“رفقاَ بالوالدين” بقلم فاطمة عسلي _ كفرقرع
تاريخ النشر: 15/05/19 | 4:48((وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إمّا يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍّ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا))( الإسراء، 22). صدق الله العظيم.
فربنا جل جلاله وبعد عبادته على أتمّ وجه أوصانا بطاعة الوالدين مع المعاملة الحسنة والقول الحسن, فلا نقل لهما تبّاً وقبحاً ولا نزجرهما بل علينا أن نقول لهما قولاً ليِّناً جميلاً وأن نلين جانبنا الذليل من الرحمة, وربنا أعلم بما في نفوسنا من إضمار البر أو العقوق. فإن نكن صالحين طائعين لله فإنّه جلّ جلاله للأوّابين غفور لما صدر منا في حق الوالدين من بادرة أن كنا لا نضمر لهما العقوق. فما بالك من أبناء جاوزوا كلمة “أف” لوالديهم, وأصبحوا يتفننون بالكلام الرديء الفاحش, حتى عافتهم أنفسهم, وما عاد لهم صبر عليهم. نفذ الصبر كله, وباتوا يبحثون عن حل ليرتاحوا منهم فوجدوه في تعيين خادم أو خادمة يرعاهم لينام الابناء نومًا مريحاً ولا يقض مضجعهم أي أحد, وينفضون أيديهم من كل مسؤوليّة تجاههم.
مهلاً, أيّها الأبناء الكرام! أحسبتم أن الخدم يؤدون كل شيء على أتم ما يرام، أيستطيع الخدم أن يقدموا لوالديكم البر والحنان, كما يصدر من أبناء وُلِدوا من أرحام أمهاتهم، تقلبوا بها تسعة أشهر, وهناً على وهنٍ, وتربوا في أحضان الوالدين وعلى أيديهم لينشأوا أولاداً صالحين مع المعاناة؟؟ تتركون والديكم, يتحكم بهم الخدم كيفما شاءوا؟ فإن خطر على بالهم قدموا لهم الطعام وإلا فلا يقدمونه حتى يتذلّلون لهم كما لو كانوا سائلين فقراء مُعدمين يتذلّلون للناس ويسألونهم المال ليبتاعوا طعامهم؟؟تتركونهم يصارعون الأمراض والأوجاع والوحدة يُناشدون المارة بالتصدق عليهم بمؤانسة, ولو بمجالستهم بعض الوقت, ليبثوا لهم شكواهم وما يؤرق ليلهم ووحشتهم وضعف حيلتهم, وما لا يستطيعون فعله, وقساوة الخدم بتحكمهم بهم وبطعامهم وبشرابهم وبأوقات نومهم وراحتهم, وحتى بحديثهم: ما يسمحون لهم قوله وما هو غير مسموح. وإن تكرمتم عليهم بالزيارة لبضع دقائق فلا يكلف أحد منكم أن يقدم لوالديه حتى شربة ماء. لماذا؟؟ هل لأن هناك خادم وهذا من ضمن عمله!!! فأيّ قلوب تملكون؟؟ أتحسبون أنكم بتوفير الخادم لهما قمتم بتأدية واجبكم تجاههما على أتمّ وجه مع العلم أن الخادم يقوم بهذا كأيّ عمل آخر مقابل أجرة ليوفر قوت يومه؟!
تقومون بزيارتهم ربما مرة بالشهر.. لا تسمعون شكواهم.. تنكرون عليهم كل كلمة وكل حركة. بل تنكرون عليهم كل حركة وكل كلمة وتنسبونهم إلى عالم “المجانين”. تجعلونهم أضحوكة للغير وعنواناً للتسلية بينكم بإعادة ما قالوه وما فعلوه مع تمثيل وتقليد في الكلام والحركة. فأيّ أبناء أنتم وأي مشاعر وأحاسيس تملكونها وأين بر الوالدين؟؟
حسناً. فغداً, وعندما تصبحون بمثل وضعهم، ماذا تنتظرون من أبنائكم؟ أي معاملة واي اهتمام تتوقعون؟ لا شك, أنكم تنتظرون منهم اهتماماً بالغاً ومعاملة حسنة, وأن يرفعوكم على أكفهم ويجلسونكم على ريش النعام، مع تقديم كل ما لذّ وطاب لكم. بل, ربما يحدو بكم الأمل أن يجوبوا بكم أنحاء العالم, لتروا “ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر”, أليس كذلك؟؟ أتنسون حالكم مع والديكم بإهمالهم وتجافيهم؟؟ بينما هم تمنوا لكم الحياة الرغيدة, أنتم تتمنون لهما الموت في كل لحظة لترتاحوا منهم ويصفو لكم الجو وتجوبوا بقاع الأرض, لا يعكر صفوكم أم أو أب…أنا في حيرة: أي أبناء أنتم؟! ومن أي كوكب أتيتم؟! هل من يقظة قبل فوات الأوان؟
فاطمة مصطفى عسلي_ كفرقرع
سلمت اناملك عمتي. كلمات مهمة ما احوجنا جميعنا اليها. فبر الوالدين من اهم اساسيات ديننا وأخلاقنا. ربنا يجعل في كلماتك مفتاح للقلوب النائمة والغافلة التي نسيت او تناست برهما.
في الصميم، شكرا لك.
طبت يا اماه وطاب ممشاك واسعدك الله ورفع عنك البلاء …اللهم اميين ما زالت اناملك تخط كلمات معبرة وتعكس الواقع الاليم ادامك الله عزا ورفعة وجعلك تاجا فوق رؤوسنا وحماك الله امي الحبيبة ورعاك الله بعنايته مع خالص الحب والتمنيات لك بكل خير….وانتظارنا لكل جديد من يديك…ابنتك المُحِبة مروه??
سلمت اناملك امي الغالية وادامك الله تاجا على رؤوسنا