– يَسُوع ُ خَلاصُ البَشَر –
تاريخ النشر: 28/12/19 | 10:03
( ” قصيدة نظمتها بمناسبةِ عيد الميلاد المجيد على نمطِ وأسلوب المُوَشَّح ” )
( شعر : حاتم جوعيه – المغار – الجليل )
يا إلهَ السِّلم ِ تبقى البَلسَمَا – وَشِفاءً لجَميع ِ الأنفس ِ
جئتَ تتلُوها ترانيمَ السَّمَا – تُشعلُ الفكرَ بأسْمَى قبَسِ
أيُّهَا النورُ إلى كلِّ الدُّنى -جِئتَ للخلقِ عَزاءً وَسَلامْ
أنتَ فجرٌ وَسَناءٌ وَسَنا – وَمَنارُ الكونِ حُبٌّ وَوِئامْ
تغفرُ الآثامَ مهما قد جَنَى – كلُّ جان ٍمن شُرُور وَخِصَامْ
تَبْرَأ الأسقامَ فينا والعَنا -وَتُزيلُ الهَمَّ في صَمتِ الظلامْ
توقظ ُ الروحَ وفيمَنْ جَثمَا – والذي يَحْيَا بذلٍّ مُنكس ِ
كلُّ مَأسوُر ٍ غدا مُبتسما – لانعِتاق ٍ من قيودِ الحُبُس ِ
يومَ ميلادِكَ كلٌّ رَنَّمَا – كم ملاكٍ مع نجومٍ نُعَّس ِ
وَرُعاةٍ شاهَدُوا جُندَ السَّما نزلوا الأرضَ بأبهى ملبس ِ
رَنَّموا:”قدُّوسُ..قدُّوسُ.. وقدُّ وسُ”..غنُّوا بنشيدٍ مُؤنِس ِ
كلُّ طير ٍ ..كلُّ نهر ٍ رَنَّمَا – كلُّ نبتٍ بشَجيِّ الجَرَس ِ
وَوُرُدُ الحُبُّ غنتْ بعدمَا – لفهَا الصَّمتُ وَعتمُ الحِندَس ِ
والرَّوابي جُرِّعَتْ ماءَ السَّما -بَلَّلَ الوَسْمِيُّ ثغرَ النرجس ِ
وَمَجُوس ٍقد أتوا من مَشرقِ -معهمْ تِبْرٌ وَمُرٌ وَلُبَانْ
وَبنجمٍ في السَّما مُؤتَلقِ – عرفوا الدَّربَ إلى بَرِّ الأمانْ
كم َطوَوْا من َفدْفَدٍ في الغَسَق ِ-ليروا المولودَ في ذاكَ الزَّمانْ
فرأوا الطفلَ قُبَيْلَ الشَّفّق ِ- نائمًا في مِذوَدٍ ..لا صَوْلجَانْ
مَجَّدُوا الرَّبَّ بصمتٍ مُطبقِ – قبَّلوهُ بخُشوع ٍ وَحَنانْ
كبرَ الطفلُ وأضحَى العَلمَا – وَمَنَارًا وَعَزاءَ البُؤَّس ِ
ذكرتهُ كلُّ أسفارِ السَّمَا -وَنبوءاتُ العُهُودِ الدُّرُس ِ
جاءَ للأرضِ شِفاءً وَسَلامْ -خَلفهُ العُميُ اهتدَوا والبائسُونْ
جاءَ حُبًّا وَخَلاصًا وَوِئامْ – شُفِيَ الصُّمُّ وَعُميٌ يُبصِرُونْ
كم شَفى البُرصَ ومَنْ فيهمْ جَذامْ – فرَؤوا الأنوارَ والحَقَّ المُبينْ
وَالمساكين تعَزَّوا.. لا اغتِمامْ – بخلاصِ الروح ِكانوا يحلمُونْ
يا إلهَ السِّلمِ تبقى البلسَمَا – وَشِفاءً لِجميع ِ الأنفس ِ
جئتَ تتلوهَا ترانيمَ السَّمَا – توقظ ُ الكونَ بأسْمَى قَبَس ِ
ثابتٌ ما قُلتُهُ للمُنتهى – لانقِضَاءِ الكونِ يبقى خالِدَا
فيكَ كلُّ المُبتغَى والمُرتجَى – لم نجِدْ إلاكَ ربًّا سيِّدَا
لكَ قد طابَ سُجُودي وازْدَهَى – وَلغيرِ الحَقِّ لا… لنْ أسْجُدَا
فأسيرُ الروح ِ كم فيكَ انتشى – حُلَّة ُ التجديدِ َنهْجًا ارتدَا
كلُّ ثوبٍ سوفَ يَبْلوُ قبلَ ما – يَتلاشى كالرُّسُوم ِ الدُّرُس ِ
إنَّما الأرواحُ تمضي للسَّمَا – وَجُسُومٌ تختَفي في الرَّمَس ِ
أنتَ أسكتَّ الذينَ انتهَجُوا – زُخرُفَ القول ِوَزيفَ الحُكماءْ
دربُ إبليسَ عليهَا ابتهَجُوا – خَدَعُوا الحَمْقىَ وَبعضَ التعساءْ
حكمة ُ الأرض ِ بخبثٍ أوْلجُوا – أدخلوهَا في رؤوس ِ البُسَطاءْ
لدَعِيٍّ زائف ٍ كم عَرَّجُوا – خَلفهُ تمشي جُموع ٌ بُلهَاءْ
يا يسُوعُ الحَقِّ تبقى البَلسَمَا – وَشِفاءً لجَمِيع ِ الأنفس ِ
جِئتَ تتلوهَا ترانيمَ السَّمَا – تُوقِظ ُ الفكرَ بأسْمَى قبَس ِ
لمْ نجِدْ إلاكَ ملكًا عادِلاً – كلُّه ُ حبٌّ ونورٌ وَبَهَاءْ
يا مَسيحَ الحَقِّ تبقى الأمَلا – لخَلاصِ الخَلقِ من كلِّ بَلاءْ
حكمَة ُالأرض ِالتي قد أبطَلا – حكمةُ الحقِّ علتهَا في السَّماءْ
ليسَ شَرُّ قادِرٌ أنْ يُبْدِلَ – أحرفَ النورِ وألحانَ الضِّياءْ
يا مَسيحَ الحَقِّ تبقى الكامِلا – مَنهَلَ الحُبِّ وَيُنبوعَ الوَفاءْ
مَالِكٌ أنتَ مفاتيحَ السَّمَا – ترسِلُ الخيرَ لنا لم َتحْبس ِ
أنتَ تروي النفسَ من نارِ الظمى – مثلمَا الغيثُ لزرع ٍ يَبِس ِ
حكمة ُ اللهِ كنوزٌ للمَدَى – وَمَنارٌ لانطِلاق ِ البائسِينْ
فتُساوي العبدَ فيهَا السَّيِّدَا – للذي في الرَّبِّ في الحَقِّ المُبينْ
وَيَسُوعُ الحقَّ يبقى الأوْحَدَا – نورُه ُ شّعَّ لكلِّ العالمينْ
مَنْ بإيمان ٍ يَهزُّ الفرقَدَا – سَيَنالُ المُرتَجَى لو بعدَ حينْ
وَيَسُوع ٌبيننا لو في السَّما – هُوَ يُحْيينا بأذكى َنفس ِ
كلما خَطبٌ عَتا أو أظلمَا – َفيُعَزِّينا بروح ِ القدُس ِ
يا إلهًا جاءَ من أجلِ الخَلاصْ – يَمنَحُ الحُبَّ إلى كلِّ البَشَرْ
جِئتَ للرَّحمَةِ لا تبغي القِصَاصْ – كلُّ ذنبٍ بيَسوُع ٍ مُغتفَرْ
أنتَ مَنْ أحبَبتنا دونَ اختِصاصْ – يَتسَاوى الكلُّ في جَني ِ الثمَرْ
وَغَدًا دَيْنوُنةٌ .. أنَّى احتِراصْ – شافِع ٌ فينا لدى الآبِ الأبَرْ
فَيَسُوعٌ كاملٌ دونَ انتِقاصْ – وَلديهِ كلُّ شَيىءٍ مُقَتدَرْ
أيُّهَا الفادي الذي قد عَلَّمَا -أنْ نضَحِّي بالنَّفيسِ الأنفس ِ
وَنُحِبُّ الناسَ ، ُطرًّا، إنَّمَا -دُونَ شَرْطٍ أو لِمَالٍ مُكْدَس ِ
كم دُمُوع ٍ وَهْيَ تهْمِي عَندَمَا – عِندَما سارُوا بهِ نحوَ الصَّليبْ
وَسَّدُوا الرَّبَّ عليهِ بعدَمَا -عَذبُوهُ وهوَ فادينا الحَبيبْ
لمْ يُعانِدْهُمْ وَكانَ الأبكمَا – ليَتِمَّ القولُ في كلِّ الشُّعُوبْ
بالذي خَطَّتهُ أسفارُ السَّمَا – عن فِدَاءِ الرَّبِّ في اليومِ العَصِيبْ
إدْلهَمَّ الكونُ ، ليلٌ خَيَّمَا – أطبّقَ الصَّمتُ وكم زادَ النَّحيبْ
يا إلهَ الحَقِّ ذُقتَ الألمَا – قد تجَرَّعتَ الأسى في الغَلس ِ
وَصَليبُ العارِ أضحَى عَلمَا – وَشِعارًا لخَلاصِ الأنفس ِ
يا إلهًا عهدُهُ لنْ ينكثَا – مَلكٌ أنتَ على كلِّ الوُجُودْ
مثلَ شاةٍ سِيقَ نحوَ الجُلجُثَهْ -ذقتَ هَوْلَ الصَّلبِ والخَطبَ الشَّديدْ
وليومٍ رابع ٍ لن تمكُثا – وَإلهًا قُمْتَ من بينِ اللحُودْ
وَهَزَمتَ الموتَ .. إبليسُ جَثا -دُحِرَ الشَّيطانُ والخصمُ العَنيدْ
دَمُكَ الطاهِرُ نورًا بُعِثا – حَرَّرَ الإنسانَ من نِيرِ القيودْ
قد طوَى عَهدًا قديمًا حُرِثا -َواستنارَ الكونُ في عَهدٍ جَديدْ
يا إلهَ الكونِ تبقى البَلسَمَا – وَشِفاءً وَعَزاءَ البُؤَّس ِ
جِئتَ تتلوُهَا ترانيمَ السَّمَا –
توقظ ُ الكونَ بأسْمَى قبَس ِ
وَصَليبُ العَارِ أضحَى عَلمَا –
ورَجاءً لخلاصِ الأنفس ِ
**********
( شعر : حاتم جوعيه – المغار – الجليل )