الثعلبة … مرض يهدد جمال الشعر

تاريخ النشر: 07/10/11 | 2:02

يصاب الإنسان بصدمة كبيرة، عندما تظهر مواضع صلع مستديرة في شعره الذي لا يزال حتى الآن كثيفاً دون سبب واضح. ويُسمى هذا المرض الذي غالباً ما يحدث على نحو مفاجئ تماماً، بـ”الثعلبة”، أي وجود رقعة دائرة صغيرة أو أكثر خالية تماماً من الشعر.

وعن هذا المرض تقول أوفه شفيشتينبيرغ، طبيبة الأمراض الجلدية بمدينة بريمن شمال ألمانيا : “الثعلبة هو التهاب يتسبب في تساقط الشعر ويعتبر مرضاً ذاتي المناعة تبعاً لأحدث ما توصلت إليه الأبحاث العلمية. ومن السهل جداً التعرف على المرض بسبب مظهره المميز؛ حيث تظهر مواضع صلع دائرية الشكل بقُطر يتراوح بين 2 و6 سنتيمتر وذات حدود واضحة المعالم تفصلها عن أجزاء الشعر الأخرى”.

ويختلف مسار المرض بشدة من مريض إلى آخر، وذلك تبعاً لعدد وحجم مواضع الصلع. وتصف أنيتا ماكيونيا كناور، المصابة بالثعلبة منذ أكثر من 30 سنة، هذا المرض قائلة :”بعض المرضى تظهر لديهم رقعة واحدة أو رقعتين صغيرتين فقط، والبعض الآخر تظهر لديهم رقع كثيرة يتسع حجمها باستمرار. وفي حالات قليلة يصل الأمر إلى حد تساقط الشعر بالكامل”.

وبغض النظر عن مداه، لا يكون مرض الثعلبة مصحوباً بآلام جسدية أو بحكة، كما هو الحال مع إكزيما فروة الرأس. وتقول كناور إنه على العكس من ذلك تصاحب مرض الثعلبة آلام نفسية رهيبة خصوصاً لدى السيدات، موضحة: “من الصعب جداً أن تتقبل المرأة فقدان شعرها؛ حيث تشعر بأنها فقدت جاذبيتها، وللأسف تواجه أيضاً ردود أفعال سلبية من قبل المحيطين بها”.

وتبلغ النسبة العامة لخطورة الإصابة بالثعلبة 2%. وعن مرض الثعلبة يقول هانز كريستيان هينيس من مركز كولونيا لعلم الجينوم التابع لجامعة كولونيا غرب ألمانيا :”بخلاف الكثير من أمراض تساقط الشعر الأخرى، تُعد الثعلبة مرضاً يمكن الشفاء منه، وهذا يعني أن تزول علاماته المميزة مرة أخرى”.

ولكن يُشترط لذلك ألا تؤدي الثعلبة إلى تدمير جذور الشعر، وإنما إلى التهاب موضعي فقط يُحدث خللاً في نمو الشعر يتسبب في تساقطه.

ومن المرجح أن يرجع سبب الإصابة بالثعلبة إلى استجابة مناعية خاطئة تتصحح من تلقاء نفسها غالباً، وتقول الطبيبة الألمانية شفيشتينبيرغ :”في حقيقة الأمر يحدث شفاء تلقائي لدى أكثر من 50 % من المرضى في غضون عام، وحينئذ يكون من الممكن أن تبدأ بصيلات الشعر في النمو مجدداً، سواء من تلقاء نفسها أو بالعلاج”. غير أن الطبيبة الألمانية تعود وتقول إنه من الممكن أيضاً أن تحدث انتكاسات.

ولا يعرف أطباء الأمراض الجلدية الأسباب الدقيقة للثعلبة حتى الآن، لكنهم يرجحون الكثير من العوامل التي يمكن أن تتضافر سوياً أيضاً، منها على سبيل المثال حالات الإجهاد الشديدة والحساسية وأمراض الغدة الدرقية أو الأمراض ذاتية المناعة. ويقول العالم الوراثي هينيس :”ولكن من المؤكد وجود استعداد وراثي؛ إذ أن الكثير من حالات الإصابة بالثعلبة ترتبط بجينات وراثية”. وإذا أمكن تحديد الجينات المسببة للمرض، فيكون من الممكن حينئذ تحضير علاجات خصيصاً لها.

وبما أن سبب الإصابة بالثعلبة غير معلوم على وجه الدقة، فلا يتوافر سوى علاج غير محدد. وتتمثل طرق العلاج الشائعة في دهان المواضع المصابة بمراهم وحقنها بالكورتيزون وكذلك علاج خاص بالأشعة فوق البنفسجية يُعرف باسم “علاج البوفا” (Puva Therapy). غير أن العلاج بالكورتيزون مازال محل جدل بين الأطباء.

وعن أكثر طرق العلاج فعالية تقول طبيبة الأمراض الجلدية شفيشتينبيرغ :”أعلى نسبة نجاح يحققها العلاج المناعي بواسطة المادة الكيميائية ديفينيل سيكلو بروبين”، موضحة أن هذه المادة تُطلق مع استعمالها بانتظام لفترة طويلة نسبياً استجابة تحسسية، ومن ثم يمكنها أن تؤدي إلى توقف خلايا الشعر عن “الدفاع المناعي” الخاطئ.

وتلتقط ماكيونيا كناور طرف الحديث وتحذر قائلة :”ولكن هذه المادة الكيميائية لا تخلو من الآثار الجانبية؛ فهي تُهيج فروة الرأس بشدة وتسبب للبعض مشاكل جلدية مستديمة”. وأضافت كناور أن هذه المادة الكيميائية لا تؤدي بالضرورة إلى الشعور بتحسن، لذا فهي تنصح المرضى بأن يُمعنوا التفكير فيما إذا كانوا يقدرون على تحمل هذه المادة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة