ندوة حول المرجعية الإستراتيجية بطمرة

تاريخ النشر: 31/12/19 | 10:03

“التفكير الاستراتيجي لجماعة ما هو أن يتم قراءة مسارها من الماضي إلى الحاضر وصولا إلى المستقبل، هو أن يكون بإمكانها من خلال التحليل والتفكير بعيد المدى مَوْضَعة نفسها في الموقع الذي تُريده لنفسها أو أن تعرف كيف تواجه احتمالات وسيناريوهات تعترض طريقها” ـ هذا ما بدأ به بروفيسور أمل جمال مداخلته عن التفكير الاستراتيجي في ندوة خاصة عُقدت في طمرة تحت عنوان “التفكير الاستراتيجي والمجتمع الفلسطيني” خُصصت للتباحث في مدى استعداد مجتمعنا لاعتماد منهجية التفكير والتخطيط الاستراتيجي في رسم طريقه نحو المستقبل أو في مواجهة التحديات الماثلة أمامه.وأضاف بروفيسور جمّال أن التفكير الاستراتيجي عند مجتمع ما يبدأ بتخطيط الوقت واستثماره ويشمل قراءة الواقع وتحليله تحليلا علميا موضوعيا وحساب الموارد والإمكانيات والقدرات والأهداف. وقال أن مجتمعنا لم ينجح إلى الآن في اعتماد هذه المنهجية الناجعة ولأسباب كثيرة.

وأشار إلى تقريرين قدمتهما “مجموعة التفكير الاستراتيجي للفلسطينيين في إسرائيل” العاملة ضمن مركز إعلام (المركز العربي للحريات الإعلامية والتنمية والبحوث)، وهو تقرير السيناريوهات ـ وهو عبارة عن استشراف الآتي في حياة المجتمع العربي الفلسطيني ضمن ست سيناريوهات ممكنة الحصول في المدى المنظور، وتقرير التحديات ـ وهي ست تحديات أساسية ماثلة راهنًا أمام المجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل.. وتلاه المستشار الاستراتيجي، الحقوقي مرزوق الحلبي الذي توقّف قليلا عن المفهوم النظري للتفكير الاستراتيجي ـ وقال هو القُدرة المثبتة على التنبؤ بالمستقبل واستشراف الآتي بالاستفادة من العلوم الاجتماعية والمعارف وتجميع المعطيات العلمية وتحليلها تحليلا يقصد تقصي مآلاتها ومفاعيلها في رسم معالم المستقبل. وأضاف أن التفكير الاستراتيجي هو فعل تحرير بامتياز يُساعد انتقال الجماعة ـ او المنظمة أو الشركة ـ من الانتظار إلى الاقتدار ومن رد الفعل واستهلاك الواقع إلى خلقه وتغييره. واستعرض مسيرة مجموعة التفكير الاستراتيجي وما أنجزته مشيرا إلى أن اللغة الاستراتيجية هي لغة باردة تخرج من إسار العقائد والإيديولوجيات لترى إلى الواقع والمجتمع من خارجه وتستشرف مستقبلاته الممكنة.

وتحدّث أيضا السيد محمد شريف الذي كان شارك في عملية مناقشة تقرير التحديات المجتمعية ضمن مجموعة رجال الدين العرب. فأشار إلى تجربته وإلى استحسانه هذه المنهجية لما تفتحه من آفاق للتفكير في وضع المجتمع والحلول. وتلته أمل عون المديرة المشاركة في معهد “speak up” وكانت هي أيضا ضمن المجموعات التي ناقشت مفهوم التفكير الاستراتيجي وتقرير التحديات فأشارت إلى تجربتها في هذا المضمار وإلى أهمية التفكير الاستراتيجي في عمل المؤسسات والهيئات الفاعلة في مجتمعنا.وقدم رئيس بلدية طمرة السيد سهيل ذياب مداخلة لخّصت مفهومه للتفكير الاستراتيجي في حياة السلطة المحلية العربية ولجنة الرؤساء ولجنة المتابعة. وتمنى أن تعتمد هذه الهيئات هذه المنهجية وأن تستفيد مما أنجزته “مجموعة التفكير الاستراتيجي للمجتمع الفلسطيني في إسرائيل” خاصة التقريرين وتجربة العمل الجماعي. وأكّد أن بلديته مستعدّة لاعتماد هذه المنهجية والاستفادة من الإمكانيات التي توفّرها في مجال قراءة الواقع والتغيير ورسم آفاق المستقبل.شارك الحضور في النقاش مُجمعين على أهمية التفكير والتخطيط الاستراتيجي في عمل مؤسسات وهيئات المجتمع لغرض إحقاق تغيير يحسّن من جودة الحياة في البلدة العربية والمجتمع العربي عموما. هنا أيضا برز التطلّع إلى إيجاد مرجعية عربية استراتيجية تقود هذا العمل وتوظّف مُخرجاته للارتقاء بالوضع العام وامتلاك القدرة على رسم المستقبل والتأثير عليه في أقل تقدير.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة