كبيرا في العقد الأخير، ويعزو المتابعين هذا التطور الى فكرة وجود اتحادات المياه في البلاد. ومما لا شك فيه أن اتحاد مياه وادي عارة والذي يديره المهندس حسين محمد محاميد من أهم تلك الاتحادات . ويكاد يُجْمع على أنه من الاتحادات الناجحة على مستوى جميع الاتحادات، والأدلة والشواهد على ذلك كثيرة ومن جملتها:
– التمدد الجغرافي بشكله العامودي والافقي، فمن اتحاد لام الفحم وبعض قراها، الى كل قرى وادي عارة مرورا بباقة وجت وزيمر ووصولا الى مدينة الطيبة . لا يمكن تفسير هذا التمدد الا بمنطق واحد ووحيد ” النجاح” الذي القى بضلاله على عمل الاتحاد ، وهذا الذي شجع الادارة العامة لاتحادات المياه أن تمنح اتحاد مياه وادي عارة مزيدا من البلدان كي تنضوي تحت عملها وادارتها .
– في سياق الحديث عن نجاحات عمل الاتحاد; تجدر الاشارة الا أن اتحاد مياه وادي عارة قد نجح في إقامة وتطوير مشاريع ذات بعد جغرافي لافت حتى أنه وصل الى مشاريع داخل الضفة الغربية متعاونا بذلك مع سلطة المياه الفلسطينية ومع جهات دولية مهمة، وذهب البعض الى تشبيه عمل الاتحاد خارج اطار وادي عارة الى أنه ” عابرٌ للحدود” .
هذا وقال مدير عام اتحاد مياه وادي عارة، المهندس حسين محمد محاميد في تصريحات سابقة، إنه في العام 2009 بدأ اتحاد مياه وادي عارة عمله في ثلاث سلطات محلية وهي: أم الفحم (58000 نسمة)، وكفر قرع (20000 نسمة)، وبسمة (9000 نسمة). وفي سنوات لاحقة ضم الاتحاد إليه سلطات محلية أخرى وهي: عرعرة (23000 نسمة)، وطلعة عارة (13000 نسمة)، وباقة الغربية (28000 نسمة)، وجت (12000 نسمة) قرى زيمر ( 7000 نسمة).
وفي آخر توسع لاتحاد مياه وادي عارة؛ انضوت مدينة الطيبة للخدمات التي يقدمها الاتحاد. ويبلغ عدد سكان الطيبة نحو 45 ألف نسمة، وتشكل مساحتها نحو 18،870 كم.
وجاء ذلك الضم، بعد أن قررت سلطة المياه والمجاري في البلاد، وبالتوافق مع رؤساء بلديات ومجالس التابعة للاتحاد مياه وادي عارة، على ذلك.
وأضاف التقرير أن الاتحاد يقدم حاليًا خدماته لحوالي 50 ألف أسرة، تشكل ما يقارب ربع مليون نسمة. كما ويقدم الاتحاد خدماته لثماني سلطات محلية تمثل عشرون بلدة (ثلاث مدن وثماني عشرة قرية).

وفي هذه السياقات اجريّنا مقابلة مع مدير عام اتحاد مياه وادي عارة المهندس حسين محمد محاميد، ودار النقاش حول المواضيع التالية :
بلمحة سريعة; كيف يلخص المهندس حسين محاميد عمل اتحاد مياه وادي عارة خلال العقد الماضي؟
انطلق عمل الاتحاد بداية عام 2009، وكنا نزود خدمات المياه والصرف الصحي لحوالي 60 الف نسمة، تطورنا بشكل متسارع جدا، لكنّه مدروس بعناية فائقة ، اما اليوم فإننا نعطي خدمات لحوالي ربع مليون نسمة ، فالمنطقة الممتدة من قرى طلعة عارة (زلفة – سالم) وحتى مدينة الطيبة كلها تنضوي تحت عمل اتحاد مياه وادي عارة ، وهذه دلالة واضحة على التطور الكبير الذي مر به اتحاد مياه وادي عارة، فلولا النجاح الكبير الذي ميّز عملنا لما توسعنا بهذا الشكل المضطرد والكبير .
وجب التأكيد في سياق سؤالكم; لم يحظَ عمل الاتحاد في بدايات عمله بالاهتمام وكان هناك توقع بعدم النجاح وذلك لكون التجربة كانت جديدة على مستوى البلاد، لكننا أثبتنا بفضل الله ثم بفضل عقول وسواعد طواقمنا اننا على قدر المسؤولية فكان النجاح الذي خططنا له وسعينا لتحقيقه.
واضاف السيد حسين محاميد : ” استثمرنا خلال الـ 7 سنوات الاولى حوالي 450 مليون شاقل كلها صرفت في مجالي المياه والصرف الصحي، أنشأنا المشاريع العملاقة والجديدة، ورممنا بعض المشاريع القديمة وأهلناها حتى باتت قادرة على أن تكون أداة خدمة ناجعة للمواطنين، نحن في اتحاد مياه وادي عارة لم يكن لدينا اي شك يوما أننا جزء من النقاش الذي دار عن الغاء اتحادات المياه في البلاد وذلك لأننا كنا نعلم بيقين أننا استثناء، نجاحاتنا دلّت عليه الارقام وصدّقت عليه النتائج . بالمجمل هذا تلخيصي لعمل الاتحاد خلال العقد الاخير; النجاح الكبير بفضل الله .

هل توافق الراي القائل أن التوسع الجغرافي للاتحاد لخير دليل على نجاح عملكم ؟
بالتأكيد; التوسع الجغرافي لعمل الاتحاد أحد المؤشرات المهمة لنجاح الاتحاد، لقد بدأ عملنا مع 3 مناطق ام الفحم، كفر قرع وقرى بسمة عارة، توسعت خدماتنا لتشمل كل قرى طلعة عارة وباقة جت، ذلك طبعا جاء بعد توجه مباشر من قبل السلطات المحلية لتلك البلدان، ثم كان التطور تجاه قرى زيمر والطيبة واعتقد أن هذا التوسع كفيل أن يفسر مدى الرضا عن عمل الاتحاد وخدماته .
أي انجازات حقيقية تحققت وأي منها ما زال ضمن التطلع والتخطيط ؟
لا شك ان الهدف الاساس لإنشاء اتحاد مياه وادي عارة هو موضوعي المياه والصرف الصحي، عندما بدأ عملنا كانت مدينة كام الفحم مربوطة بنسبة 80% بشبكة الصرف الصحي اما باقي بلدان وادي عارة فلم تتعدَ تلك النسبة الـ 30% اما اليوم فان النسبة العامة تتجاوز الـ 75% ، مع التأكيد على أنّ بلداناً كقرى بسمة عارة وكفر قرع لم تتجاوز نسبتها ، قبل عمل الاتحاد بها، الـ 20% ، هذه المعطيات إنّ دلت على شيء فإنها تدل على المشاريع الكبيرة التي تم انجازها بتلك البلدان والمتعلقة بالصرف الصحي .
وفيما يخص المياه، بنظرة عامة; لقد أنجزنا مشاريع تتعلق بتحديث شبكات وأنابيب المياه في جميع بلدان وادي عارة ثم أقمنا مشاريع عملاقة جدا مثل مخازن المياه والتي كانت بأحجام 3 و 4 آلاف كوب اضافة الى مد خطوط مياه رئيسية بأقطار 20″ في ام الفحم وباقة الغربية .
وعلى صعيد الخدمات اليومية، أقمنا مركز طوارئ يعمل طيلة أيام الأسبوع وعلى مدار 24 ساعة ، كما أننا فعلّنا مركز خدماتي آخر يتعلق بالجباية والخدمات العامة ولا شك أن كلا المركزيّن يقدمان الخدمات بشكل فعال جدا وهناك تجاوب كبير من قبل المواطنين مع كلا المركزيّن .
وفيما يخص الشق الثاني من السؤال والمتعلق بالمشاريع التي تقع ضمن فئة ” مشاريع قيّد التخطيط ” فبذلك أقول; يقوم الاتحاد على التخطيط للعديد من المشاريع حيث يتم العمل على تنفيذها وفق مخططات مرجعية مصادقّ عليها من قبل السلطات المحلية في المنطقة ، على سبيل المثال : في ام الفحم ، نحن بصدد تنفيذ مشروع في منطقة اسكندر وهو موجود في الخارطة المرجعية، هذا المشروع يخدم العديد من المناطق كاسكندر والشرفة وبتكلفة تصل حتى 15 مليون شاقل وسنعمل على تنفيذه بثلاثة مراحل.
وفي مصمص : نحن بصدد تنفيذ العديد من مشاريع المياه للقرية بتكلفة تصل الى حوالي 9 مليون شاقل .لا شك ان لديّنا مشاريع كثيرة في كل بلد وبلد لا يتسع المجال لسردها هنا ، وكما اسلفت فإن كل المشاريع تستند على تخطيط مرجعي.
أود أن أضيف هنا الى أن جميع المشاريع التي نقوم على تنفيذها تكون ضمن برنامج سنوي محدد والذي بدوره يعرض على السلطات المحلية وبعدها على مجلس الادارة في الاتحاد ويتم المصادق عليه. هذا النهج يكون سنويا وبالتالي العمل يكون ضمن برنامج سنوي مجدوّل وواضح الهدف والرؤية . وبعد انتهاء العام والبدء بعام جديد، يقوم الاتحاد بعرض كل منجزات العام السابق مع الشرح والتفاصيل أمام ممثلي السلطات المحلية ومجلس ادارة الاتحاد ، هذا فضلا عن عرض برنامج العام الحالي.

بكل صراحة; هل من اخفاقات ما اعترت عمل الاتحاد خلال العقد الأخير ؟
لا شك أن الكمال لله، لا نذيع سرا إن قلنا أن عقبات ما تعتري بعض المشاريع وهذه العقبات تتمثل في الغالب بمعارضة ما من قبل المواطنين او من قبل الوزارات المعنية ، هذه العقبات تؤخر المشاريع ويمكن أن يفسر ذلك كإخفاق ، أحيانا تكمل المشاريع بشكل جزئي واحيانا حتى يتم الغائها بشكل تام.
نحن نناشد في هذا السياق المواطنين الذين يعترضون على بعض المشاريع ان يتوجهوا لنا وان يعطوا مساحة للحوار والتعاون كي نتمكن سوية من ايجاد حلول مهنية ترضي جميع الاطراف، بحمد الله معظم العقبات تُحل بشكل ودي واخوي ونستطيع اكمال تنفيذ المشاريع، يستثنى من هذا الكلام نسبة لا تتجاوز الـ 10%. ومن الاخفاقات التي قد تحصل في العمل تلك التي تتعلق بالمقاولين وعملهم حيث انه لا يكون وفق المعايير المحددة مسبقا وهذا يؤخر العمل ولا ينجزه بالشكل المطلوب، لكن الاتحاد وعلى الفور يقوم بإيقاف المقاول عن العمل واستبداله بمقاول آخر، كل ذلك يقودني للقول انا اسبابا موضوعية، وليست ذاتية، تتسبب في الاخفاق ببعض المشاريع . ومن الاخفاقات التي يمكن الحديث عنها هي بعض الاخطاء التقنية التي تحصل في الفواتير لكننا نتفهم أي توجه من قبل المواطنين بهذا الخصوص ونقوم بمعالجتها على الفور وعلى اكمل وجه.
مهندس حسين محاميد; ماذا تقول عن موضوع الغاء الاتحادات بسبب عدم كفاءة البعض منها ! ؟
الحديث عن هذا الموضوع كان جديّا جدا ولكنه حسم بتغيير وتقليص عدد الاتحادات من 56 ل 28-30 اتحادا ، بالأساس موضوع عدم الكفاءة لم يكن هو العامل الحاسم لهذا التقليص انما هنالك قانون قد سن في الكنيست يحدد عدد الاتحادات وشركات المياه في البلاد الى 30 اتحاد كحد اقصى .
نحن في اتحاد مياه وادي عارة ننظر الى قرار سلطة المياه بإبقائنا كما نحن بمثابة تجديد ثقة بكوادر اتحاد مياه وادي عارة وهو مؤشر قوي على عملنا المهني الناجح فضلا عن انه يعكس رضا المواطنين وسلطة المياه عن أداء الاتحاد.
بنظرة طموحة، هل سيكون الاتحاد يوما عابرا للحدود، بمعنى أدق; هل سينفذ الاتحاد مشاريع في دول عربية او اوروبية ؟
على صعيد تبادل الخبرات والمعلومات هناك تعاون كبير بيننا وبين دول أخرى ولكن سلطة المياه هي من تقرر أن يتم تنفيذ أي مشروع يتعلق بعملنا ، بالمجمل اتحاد مياه وادي عارة يملك طاقما مهنيا واداريا وهندسيا وتنفيذيا ( كالمهندس يوسف جبارين والمحاسب جاد يونس ) رفيع المستوى يمكنه، بكل تواضع، أن ينفذ أكبر وأضخم المشاريع هذا بالإضافة الى أن اتحاد مياه وادي عارة لديه طواقم استشارة تخطيطية وهندسية وحقوقية ، وما يميز العمل الاداري في الاتحاد هو انه لا يوجد فيه عدد كبير من الموظفين ، نركز بعملنا على مبدأ ” الكيف لا الكم ” وذلك ضمن عمل اداري “عنقودي ” مدروس.

المياه الحمراء، ظاهرة عانت منها بعض احياء مدينة الطيبة ; ما هي أسبابها وهل تم معالجة الأمر ؟
في الواقع كنّا قد اوضحنا هذا الموضوع في بيانات سابقة، ولكن لا بأس في توضيح الكلام عنها مجددا وذلك من باب تسليط الضوّء على الموقف المهني لاتحاد مياه وادي عارة. الموضوع هو ببساطة : اللون المائل الى الأحمر الذي كان بمياه بعض احياء مدينة الطيبة سببه قيام شركة مكوروت بتزويد تلك الاحياء بالمياه المحلاة ، وذلك بسبب تغيير مصدر تزويد المياه الذي هو من ضمن مسؤولية سلطة المياه، ما ادى الى تلوّن المياه في الشبكات القديمة للمياه.في مدينة الطيبة.
كما تبيّن لنا وبعد فحص مهني عميق ومعمق أن أحد الأسباب الأخرى لظاهرة تلوّن المياه يعود الى حالة الأنابيب القديمة والمتآكلة وهذا يعني بالضرورة ان عمرها الافتراضي قد انتهى.(60 عام)
ولحل هذا الموضوع؛ يستعد اتحاد مياه لتغيير جميع شبكات المياه القديمة واستبدالها بأخرى حديثة تتوافق مع معايير الجودة المعمول بها في البلاد. كما أننا لن نألوا جهدا لعلاج هذه الظاهرة بما يتناسب مع الاتاحة القانونية والعملانية للاتحاد، الاتحاد بدأ وسيستمر بتنظيف وشطف انابيب وشبكات المياه كما اوصى المختصون ووزارة الصحة.
هل يخبرنا المهندس حسين محاميد عن مدى رضاه عن عمله وعن عمل الاتحاد؟
أحمد الله أولا ، رضايّ من رضا الناس ، أنا أرى أن هناك مستوى جيد من الرضا ، واستمرار الرضا يعني الاستمرار بالخدمات على أكمل وجه والحفاظ على مستوى خدماتي رفيع ، الرضا ليسا كاملا ولكن بالتأكيد نحن في الاتجاه الصحيح . أركز كثيرا على خدمة الناس وسماع شكاويهم وأحرص على تذويت ذلك لدى طاقم وموظفي الاتحاد، وبشكل شخصي أتابع بعض شكاوي الجمهور وذلك بهدف الحفاظ على علاقة مباشرة مع المواطنين .
هل من كلمة اخيرة توجهها ؟
منذ 2009 ، رفنا شعارا هدفنا الاساس خدمة كل الناس ، وأنا أعد المواطنين أن نقدم كل الخدمات المنوطة بنا ، الفت انتباه المواطنين أن كل ما يدفعونه كمستحقات عليهم للاتحاد تعود بالنفع والفائدة عليهم على شكل مشاريع وخدمات تلامس حاجاتهم الاساسية .
أناشد المواطنين التعاون والحوار الأخوي والودي كما أطلب منهم تسديد ديونهم لان ذلك كما اسلفت, (لهم وفقط لهم) ، ذلك يترجم على شاكلة أعمال وخدمات .
اتوجه بجزيل شكري وامتناني لطاقم اتحاد مياه وادي عارة جميعا على اختلاف اسمائهم ووظائفهم وأعضاء مجلس الإدارة في الاتحاد ، لقد كان لهم دور كبير وريادي في نجاحات اتحاد مياه وادي عارة.

تعليق واحد

  1. بس لليش بتبعثو للناس הערכה على ما اظن الساعات الجداد بقرين عن بعد ولا لما تشوفو انو الواحد مش مصرف كثير بتصيرو تدورو على الغلبه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة