مسابقة رفع الأثقال في حقائب الطُّلاب الأطفال
تاريخ النشر: 28/09/11 | 0:43في طريقهم إلى المدرسة، يحملون حقائب مدججة بالكثير من الدفاتر التي قد يكون بعضها لا يستخدمه الطالب سوى مرة أسبوعيا أو أقل، لكنه مضطر لحملها يوميا بناء على أوامر المعلمين.. والضحية في هذه الحالة هي عظام الطفل ومفاصل جسده الصغير، فالدراسات الطبية تؤكد أن زيادة وزن الحقيبة عن 10 إلى 15% من وزن جسم التلميذ تؤدي إلى أضرار صحية تصيبه في طفولته أو قد تظهر عليه أعراضها بعد سنوات طويلة.. وحول ثقل حقائب الأطفال المدرسية ومدى ضررها على الطفل أعدَّت فلسطين التقرير التالي:
“آمال” معلمة تدرس طالبات في المرحلة الثانوية وقد علّمت من قبل أطفالاً في المرحلة الابتدائية، ومن خبرتها تقول: “أدرك تماما أن معظم الكتب والدفاتر الموجودة في الحقيبة ليست مطلوبة بشكل يومي؛ لذا كنت أحرص طوال سنوات عملي الأربع مع الأطفال على تزويدهم بالجدول الأسبوعي، أو على الأقل إخبارهم يوميا بما يجب عليهم أن يحضروه معهم في اليوم التالي لكي لا أثقل عليهم”.
كررت آمال تجربتها مع أبنائها، وذلك بحثّهم على طلب برنامج دراسي محدد من أساتذتهم، وتؤكد أن معظم المعلمين والمعلمات تعاونوا معها في هذا الطلب واستجابوا له.
أما رجاء فتخبرنا أن ابنتها لطالما اشتكت أثناء العام الأول في المرحلة الابتدائية من ثقل حقيبتها، وفي المقابل كانت ترفض ترك أي دفتر أو كتاب لشدة خوفها من معلمتها، التي تنهرها وزميلاتها في حال لم تجد الدفتر المطلوب مع إحداهن.
النتيجة أن ابنة رجاء لم تفرح كثيرا عندما أخبرتها والدتها بأنها سترافقها إلى السوق لشراء ما تحتاج إليه للصف الثاني الابتدائي الذي تدرس فيه حاليا، فقد كان لها طلب واحد: “أريد حقيبة كبيرة وخفيفة”.
وتقول رجاء: “أشفق على ابنتي عندما أراها تحمل حقيبة ضخمة لا يحتملها جسدها النحيل؛ لذا تحدثت مع معلمتها أكثر من مرة لأقنعها بضرورة تحديد المطلوب من الطلبة حمله في حقائبهم، لكن دون جدوى”.
أضرار آنية ومستقبلية
من ناحيته أوضح رئيس قسم العظام في “مستشفى أبو يوسف النجار” الدكتور السيد عطا أبو حمزة أن ضعف العضلات وتأثيرها على العظام هما من أهم نتائج زيادة وزن الحقيبة بالنسبة للطالب.
وأشار أبو حمزة إلى أن ما يزيد من خطورة ثقل الحقيبة على صحة الأطفال، هو أنهم فيما بين الصفين الأول والخامس من المرحلة الابتدائية يكونون في فترة نمو.
وعن المشاكل الصحية التي تسببها الحقائب المدرسية مستقبلا، أوضح أبو حمزة أن “الديسك” هو أبرزها بسبب تركز ثقل وزن الحقيبة على الفقرتين الرابعة والخامسة من العمود الفقري، إلى جانب تقوس الظهر أو اعوجاج العمود الفقري إلى جهة اليمين أو اليسار، مبينا أن الإناث هن الأكثر عرضة للإصابة بهذه الحالات.
وعن اختيار حقيبة الظهر المناسبة للطفل قال أبو حمزة: “الحقيبة ذات العجلات التي يجرها الطلبة هي الأنسب للتعامل مع ثقل وزنها، خاصة أن طول حمالات الحقيبة يؤثر على مفاصل الكتف والرقبة، وقصرها يؤدي إلى مشاكل في الظهر، وفي كل الأحوال فإن الأفضل هو التقليل من عدد الكتب التي يحملونها”.
وينصح أبو حمزة الأمهات بإجراء فحوصات طبية دورية لأبنائهن الطلبة لتفادي المشاكل الناتجة عن الحقائب المدرسية، مطالبا القائمين على العملية التعليمية بإعادة النظر في كمية المطلوب من الطلبة حمله في حقائبهم وعدم ترك الأمر وكأنه عادي.
بقلم فاطمة أبو حية