زمن أبوكاليبسي

تاريخ النشر: 26/04/20 | 23:00

عطا الله شاهين
حين نظل نراقب كل ما يأتي من أخبار عن عدد الموتى والإصابات منذ أن بدأ كورونا بقتل البشر نصعق حدّ الجنون من هذه الجائحة، التي ما زالت تعمّ الكرة الأرضي بوباء مجنون، ما زال يفتك بالبشر، دون أن يتمكن العِلم من هزمه حتى اليوم، رغم كل التجارب، التي تجرى على القرود لصنع علاج لهذا الفيروس القاتل، لكن لا نتيجة مؤكدة لنجاعة ما يختبرونه من أمصال وأدوية قادرة على اماتة كورونا.
فانا كغيري من الملتزمين بيتي منذ ٥٠ يوما، ولكن الهلع يطاردني كغيري من هذا الجندي المجهول، رغم أنني لم أخرج من عزلتي، وأحيانا لا أبالغ حين أفكّر هل أنا رقم محتمل للموت من كورونا، كالذين ماتوا ويموتون يوميا من عدو مجهول، والذي حيّر العلماء في قوته، فالموت المكثف، الذي نراه عند متابعتنا للأخبار يجعل المرء خائفا لدرجة أنه يظل يردد هل أنا الرقم التالي للموت، كأرقام الموتى، الذين هلكهم كورونا، رغم تحضّر وتقدم بلدانهم في كل المجالات من صحة وتعليم؟
فكما نرى فالعولمة هشة، ولم تنفع مع فيروس صغير تمكن من هزم البشر، فلا يمكن للعِلم أن يظل عاجزا في هذا الزمن الأبوكاليبسي، الذي أتى منه فيروس صغير ما زال يهلك الناس ويرسلهم للموت..
فلماذا لا أكون رقما محتملا للموت؛ ما دام العلِم عاجزا عن قتل عدو مجهول يميت عن شماله ويمينه البشر كل يوم،إنه مجرّد هلع يطوّقني في زمن أبوكاليبسي المخيف..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة