جريمة وضحية جديدة

تاريخ النشر: 01/04/19 | 15:53

جريمة قتل جديدة في مجتمعنا العربي ، ضحيتها المرحومة سوزان أبو مخ – وتد ، من باقة الغربية ، التي عثر على جثتها هامدة في منطقة حرجية بالقرب من ميسر بعد اختفائها لبضعة أيام .

وهذه الجريمة البشعة والنكراء تضاف إلى سلسلة الجرائم المتواصلة بحق النساء على خلفية هويتهن الجندرية ، وهي جرائم جبانة ومرفوضة ، وقاسمها هو الذكورية والوصاية على النساء والتحكم بمصائرهن .

وكالعادة مع وقوع جريمة جديدة نحزن ونغضب ونشجب ونستنكر ونتظاهر ونعلن عن اضراب في بلد الضحية ، دون ان نفعل شيئًا لمنع وقوع جريمة أخرى ، وهكذا دواليك .

وهذه الجرائم يتحمل مسؤوليتها هو مجتمعنا والقوى والاوساط التقليدية والرجعية التي تسيطر عليه وتتحكم به ، وغالبيتها تنفذ بحجة الحفاظ على ” العرض والشرف ” .

فقد بلغ السيل الزبى ، وضحايا العنف من النساء في تزايد واستشراء واستشراس ، ورغم توسع الانشطة النسوية وحملات الوعي الجندري والتقدم الذي حصل وتحقق بإعلاء هذه القضايا على جدول الرأي الاعلامي والمستوى الاجتماعي والسياسي ، إلا أن الخطاب لمنع جرائم ما يسمى بـ ” شرف العائلة ” ، والعنف ضد النساء بأشكاله المختلفة ما زال خطابًا حذرًا في مطالبه ، ويتجنب الصدام والمواجهة مع الأفكار الاجتماعية الرجعية السائدة ، ولا يطرح مسألة الحريات كمسألة مفصلية جوهرية في هذا النضال الاجتماعي والفكري ، والثقافة النسوية التحررية ، وثمة غياب لشعارات مطلبية توعوية للتحرر والانعتاق من هيمنة الذكورية .

تفكيك مظاهر العنف يتطلب خوضًا عميقًا في تكرار وتجذر ظاهرة التعنيف ضد المرأة ، ويقتضي مبادرات ومحاولات فكرية لتفكيك العوامل والمسببات لذلك ، وهذه المهمة ليس سهلة ، وليست محصورة بمجتمعنا في الداخل فقط ، بل هي أعم واوسع في عالمنا العربي .

أعمال العنف وجرائم القتل ستتواصل ما لم نتصدى لها جميعًا ، وما لم يتغير الموقف من المسألة النسوية ، وتتغير النظرة السلبية الدونية للمرأة في المجتمع ، وما دام مجتمعنا بطريركيًا ذكوريًا تقليديًا ودينيًا ، يمارس التحريم والقهر والاضطهاد الاجتماعي والطبقي بحق النساء .

أن الأوان للتحرك الجاد والفاعل وليس تحركًا موسميًا أو مع حدوث الجريمة ، وعدم الصمت على الجرائم المتفاقمة ضد المرأة ، ونشر وتعميق الوعي القيمي والافكار الايجابية السليمة ، واعادة بناء مجتمعنا على أسس أخلاقية وقيمية راسخة ، والارتقاء بالعمل والخطاب نحو تحرير ” غشاء البكارة ” من كونه ملكية معنوية للرجل يستمد شرفه منه ، ورفع سقف الشعارات نحو حق المرأة بان تمارس حريتها في حياتها الخاصة والعامة ، بعيدًا عن التسيب والفوضى الاخلاقية .

بقلم : شاكر فريد حسن

‫3 تعليقات

  1. مجتمع فاسد بلا اخلاق لغة العنف هي لغتنا الرسميه القتل على اتفه سبب صار الحل الوحيد لكل مشكله كل يوم قتل كل يوم اطلاف نار كل يوم عنف الى متى سيستمر هذا الحال ?الظاهر انه سييتمر الى ان يرث الله الارض ومن عليها نحن نسير من سيئ الى اسوأ

  2. فليتكلم الغير معروف عن نفسه ولا يعمم فبكل بيت هنالك مصرف وكل اعمال العنف ليست الا نتيجة الحاله النفسيه التي ادخلتنا بها السياسه والساسه والعاقل من ينجح في ان يتجنب المكائد والمصائب التي تحاك للامه العربيه والاسلاميه مسبقا لتلم بنا, ولن نعي بذلك طالما نحن بعيدن عن الدين ونسير وراء المصالح الشخصيه والانانيه .
    استنكر جميع لغات العنف والقتل ولا يسعني في هذا المصاب الاليم الا الدعوه للمرحومه باذن الله ان يتغمدها بواسع رحمته وان يسكنها جنات النعيم .

  3. مجتمعنا باخلاق وعادات واعراف راقيه وجميله ،ويمر بمرحله تمدن وتغييرات ،من يعمل ذلك فهم زعران وكذلك هناك سياسه داعمه للعنف ولا تنسى انهم يفسدو بالعالم فهل صعب عليهم الافساد بالخطر الاول لهم ،وهم الاقليه العربيه كما يقولون!!! وحدتنا هي قوتنا ،وعندهم ايضا جراءم ابشع ،واجرام…علينا مواجهته بتلعقل وتعليم الاجيال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة