شعائر صلاة وخطبة الجمعة من كفرقرع

تاريخ النشر: 09/10/11 | 4:22

بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة، أقيمت شعائر خطبة وصلاة الجمعة، من مسجد عمر بن الخطاب في كفرقرع الموافق 9 من ذو القعدة ١٤٣٢ﻫـ ، حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري؛ رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك، ‘‘دور المسجد في حياة الأمة‘‘، هذا وأم في جموع المصلين، فضيلة الشيخ صابر زرعيني، إمام مسجد عمر بن الخطاب.

ومما جاء في خطبة الشيخ لهذا اليوم المبارك:” إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

وأردف الشيخ قائلاً:” قال الله تعالى:((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)). أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله عز وجل وإخلاص العبادة له، وأن نكون من عمّار هذه المساجد بالصلاة والتلاوة، والجلوس في حلق ذكرها، وطلب العلم بين جنباتها.. قال المصطفى صلى الله عليه وسلم:((إن للمساجد أوتاداً. هم أوتادها، لهم جلساء من الملائكة, فإن غابوا سألوا عنهم، وإن كانوا مرضى عادوهم، وإن كانوا في حاجة أعانوهم)) قال الألباني: حسن صحيح؛ وفي رواية ((ما من رجل كان توطن المساجد، فشغله أمر أو علة ثم عاد إلى ما كان إلا يتبشبش الله إليه كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم))صححه الألباني.

وتابع الشيخ حديثه بالقول:” أيها المسلمون عباد لذا قال حبيبنا عليه من الله صلاة وتسليم:((المسجد بيت كل تقي، تكفل الله لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة، والجواز على الصراط إلى رضوان الله إلى الجنة))… لقد أدرك الرسول صلى الله عليه وسلم بما علمه الله تعالى، أن قوة الدولة الإسلامية تعتمد على قوة أفرادها وشعوبها، وأن قوة المجتمع والشعب المسلم إنما ترتبط بثلاثية متعاضدة، بقوة صلتها بالله إيماناً وعبادة، وقوة صلة أفرادها ببعضهم توحداً وإخاءً، ثم قوة إعدادهم لما استطاعوا من قوة يرهبون بها عدو الله وعدوهم. لذا فقد بادر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هجرته مباشرة ليضع الركيزة الأولى في بناء المجتمع والدولة المسلمة في المدينة المنورة، والمتمثلة في العمود الأساس ألا وهو المسجد،(كان المسجد أول مؤسسة أنشأها النبي صلى الله عليه وسلم)؛ الذي سيمثل موضع اتصال الأمة بربها ومعراج أرواحها وقلوبها إلى خالقها وبارئها، كما سيمثل موطناً للتلاقي والتآخي والتعارف والتكافل وتنمية الأخوة الإيمانية، إضافة إلى أنه شكّل منه منطلقاً إلى إعداد الرجال والقادة العظام وصنع المجاهدين الأشداء الثابتين، ومقراً لعقد الألوية وبعث السرايا والجيوش، وارتبطت بالمسجد كل مصادر قوة المجتمع المسلم والدولة المسلمة، بل وكان مركزاً لكل أنواع الإحتياجات والإرتباطات المجتمعية الهامة.

وأضاف الشيخ قائلاً:” إحتل المسجد احتل موقعاً هاماً في حياة الرسل عليهم الصلاة والسلام أجمعين وأتباعهم، ومما يدل على ذلك:تكليف الله تعالى للأنبياء والمرسلين بإقامة المساجد وعمارتها بناء وتشييداً وذكراً وصلاة والإهتمام بها تطهيراً وإعداداً للمصلين والعاكفين والركع السجود، ولم يكن الأمر يقتصر على توجيه الأوامر إلى أتباعهم بالبناء والرعاية، بل كانوا هم من تولى ذلك بأنفسهم.

وتابع الشيخ حديثه بالقول:” يقول تعالى:((وَإِذْ جَعَلْنا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنّاسِ وَأَمْناً واتَّخِذوا مِنْ مَقامِ إِبْراهيمَ مُصَلّىً وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهيمَ وَإِسْماعيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطّائِفينَ والْعاكِفينَ والرُّكَّعِ السُّجودِ))؛ ((وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّميعُ الْعَليمُ))؛ وبعد الأنبياء والمرسلين تولى أخيار الأمة بناء المساجد ، وقد مدحهم الله تعالى ووصفهم بالإيمان والإهتداء .

قال تعالى:((إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وآتى الزَّكاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلّا اللَّهَ فَعَسى أولَئِكَ أَنْ يَكونوا مِنَ الْمُهْتَدينَ))؛ وجعل أجرهم مقابل ذلك جزيلاً، قال رسول الله: “من بنى لله مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة”.

ومما يدل على أهمية المساجد أن الله تعالى إختصها لنفسه، ومنع الملكيات المجازية الإنسانية عنها لتكون أماكن لعبادة وحده ، قال تعالى:((وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعو مَعَ اللَّهِ أَحَداً))، كما أختصها الله بإعلان الإذن برفعها مادياً ومعنوياً، قال تعالى:((في بُيوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فيها اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فيها بِالْغُدُوِّ والْآصالِ)).

وقال الشيخ كذلك:” إن وجود المساجد وإرتفاع الأذان والنداء بالصلاة من على مآذنها أو جنباتها يعد شعيرة جليلة من شعائر الإسلام ودليل عظيم على وجوده وظهوره، لذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أرسل سرية يقول لهم:”إذا رأيتم مسجداً أو سمعتم أذاناً فلا تقتلوا أحداً”.

وبفضل الله عز وجل؛ ثم جهود المؤمنين الصادقين أنتشرت المساجد اليوم في ربوع بلاد المسلمين، بل وفي معاقل العداء للإسلام والتآمر عليه، وظهرت المآذن في بلاد الكفر شرقاً وغرباً .

وشدد الشيخ حديثه بالقول:” وإذا كان بناء المساجد دلالة على ظهور وقوة الإسلام، فإن هدمها يعد من أظهر آثار ومظاهر العدوان على الإسلام، ولذا سن الله تعالى التدافع بين أهل الحق والباطل كي لا تهدم المساجد وأماكن العبادة، قال تعالى:((وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً..))؛ بل إن من أعظم الظلم، ومما يوجب عذاب الدنيا وخزي الآخرة، أن يعتدي أحد لخراب المساجد مادياً ومعنوياً:((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فيها اسْمُهُ وَسَعى في خَرابِها أُولَئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلوها إِلّا خائِفينَ لَهُمْ في الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ في الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظيمٌ))..؛ فالخزي والعار والذل لمن يحاول هدم وحرق بيوت المسلمين (بيوت الله)..”.

ووجه الشيخ نداءً للأمة قائلاً:” يا معاشر المسلمين: إن المساجد هي أحب الأماكن إلى الله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:”أحب البلاد إلى الله مساجدها”، وفيها يجتني المسلمون الخير الكثير والجوائز النفيسة، في الصحيح يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:”ما إجتمع قوم في بيت من بيوت…”؛ والمرتبطون والمتعلقون بها هم أهل الإيمان والنجاة في الآخرة”. ومن السبعة الذين يظلهم يوم القيامة في ظله: ومنهم ….. رجل قلبه معلّق بالمساجد..”.

وإستطرد الشيخ حديثه بالقول:” والمساجد مصانع الرجال، لذا فقد ربط الله الرجولة بها في موضعين قرآنيين، أولهما في سورة التوبة:((لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلى التَّقْوى… فيهِ رِجالٌ يُحِبّونَ أَنْ يَتَطَهَّروا واللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرينَ))؛ وثانيها في سورة النور:((رِجالٌ لا تُلْهيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإيتاءِ الزَّكاةِ يَخافونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فيهِ الْقُلوبُ والْأَبْصارُ)).”.

وأضاف الشيخ:” أخوة الإيمان: ومن أبرز ما يدل على أهمية المساجد، ذلك الدور الذي حدده الإسلام في حياة أتباعه وبرز واضحاً في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلفائه الراشدين رضوان الله عليهم أجمعين والتابعين له بإحسان، ومن هذه الأدوار التي يؤديها المسجد في حياة المؤمنين:

*المسجد موضع إتصال المسلمين بربهم، إيماناً وتعبداً، ومحطة للتزود بالتقوى، والتعبير عن العرفان والمراقبة والخضوع والطاعة لله، والإقتداء برسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

*المسجد مؤسسة تعليمية، علم الرسول صلى الله عليه وسلم فيه أصحابه ما ينفعهم في دنياهم وأخراهم، وإستمر كذلك ولا يزال مكاناً مباركاً لعلم مبارك من خلال الخطب والدروس والمواعظ وغيرها من أساليب الوعظ والدرس.

*المسجد مؤسسة إجتماعية، يتربى فيه المسلمون على الإخاء والترابط، ويتعودون المساواة والإنتظام، وأن يلينوا بين يدي إخوانهم، يتفقد بعضهم بعضاً، ثم يعودون مريضهم ويعينون محتاجهم، ويتفقدون غائبهم.

والمسجد موطن للتكافل الإجتماعي، حيث تجمع التبرعات للمحتاجين، وتوزع الأموال على الفقراء والمساكين، وقد كان رسول الله ينادي من على منبره لجمع الصدقات وتوزيعها، وكذا توزيع أموال الفيء، وكانت توضع أعذاق النخيل على مدخل المسجد النبوي ليأكل منه المحتاج، وظل أهل الصفة في المسجد يتلقون العون الغذائي من المسلمين، وتلقى البعض تمريضه داخل المسجد، وكان يربط فيه الأسير، ويُقضى فيه بين المتخاصمين.

*المسجد ملجأ آمن عن الكوارث، فحين تحدث آيات الله التي يخوف الله بها عباده، فإنهم يهرعون إلى بيوت الله للصلاة والاستغفار والتوبة والدعاء كما يحدث في صلاة الكسوف والخسوف، (التذكير بما حدث في كارثة تسونامي من حفظ الله للمساجد)..”.

*المسجد مؤسسة توعية وتطبيق في مجال النظافة والطهارة، قال تعالى:((يا بَني آدَمَ خُذوا زينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلوا واشْرَبوا وَلا تُسْرِفوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفينَ. ومن خلال التزام تجنيب المساجد القاذورات إضافة إلى تعلم عادات الطهارة ونظافة الأفنية والمتعلقات الشخصية، والطهارة الخاصة بالعبادات والعادات.

*المسجد مؤسسة سياسية ومن على منبره كان الخلفاء الراشدون رضوان الله عليهم يقولون بيانهم الأول ويوضحون سياسة حكمهم .

أخيراً: فإن المساجد تعود المسلمين على التضحية بالأوقات والأموال، وترك الأهل واللهو والشهوات واللعب، من أجل الله عز وجل، وتقديم الإستجابة لأمره والإقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم على ما سواها. هذه هي بعض أدوار المسجد في حياة الأمة، وما أعظمها من أدوار..”. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فيا فوز المسغفرين.

ومما جاء في خطبة الشيخ الثانية:” أما بعد؛ يا أتباع رسول الله: بعد أن تعرفنا على أهمية المسجد، وعلى دوره العظيم في حياة المسلمين بقي أن نعرف واجبنا والتزاماتنا نحو هذه البقاع الطاهرة الحبيبة إلى الله، ومن ذلك: أولاً: عمارتها: بالبناء والتشييد، وبالصلاة ومجالس العلم والذكر، لأننا إذا فعلنا ذلك حققنا – بفضل الله – صفة الإيمان في أنفسنا، وكانت مشاركتنا في البناء سبب لقصور تبنى لنا في الجنة.

إن عمارتنا للمساجد وخصوصاً عمارة القيام واللبث فيها، وأن تتعلق قلوبنا بالمكث فيها وتدارس القرآن وتعلم السنة والعلوم النافعة، وكوننا نربط الكثير من أمورنا الدينية والدنيوية بالمساجد، سيعيد حياتنا إلى سالف ما كان عليه السلف الصالح، وصدق الإمام مالك – رحمه الله تعالى – حين قال:” لن يصلح أمر آخر هذه الأمة، إلا بما صلح به أولها ” .

وأردف الشيخ قائلاً:” أيها المؤمنون: كثيرة هي الآيات والأحاديث التي تدل على الخير الكثير والأجر الجزيل المرتبط بالمساجد سواءً بناؤها، أو السير إليها، والاعتكاف فيها، أو المشاركة في حلقات العلم والذكر فيها، أو تطهيرها وتهيئتها للمصلين، وفيها ما يشير إلى أن عمار المساجد هم القوم الذين لا يشقى بهم جليسهم، والذين يباهي بهم الله ملائكته، والذي أووا إلى الله فآواهم الله، ووفد الله وفي زيارته، وبمنزلة المجاهدين في سبيل الله ومن يعطيهم الله ما سألوا ويجيرهم مما إستجاروا منه، ويقول لهم قوموا مغفورا لكم وهم الراتعون في رياض الجنة.

يقول رسول صلى الله عليه وسلم:”إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة يا رسول الله ؟! قال: المساجد – وفي رواية “حلق الذكر”.

كما أن من التزاماتنا نحو المساجد أن نتأدب بالآداب الخاصة بها، ومن ذلك، عدم رفع الصوت فيها، وإذا كان رفع الصوت عموماً بدون حاجة خلقاً مذموم. نصح لقمان الحكيم ولده فقال كما في القرآن: ((واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير)) . فما بالنا برفع الأصوات في المساجد .

ومن آداب المساجد تجنيبها الروائح الكريهة، وتنزيهها عن النجاسات والقاذورات، وأن لا تنشر فيها الضالة أي ما يضيع على الناس، وعدم استخدامها في البيع والشراء، وأن لا تتخذ المساجد قبوراً، ولا ممرات.

وتابع الشيخ حديثه بالقول:” يا عمار بيوت الله: ومن إلتزاماتنا نحو بيوت الله الدفاع عنها، أن لا تهدم وتخرب خراباً مادياً أو معنوياً، ولعل الخراب المعنوي هو الذي يهدد مساجدنا اليوم، من خلال تحجيم دور المساجد في حياة الأمة، وتحويلها إلى أماكن للصلاة فقط.

من واجبنا أن ندافع عن المساجد أن تخرب بفعل العصابات التي تثار في المساجد لتمزيق شمل الأمة.

وقال الشيخ أيضاً:” أيها المسلمون: لنتذكر أن المساجد كانت ولا تزال الحصن الحصين للأمة، وفي أيامنا هذه نرى دور المساجد في الحفاظ على هوية الأمة، ونرى دور المساجد في فلسطين في ربط القلوب على الثبات وتثبيت الأقدام على الكفاح وتقديم التضحيات.

وإختتم الشيخ خطبته بالقول:” أيها المؤمنون: لا ننسى ونحن نتحدث عن المساجد والدفاع عنها، أن أحد المساجد الثلاثة المقدسة عندنا معاشر المسلمين يئن ويشكو إلى الله محاولات هدم المسجد وإحراقه والحفر تحته وإغتصاب الأراضي التابعة له، سعياً إلى بناء هيكلهم المزعوم وتنفيذ نبوءاتهم الباطلة: ((يُريدونَ أَنْ يُطْفِئوا نورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبى اللَّهُ إِلّا أَنْ يُتِمَّ نورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرونَ))؛ وكلكم قد عايش وسمع وقرأ عن المؤامرات التي نقف أمامها والهجمة الشرسة ضد المساجد من قطعان المستوطنين.. في الضفة الغربية وغزة، وها هم اليوم وصل إلى طوبا الزنغرية في الجليل الأعلى؛ إن المسجد خط أحمر لا يمكن السكوت عليه وفي هذا المقام لا بد من الإشارة إلى الموقف الهزيل للجنة المتابعة، والتي تظهر في كل المواقف على أنها لا ترقى إلى مستوى الحدث، لا في ذكرى هبة الأقصى (أكتوبر) ولا في الدفاع عن المقدسات والمساجد، فنحن لا نريدهم للصور ووسائل الإعلام، لذا علينا أن لا ننس مساجدنا من الدعم المالي والمعنوي أداء للأمانة ووفاءً بالواجب ودفاعاً عن المقدسات وحماية لأشرف وأعظم بيوت الله..”.

كما ووجه الشيخ رسالة إلى عموم أولياء المور والشباب، بعدم السماح للشباب بتنظيم ولكن عفوياً سباق للسيارات على شارع وادي عارة، خصوصاً في عيد الغفران للشعب اليهودي…”.

بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة، أقيمت شعائر خطبة وصلاة الجمعة، من مسجد عمر بن الخطاب في كفرقرع الموافق 9 من ذو القعدة ١٤٣٢ﻫـ ، حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري؛ رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك، ‘‘دور المسجد في حياة الأمة‘‘، هذا وأم في جموع المصلين، فضيلة الشيخ صابر زرعيني، إمام مسجد عمر بن الخطاب.

ومما جاء في خطبة الشيخ لهذا اليوم المبارك:” إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادى له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

وأردف الشيخ قائلاً:” قال الله تعالى:((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)). أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله عز وجل وإخلاص العبادة له، وأن نكون من عمّار هذه المساجد بالصلاة والتلاوة، والجلوس في حلق ذكرها، وطلب العلم بين جنباتها.. قال المصطفى صلى الله عليه وسلم:((إن للمساجد أوتاداً. هم أوتادها، لهم جلساء من الملائكة, فإن غابوا سألوا عنهم، وإن كانوا مرضى عادوهم، وإن كانوا في حاجة أعانوهم)) قال الألباني: حسن صحيح؛ وفي رواية ((ما من رجل كان توطن المساجد، فشغله أمر أو علة ثم عاد إلى ما كان إلا يتبشبش الله إليه كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم))صححه الألباني.

وتابع الشيخ حديثه بالقول:” أيها المسلمون عباد لذا قال حبيبنا عليه من الله صلاة وتسليم:((المسجد بيت كل تقي، تكفل الله لمن كان المسجد بيته بالروح والرحمة، والجواز على الصراط إلى رضوان الله إلى الجنة))… لقد أدرك الرسول صلى الله عليه وسلم بما علمه الله تعالى، أن قوة الدولة الإسلامية تعتمد على قوة أفرادها وشعوبها، وأن قوة المجتمع والشعب المسلم إنما ترتبط بثلاثية متعاضدة، بقوة صلتها بالله إيماناً وعبادة، وقوة صلة أفرادها ببعضهم توحداً وإخاءً، ثم قوة إعدادهم لما استطاعوا من قوة يرهبون بها عدو الله وعدوهم. لذا فقد بادر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هجرته مباشرة ليضع الركيزة الأولى في بناء المجتمع والدولة المسلمة في المدينة المنورة، والمتمثلة في العمود الأساس ألا وهو المسجد،(كان المسجد أول مؤسسة أنشأها النبي صلى الله عليه وسلم)؛ الذي سيمثل موضع اتصال الأمة بربها ومعراج أرواحها وقلوبها إلى خالقها وبارئها، كما سيمثل موطناً للتلاقي والتآخي والتعارف والتكافل وتنمية الأخوة الإيمانية، إضافة إلى أنه شكّل منه منطلقاً إلى إعداد الرجال والقادة العظام وصنع المجاهدين الأشداء الثابتين، ومقراً لعقد الألوية وبعث السرايا والجيوش، وارتبطت بالمسجد كل مصادر قوة المجتمع المسلم والدولة المسلمة، بل وكان مركزاً لكل أنواع الإحتياجات والإرتباطات المجتمعية الهامة.

وأضاف الشيخ قائلاً:” إحتل المسجد احتل موقعاً هاماً في حياة الرسل عليهم الصلاة والسلام أجمعين وأتباعهم، ومما يدل على ذلك:تكليف الله تعالى للأنبياء والمرسلين بإقامة المساجد وعمارتها بناء وتشييداً وذكراً وصلاة والإهتمام بها تطهيراً وإعداداً للمصلين والعاكفين والركع السجود، ولم يكن الأمر يقتصر على توجيه الأوامر إلى أتباعهم بالبناء والرعاية، بل كانوا هم من تولى ذلك بأنفسهم.

وتابع الشيخ حديثه بالقول:” يقول تعالى:((وَإِذْ جَعَلْنا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنّاسِ وَأَمْناً واتَّخِذوا مِنْ مَقامِ إِبْراهيمَ مُصَلّىً وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهيمَ وَإِسْماعيلَ أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطّائِفينَ والْعاكِفينَ والرُّكَّعِ السُّجودِ))؛ ((وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْراهيمُ الْقَواعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْماعيلُ رَبَّنا تَقَبَّلْ مِنّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّميعُ الْعَليمُ))؛ وبعد الأنبياء والمرسلين تولى أخيار الأمة بناء المساجد ، وقد مدحهم الله تعالى ووصفهم بالإيمان والإهتداء .

قال تعالى:((إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وآتى الزَّكاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلّا اللَّهَ فَعَسى أولَئِكَ أَنْ يَكونوا مِنَ الْمُهْتَدينَ))؛ وجعل أجرهم مقابل ذلك جزيلاً، قال رسول الله: “من بنى لله مسجداً يبتغي به وجه الله بنى الله له بيتاً في الجنة”.

ومما يدل على أهمية المساجد أن الله تعالى إختصها لنفسه، ومنع الملكيات المجازية الإنسانية عنها لتكون أماكن لعبادة وحده ، قال تعالى:((وَأَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعو مَعَ اللَّهِ أَحَداً))، كما أختصها الله بإعلان الإذن برفعها مادياً ومعنوياً، قال تعالى:((في بُيوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فيها اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فيها بِالْغُدُوِّ والْآصالِ)).

وقال الشيخ كذلك:” إن وجود المساجد وإرتفاع الأذان والنداء بالصلاة من على مآذنها أو جنباتها يعد شعيرة جليلة من شعائر الإسلام ودليل عظيم على وجوده وظهوره، لذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أرسل سرية يقول لهم:”إذا رأيتم مسجداً أو سمعتم أذاناً فلا تقتلوا أحداً”.

وبفضل الله عز وجل؛ ثم جهود المؤمنين الصادقين أنتشرت المساجد اليوم في ربوع بلاد المسلمين، بل وفي معاقل العداء للإسلام والتآمر عليه، وظهرت المآذن في بلاد الكفر شرقاً وغرباً .

وشدد الشيخ حديثه بالقول:” وإذا كان بناء المساجد دلالة على ظهور وقوة الإسلام، فإن هدمها يعد من أظهر آثار ومظاهر العدوان على الإسلام، ولذا سن الله تعالى التدافع بين أهل الحق والباطل كي لا تهدم المساجد وأماكن العبادة، قال تعالى:((وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً..))؛ بل إن من أعظم الظلم، ومما يوجب عذاب الدنيا وخزي الآخرة، أن يعتدي أحد لخراب المساجد مادياً ومعنوياً:((وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَساجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فيها اسْمُهُ وَسَعى في خَرابِها أُولَئِكَ ما كانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلوها إِلّا خائِفينَ لَهُمْ في الدُّنْيا خِزْيٌ وَلَهُمْ في الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظيمٌ))..؛ فالخزي والعار والذل لمن يحاول هدم وحرق بيوت المسلمين (بيوت الله)..”.

ووجه الشيخ نداءً للأمة قائلاً:” يا معاشر المسلمين: إن المساجد هي أحب الأماكن إلى الله، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:”أحب البلاد إلى الله مساجدها”، وفيها يجتني المسلمون الخير الكثير والجوائز النفيسة، في الصحيح يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:”ما إجتمع قوم في بيت من بيوت…”؛ والمرتبطون والمتعلقون بها هم أهل الإيمان والنجاة في الآخرة”. ومن السبعة الذين يظلهم يوم القيامة في ظله: ومنهم ….. رجل قلبه معلّق بالمساجد..”.

وإستطرد الشيخ حديثه بالقول:” والمساجد مصانع الرجال، لذا فقد ربط الله الرجولة بها في موضعين قرآنيين، أولهما في سورة التوبة:((لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلى التَّقْوى… فيهِ رِجالٌ يُحِبّونَ أَنْ يَتَطَهَّروا واللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرينَ))؛ وثانيها في سورة النور:((رِجالٌ لا تُلْهيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإيتاءِ الزَّكاةِ يَخافونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فيهِ الْقُلوبُ والْأَبْصارُ)).”.

وأضاف الشيخ:” أخوة الإيمان: ومن أبرز ما يدل على أهمية المساجد، ذلك الدور الذي حدده الإسلام في حياة أتباعه وبرز واضحاً في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلفائه الراشدين رضوان الله عليهم أجمعين والتابعين له بإحسان، ومن هذه الأدوار التي يؤديها المسجد في حياة المؤمنين:

*المسجد موضع إتصال المسلمين بربهم، إيماناً وتعبداً، ومحطة للتزود بالتقوى، والتعبير عن العرفان والمراقبة والخضوع والطاعة لله، والإقتداء برسوله الكريم صلى الله عليه وسلم.

*المسجد مؤسسة تعليمية، علم الرسول صلى الله عليه وسلم فيه أصحابه ما ينفعهم في دنياهم وأخراهم، وإستمر كذلك ولا يزال مكاناً مباركاً لعلم مبارك من خلال الخطب والدروس والمواعظ وغيرها من أساليب الوعظ والدرس.

*المسجد مؤسسة إجتماعية، يتربى فيه المسلمون على الإخاء والترابط، ويتعودون المساواة والإنتظام، وأن يلينوا بين يدي إخوانهم، يتفقد بعضهم بعضاً، ثم يعودون مريضهم ويعينون محتاجهم، ويتفقدون غائبهم.

والمسجد موطن للتكافل الإجتماعي، حيث تجمع التبرعات للمحتاجين، وتوزع الأموال على الفقراء والمساكين، وقد كان رسول الله ينادي من على منبره لجمع الصدقات وتوزيعها، وكذا توزيع أموال الفيء، وكانت توضع أعذاق النخيل على مدخل المسجد النبوي ليأكل منه المحتاج، وظل أهل الصفة في المسجد يتلقون العون الغذائي من المسلمين، وتلقى البعض تمريضه داخل المسجد، وكان يربط فيه الأسير، ويُقضى فيه بين المتخاصمين.

*المسجد ملجأ آمن عن الكوارث، فحين تحدث آيات الله التي يخوف الله بها عباده، فإنهم يهرعون إلى بيوت الله للصلاة والاستغفار والتوبة والدعاء كما يحدث في صلاة الكسوف والخسوف، (التذكير بما حدث في كارثة تسونامي من حفظ الله للمساجد)..”.

*المسجد مؤسسة توعية وتطبيق في مجال النظافة والطهارة، قال تعالى:((يا بَني آدَمَ خُذوا زينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلوا واشْرَبوا وَلا تُسْرِفوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفينَ. ومن خلال التزام تجنيب المساجد القاذورات إضافة إلى تعلم عادات الطهارة ونظافة الأفنية والمتعلقات الشخصية، والطهارة الخاصة بالعبادات والعادات.

*المسجد مؤسسة سياسية ومن على منبره كان الخلفاء الراشدون رضوان الله عليهم يقولون بيانهم الأول ويوضحون سياسة حكمهم .

أخيراً: فإن المساجد تعود المسلمين على التضحية بالأوقات والأموال، وترك الأهل واللهو والشهوات واللعب، من أجل الله عز وجل، وتقديم الإستجابة لأمره والإقتداء برسوله صلى الله عليه وسلم على ما سواها. هذه هي بعض أدوار المسجد في حياة الأمة، وما أعظمها من أدوار..”. أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم فيا فوز المسغفرين.

ومما جاء في خطبة الشيخ الثانية:” أما بعد؛ يا أتباع رسول الله: بعد أن تعرفنا على أهمية المسجد، وعلى دوره العظيم في حياة المسلمين بقي أن نعرف واجبنا والتزاماتنا نحو هذه البقاع الطاهرة الحبيبة إلى الله، ومن ذلك: أولاً: عمارتها: بالبناء والتشييد، وبالصلاة ومجالس العلم والذكر، لأننا إذا فعلنا ذلك حققنا – بفضل الله – صفة الإيمان في أنفسنا، وكانت مشاركتنا في البناء سبب لقصور تبنى لنا في الجنة.

إن عمارتنا للمساجد وخصوصاً عمارة القيام واللبث فيها، وأن تتعلق قلوبنا بالمكث فيها وتدارس القرآن وتعلم السنة والعلوم النافعة، وكوننا نربط الكثير من أمورنا الدينية والدنيوية بالمساجد، سيعيد حياتنا إلى سالف ما كان عليه السلف الصالح، وصدق الإمام مالك – رحمه الله تعالى – حين قال:” لن يصلح أمر آخر هذه الأمة، إلا بما صلح به أولها ” .

وأردف الشيخ قائلاً:” أيها المؤمنون: كثيرة هي الآيات والأحاديث التي تدل على الخير الكثير والأجر الجزيل المرتبط بالمساجد سواءً بناؤها، أو السير إليها، والاعتكاف فيها، أو المشاركة في حلقات العلم والذكر فيها، أو تطهيرها وتهيئتها للمصلين، وفيها ما يشير إلى أن عمار المساجد هم القوم الذين لا يشقى بهم جليسهم، والذين يباهي بهم الله ملائكته، والذي أووا إلى الله فآواهم الله، ووفد الله وفي زيارته، وبمنزلة المجاهدين في سبيل الله ومن يعطيهم الله ما سألوا ويجيرهم مما إستجاروا منه، ويقول لهم قوموا مغفورا لكم وهم الراتعون في رياض الجنة.

يقول رسول صلى الله عليه وسلم:”إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا، قالوا: وما رياض الجنة يا رسول الله ؟! قال: المساجد – وفي رواية “حلق الذكر”.

كما أن من التزاماتنا نحو المساجد أن نتأدب بالآداب الخاصة بها، ومن ذلك، عدم رفع الصوت فيها، وإذا كان رفع الصوت عموماً بدون حاجة خلقاً مذموم. نصح لقمان الحكيم ولده فقال كما في القرآن: ((واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير)) . فما بالنا برفع الأصوات في المساجد .

ومن آداب المساجد تجنيبها الروائح الكريهة، وتنزيهها عن النجاسات والقاذورات، وأن لا تنشر فيها الضالة أي ما يضيع على الناس، وعدم استخدامها في البيع والشراء، وأن لا تتخذ المساجد قبوراً، ولا ممرات.

وتابع الشيخ حديثه بالقول:” يا عمار بيوت الله: ومن إلتزاماتنا نحو بيوت الله الدفاع عنها، أن لا تهدم وتخرب خراباً مادياً أو معنوياً، ولعل الخراب المعنوي هو الذي يهدد مساجدنا اليوم، من خلال تحجيم دور المساجد في حياة الأمة، وتحويلها إلى أماكن للصلاة فقط.

من واجبنا أن ندافع عن المساجد أن تخرب بفعل العصابات التي تثار في المساجد لتمزيق شمل الأمة.

وقال الشيخ أيضاً:” أيها المسلمون: لنتذكر أن المساجد كانت ولا تزال الحصن الحصين للأمة، وفي أيامنا هذه نرى دور المساجد في الحفاظ على هوية الأمة، ونرى دور المساجد في فلسطين في ربط القلوب على الثبات وتثبيت الأقدام على الكفاح وتقديم التضحيات.

وإختتم الشيخ خطبته بالقول:” أيها المؤمنون: لا ننسى ونحن نتحدث عن المساجد والدفاع عنها، أن أحد المساجد الثلاثة المقدسة عندنا معاشر المسلمين يئن ويشكو إلى الله محاولات هدم المسجد وإحراقه والحفر تحته وإغتصاب الأراضي التابعة له، سعياً إلى بناء هيكلهم المزعوم وتنفيذ نبوءاتهم الباطلة: ((يُريدونَ أَنْ يُطْفِئوا نورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَيَأْبى اللَّهُ إِلّا أَنْ يُتِمَّ نورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرونَ))؛ وكلكم قد عايش وسمع وقرأ عن المؤامرات التي نقف أمامها والهجمة الشرسة ضد المساجد من قطعان المستوطنين.. في الضفة الغربية وغزة، وها هم اليوم وصل إلى طوبا الزنغرية في الجليل الأعلى؛ إن المسجد خط أحمر لا يمكن السكوت عليه وفي هذا المقام لا بد من الإشارة إلى الموقف الهزيل للجنة المتابعة، والتي تظهر في كل المواقف على أنها لا ترقى إلى مستوى الحدث، لا في ذكرى هبة الأقصى (أكتوبر) ولا في الدفاع عن المقدسات والمساجد، فنحن لا نريدهم للصور ووسائل الإعلام، لذا علينا أن لا ننس مساجدنا من الدعم المالي والمعنوي أداء للأمانة ووفاءً بالواجب ودفاعاً عن المقدسات وحماية لأشرف وأعظم بيوت الله..”.

كما ووجه الشيخ رسالة إلى عموم أولياء المور والشباب، بعدم السماح للشباب بتنظيم ولكن عفوياً سباق للسيارات على شارع وادي عارة، خصوصاً في عيد الغفران للشعب اليهودي…”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة