مُحَامي الشَّعب

تاريخ النشر: 15/12/19 | 10:30


[ في رثاء الصديق والأخ والمحامي الكبير الاستاذ سليمان الياس سليمان ( ابو عصام ) في الذكرى السنوية على وفاتة – أصله من قرية الرامة الجليلية.. قرية الشاعر الكبير المرحوم سميح القاسم وقد سكن في مدينة حيفا فترة طويلة [
( شعر : حاتم جوعيه – المغار – الجليل – )

يا رفيقي نحو السُّهَى والمَعالي- خُضْتَ طولَ السنينَ دربَ النّضالِ
وَلِدَمْعِ الضّعافِ مِنْ أجلِ حَقِّ – كم طويتَ الدُّنَى بحَربٍ سجالِ
مَعْلَمًا كنتَ في طريقِ كفاحِ.- يا ابِيَّا قد ضَمَّ اسْمَى الخصال
قُدْوَةٌ أنتَ للمحامينَ تبقى – للطريقِ القويمِ خيرَ مثالِ..
أنتَ أستاذي مرشدي ومناري – في خِضَمِّ الحياةِ نحوَ الكمال ِ
ويراعٍ كرَّسْتهُ للهُدى وال – النورِ .. دوماً يشعُ مثلَ اللالي
بكتاباتٍ جسًّدْتَ وضعنا …عا – لجتَ فيها ما كان من إهمالِ ِ
وحديثٍ ينسابُ شدوَ كنارٍ -هو زادُ النفوسِ دونَ ملالِ ِ
كم قضايا كسبتهَا بكفاح ٍ – وحقوقٍ أرجعتَ رغمَ المحالِ
خُضتَ دربَ الحياةِ..في كلِّ عزمٍ – لا تُبالي لنائباتِ الليالي
وقطعتَ السنينَ كدًّا وجهداً – أنت لم تحفل بالضنى والكلالِ
كم فقير ٍ وبائس ٍ وحزينٍ – فيهِ أنعشتَ الروحَ بعدَ الذّبَالِ
كلُّ مظلومٍ أنتَ سانَدْتَهُ ، لا – تتوانى عن حقِّ ذات الحجالِ
أنتَ ركنُ الضعافِ ثم المساكي – نَ.. وعنهم بدَّدْتَ من أهوالِ
وقضايا التأمين أنت لقد كن – تَ لها خيرَ ذائِدٍ في النزالِ
إنَّ معنى الاباءِ فيكَ تجلَّى – قيَمٌ قد فاقتْ حدودَ الخيالِ
وكلامٍ كالدُّرِّ عذبٍ جميلٍ – قولُكَ الفصلُ فاقَ كلَّ مَقالِ
أنتَ للعلمِ شعلةٌ من ضياءٍ – فيك تعلو الصروحُ دون اختلالِ
كنتَ شيخَ المحامين من دو – نِ مِراءٍ اُلبِسْتَ ثوبَ الجلالِ
ومنارَ الاجيالِ نهجًا وفكرًا – فيكَ ما قد نرجُوهُ من آمالِ
وخبرتَ الحياةَ طولا وعرضا – وَوَزنتَ الأمورَ أحسنَ حالِ
كنت تمحُو عن فكرنا كلَّ حزنٍ – وتُلَبِّي في الحقِّ كلَّ سُؤالِ
للمدى أستاذ ُ المحامينَ تبقى – لا تُجَارَى في القولِ ثمَّ الفعالِ
ولأجل المبادىءِ الذُدْتَ عنها – قد بذلتَ النفيسَ من كلِّ غالِ
قيمٌ قد حاربتَ من أجلها دَوْ – مًا طوالَ السنين دونَ اختزالِ
وَأنرتَ الطريقَ في كل خطبٍ – أنتَ حَطمتَ سائرَ الاقفالِ
وزرعتَ البذارَ في أرضِ شوكٍ – كان خصباً قد فاقَ كل غلالِ
كنتَ في صَالاتِ المحاكم رِئبا – لاً جَسُورًا… بُوركتَ من رئبالِ
أنت لم تغركَ الوظائفُ حتى – مَنصبَ القاضي عُفْتَ بعدَ نوالِ
وتعلمنا منكَ كلَّ اباءٍ…- كيف نبغي الصعودَ نحوَ الأعالي
إنها الدنيا في ثيابِ رياءٍ – زيفُهَا يغرينا بكلِّ مَآلِ
أنت عاركتها صغيراً وَكهلاً – وعَجمتَ الايامَ في استبسالِ
كنتَ لحناً مدَى الحياةِ جميلاً – يتهادى باليُمْنِ والإقبالِ
طلعةَ الفجرِ في مُحَيَّاكَ نلقى – ونشيدَ الخُلودِ في استرسالِ
أنتَ صوتُ الضميرِ في زمنٍ قد -عزَّ فيهِ صوتُ الضميرِ المثالي
أيُّ مجدٍ ومن سناكَ تجلّى لم يُعانِقْ ثغرَ الظبا والعوالي
أنتُ روحُ التجديدِ في الفكرِ والإبْ داعِ.-والغيرُ ظلَّ في الأسمالِ
قد عشقتَ الفنونَ من كلِّ لونٍ -وتذوَّقتَ الشعرَ دونَ ابتذالِ
إنَّ شعري أحببتَهُ بهيامٍ – وهو يختالُ في ثيابِ الجَمالِ
فسلكتُ الجديدَ فحوًى وفنٌّا- وتركتُ الرديئَ…بلْ كلَّ بالِ
وأخذتُ العروضَ ثوباً مُوَشًّى – ليضمَّ الجمالَ كلَّ مجالِ
نحنُ عصرُ التصنيعِ والتيكنلوجيا- ليسُ يُجدي الوقوفُ بالأطلالِ
أنتَ استاذي في انطلاقٍ وفكرٍ – عنكَ فكري هَيهاتَ يوماً بسَالِ
إنّهُ الموتُ غادرٌ وغشومٌ -هزَّنا الموتُ بعدَ راحةِ بالِ
ما لمخلوقٍ أن يردَّ المنايا – فمصيرُ الأحْيَاءِ نحوَ الزوالِ
لو بإمكاننا… بذلنا جميعاً – كلَّ ما يُقتني منَ الأموالِ
قطفَ الموتُ كلَّ زهرةَ روضٍ – لم يُفَرِّقْ بينَ عمٍّ وخالِ
إنَّ أيدي المَنونِ لا تتوانى – أخذتْ نبعَ الفكرِ خيرَ الرجالِ
يا صديقي أبَا عصامٍ وداعاً – بدموع ٍ جرت كنبعٍ زلالِ
قد فقدناكَ في شموخ عطاءٍ – فانطوَى سفرُ العمرِ قبلَ اكتمالِ
قد فقدنا بفقدِكَ النورَ والإشْ- راقَ والعيشَ الحلوَ.. بعد انذهالِ
وتركتَ الأصحابَ في ثوبِ حزنٍ – ومُحِبُّوك فوجِئوا بارتحالِ
كلَّ حزنٍ يبيدُ يوماً وذِكرا – كَ ستبقى مدَى الدهورِ الطوالِ
أنتَ حيٌّ في كلِّ خفقةِ نبضٍ – أنتَ فينا رغمَ الخطوبِ الثقالِ
لم تَمُتْ لا…ذكراكَ دوماً ستبقى – خالدٌ أنتَ في جميلِ الفعالِ
كنتَ نهرًا وفي العطاءِ غزيرًا – كم سُقينا من مائِهِ السَّلْسَالِ
وكنوز ٍ تركتَ من كلِّ لونٍ – للمدَى … بالإبداعِ والأعمالِ
فإلى جنَّةِ الخلودِ انتقالا – مع جميعِ الأبرارِ في الأحمالِ
أيها الراحلُ المقيمُ سلامٌ – قد تركتَ الأحبابَ في بلبالِ
أنتَ في فردوسِ الجنانِ خلوداً – والدُّنَى ما زالتْ بقيل ٍ وقالِ
لن أقولَ الوداعَ…بل أنتَ حيٌّ – مع جميعِ الأحرارِ والأقيالِ
خالدٌ أنت في أريج دياري – خالدٌ للمدى خُلودَ الجبالِ
وستبقى طولَ الزمانِ مناراً – في بلادي وقبلة َ الأجيالِ

( شعر: حاتم جوعيه – قرية المغار – الجليل )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة