لقاءٌ مع الفنَّانة المُتألقة ” ليم سليمان “

تاريخ النشر: 27/11/18 | 0:41

مقدمة ٌ وتعريفٌ ( البطاقة ُ الشخصيَّة ) :

الفَنانةُ الشابَّة ُ “ليم رمزي سليمان ” من سكانِ مدينةِ “حيفا”، عمرها 38 سنة، عاشتْ سنتين من طفولتِها في أمريكا .. فقد سافرتْ مع والِدها وأهلِها إلى أمريكا حيثُ عملَ والدُهَا هناك البريفيسور “رمزي سليمان” محاضرًا في موضوع علم النفسِ الإجتماعي في جامعةِ “توسن” في ولايةِ “أريزونا”..وأنهتْ ليم هناك صفيّ الثالث والرابع الإبتدائي…وبعدَ رجوعِها إلى البلادِ مع أهلِها أنهتْ دراَستهَا للمرحلةِ الإبتدائيةِ والثانويةِ في المدرسةِ الأورثوذكسيَّة بحيفا – ثم تابعَتْ دراستهَا الأكاديمية وحَصَلتْ على اللقبِ الأولِ ( البكالوريوس – ” b . A ) في موضوع ِ الفلسفةِ وعلمِ النفس- من جامعة حيفا – وعلى اللقب ِ الثاني – الماجستير – ( m .a ) في موضوع العلاج عن طريقِ الأدبِ والقراءة (“بيبلوثيربي”bibliotherapy ) من نفس الجامعة – ( جامعة حيفا) .
وهي تعملُ الآنَ بوظيفةٍ جزئيةٍ في مؤسَّسَةِ “رند” بإكسال مع الأولادِ الذين يعانونَ من العسر في الفهم والأستيعابِ وكيفية العلاجِ عن طريقِ الأدبِ . وتعملُ أيضًا في مجال الترجمة ولها نشاطاتٌ تربويَّة وثقافيَّة ٌ عديدة. وتمنحُ القسمَ الكبيرَ من وقتِهَا المُتبَقي للفنِّ والغناءِ…وهي مٌتخَصِّصَة ٌ في موسيقى الجاز الكلاسيكيِّ والبلوز والروكِ.. أْحْيَتْ الكثيَر منْ الحفلات ِ والمناسباتِ المحليَّةِ ولها العديدُ منَ الأغاني الحديثةِ الخاصة بهَا..وقدْ كتبَتْ عنهَا وغطتْ أخبارَهَا ونشاطاتهَا الفنيَّة معظمُ وسائل الإعلام ِالمحليَّةِ..وكان لنا مَعهَا هذا اللقاءُ الخاصُّ والمُطوَّلُ والشّائق .

سؤال 1 ) أنتِ اخترتِ اللونَ الغربي ( الجاز،البلوز والروك) ولم تختاري لونا آخرَ في الغناء كاللونِ الطربيِّ الشرقيِّ الكلاسيكي أو غيره .. لماذا ؟؟
-جواب 1 – الصحيحُ لستُ أنا التي اخترتُ هذا اللون..بل هوَالذي اختارَني ، فالحقيقةُ إنني في بداية الأمر أحْبَبْتُ أنْ أغني اللونَ الطربي الكلاسيكي الشرقي الأصيل كأغاني: أم كلثوم وورده وعبد الوهاب..إلخ …ولكن شاءت الظروفُ أنْ أنضَمَّ إلى إحدى الفرق الفنيَّة الغربية : ” فريدي” والتي كان أخي ” فؤاد سليمان ” عضوًا فيها ، وكانتْ هنالكَ أغنية ٌجديدة للفرقةِ في أسلوبِ ولحن “بلوز”وطلبَ من أنْ أعملَ مَعَهُمْ مشارِكة في الغناءِ وأعطاني بعضَ التوجيهاتِ والإرشاداتِ الهامَّة في كيفيَّةِ غناء هذا اللونِ وأدائهِ بالشكلِ المناسب ِ..وقدْ قمتُ بمهمَّتي بشكلٍ مُتقن واكتشفتُ أنني أصْلُحُ لهذا اللونِ الغنائيِّ وَلَدَيَّ قُدْرَة ٌ وطاقةٌ جيِّدة في هذ المجال واللون ومن يومِهَا بدأتُ أغني هذا اللونَ وقرَّرْتُ أنْ أستمرَّ فيهِ في مشواري الفنيِّ… وما زلتُ إلى الآن أغنِّيه. والجدير بالذكرِ أنَّ القليلينَ منَ الفنانين والمطربين المحليِّين الذين يغنُّونَ هذا اللونَ .. ووجدتُ فيهِ شيئا جميلا ً وجديدًا ومثيرًا وملائمًا لقدَرَاتي وشخصَّيتي وَمُؤهِّلاتِي الفنيَّة .

سؤال 2 ) كيفَ كانتْ رُدُودُ الفعلِ في مجتمعِنا لهذا اللون الغنائيِّ الذي تغنينهُ ( الجاز والروك ) ؟؟
-جواب 2 – هنالكَ أناسٌ في مجتمعِنا قدْ أخذوُها ( هذه القضيَّة ) لموقفٍ سياسيٍّ وحسبُوا (حسب تفكيرهم وتخيّلهم) أنني غيرُ مُلتزمة وطنيًّا وسياسيًّا …إلخ …حسَب إعتقادِهِمْ …ولكنَّ الذي يعرفني شخصيًّا وعنْ كثب ٍ- يعرفُ بالضبط ِ آرائي ومبادئي ومواقفي السياسيّة والوطنيّة الملتزمة والمشرِّفة …وأنا فعَّالة في المظاهراتِ – عن طريق الإعلام والفيسبوك… وغيرها .. التي ممكنُ أن أعَبِّرَ فيها . وأيضًا اللونُ الفني الذي أنا أنتهجُهُ بالإمكانِ أن يُكرَّسَ ( الجاز، البلوز والروك ) لقضايا وأمورٍ وطنيَّة وسياسيَّة.. ولكن أن أجَندَ وأكرِّسَ الفنَّ جميعَهُ فقط لأمور سياسيَّة بحتة وليسَ لقضايا ومواضيع أخرى فبهذا أسيىءُ الإستعمالَ…وللوطنِ أيضًا أقللُ منْ قيمتِهِ… فالفنُّ هوَ رسالة سامية ٌ تعكسُ الإنسانَ في كلِّ الأبعادِ والمفاهيم ويجبُ أن يَصِلَ العملُ الفني الى جميعِ الناس وشرائح المجتمع على اختلافِ طبقاتِهِم ْ وأوضاعِهِمْ وانتماءاتِهِم العرقيَّة والسياسيَّةِ والآيديلوجية..لأنَّ الفنَّ الحقيقيَّ الهادِفَ هوَ غذاء ُ الروح والنفسِ والوجدان ويخاطبُ الجزءُ الهامَّ في كلِّ انسانٍ . فالفنانُ عندما يخاطبُ في فنهِ وإبداعِهِ جميع شعوب وأمم الأرض يَكوُنُ قد نجَحَ ووَصَلَ إلى مجالاتٍ وآفاقٍ وأشياءٍ أبعد وأسمى وأفضل منْ أنْ يظلَّ يدورُ حولَ نفسهِ أو في بوتقةٍ مغلقةٍ ومحدودة ٍ .

سؤال 3 ) أنتِ غنّيتِ لونَ الرُّوك الغربي باللغةِ العربيَّة وهذه تعتبرُ بادرة ً وسابقة جديدة ً..وربَّمَا تكونينَ أنتِ الأولى أو من الأوائل الذين غنوا الرُّوكَ باللغةِ العربيةِ ..ما هوَ مَدى نجاح ِ هذه التجربة ؟؟
-جواب 3 – إنَّ هذه التجربة َ بالفعل ِ كانتْ جديدة ً..وأما بالنسبة لي فكانتْ صعبة وأنا أحببتُ فنَّ الروكِ قبلَ الجاز، فالروكُ أهونُ وأسهلُ.. والرُّوك هُوَ راقصٌ أكثر من الجاز ومنَ السهلِ الغناء فيهِ باللغةِ العربيةِ.. وأما الجازُ ففيهِ عُمْقٌ عاطفي أكثر ومن الصعب ترجمة “الجاز ” إلى اللغةِ العربيَّةِ … وباختصار ٍ هذه التجربة كانتْ مقبولة ً للناس ِوطبيعيَّة ً بالنسبة ِ لي وأنا استمريتُ في هذا اللونِ وسأستمُّر أيضًا في غناءِ الجاز والبلوز لأنَّ صوتي وشخصَّيتي أيضًا ملائمان كثيرًا لهذا اللون .

سؤال4 ) أنتِ صوتكِ جميلٌ جدا وعذب وعندك طبقات صوت عالية وخامة صوت مُميَّزة..ولكنَّك تغنين فقط الأغاني الأجنبيَّة والجاز والروك وغيرها .. لماذا لا تغنين الأغاني الأغاني الكلاسيكيَّة الطربيَّة الأصيلة كأغاني أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم والعمالقة لأنَّ صوتك ملائم جدا لهذا اللون !!؟؟
– جواب 4 – أنا من الصغر وفي بداياتي الأولى كنتُ أغني الأغاني العربية الكلاسيكيَّة لفيروز وأم كلثوم وعبد الحليم وغيرهم ولكنني أحسستُ أن صوتي وغنائي بالعربيَّة مثل باقي المطربين المحليِّين وليس له لون مميز ، ربّما لأنني كنتُ اغنّي بطبقات صوت عالية، وعندي حب وعشق لكلّ أنواع الموسيقى.. وبجيل المراهقة وبعد ذلك كنت أحب أيضا الموسيقى الغربيَّة.. والموسيقى بالنسبة لي إحساس والذي يمكن أن يتكلمه الفنان المؤدّي – فالموسيقى هي ألحان متكلمة ومتحدِّث وتخاطب العواطف والضمير والضمير والروح والعقل .. والموسيقى هي موسيقى عالم الحب والسحر والجمال وجميع المشاعر الانسانية- سواء كانت شرقيَّة او غربيَّة إذا كانت تخاطب المشاعر والأحاسيس والوجدان، وكل موسيقى من هذا المنطلق هي ملائمة لي . والذي جذبني للغناء الغربي والاجنبي أنَّ صوتي له طابع مميّز في هذا المجال. وأهم شيىء هو :أن نغنّي بمشاعر وأحاسيس صادقة ومعبَّرة ومقنعة، وهنالك طبعا أمور هامَّة وترتبط وتتعلق في كيفيَّة الغناء والأداء كتهذيب الصوت وتطويره لكي يبدع المطرب ، فهذه الأشياء تصقل وتطور المطرب والفنان وتعطيه وتمكنه أن يعبّر عن نفسه من خلال صوته بشكل أفضل وأحسن وأرقى .

سؤال 5 ) العراقيلُ والصعوباتُ التي واجهتكِ في بدايةِ مشواِركِ الفنيِّ ؟؟
-جواب 5 – طبعًا العراقيلُ كانتْ وما زالتْ فالناسُ في مجتمعِنا ( القسم الكبير منهم ) لا
يتقبَّلوُنَ هذا اللونَ الغنائيَّ ( الجاز والروك ) ويجهلونهُ ولا يوجدُ عندهم الإثارةُ والتذوُّقُ الفني لهذا اللون، وهذا ممَّا صَعَّبَ عليَّ إيجادِ جمهور ٍكاف لأقدِّمَ عروضًا كبيرةً وحفلاتٍ شاملة وعلى نطاق أوسع…وصحيحٌ كنتُ أعملُ حفلاتٍ كثيرة ولكنني كنتُ أطمح دائمًا بجمهور أكبرَ وأوَسعَ محليًّا . وأما في مدينة ِرام الله فأقمتُ عدَّةِ حفلاتٍ وكانَ إقبالُ الجمهورهناك لا بأسَ به – حضور واسع ومختلط ( عرب وأجانب ) من مختلف الطبقات … وهنالك يوجدُ اختلاط ٌ وَتنَوُّعٌ وَتعَدُّدٌ ثقافي .

سؤال 6 ) هل أنتِ راضيةٌ عن ما قدَّمتيبهِ من أعمال فنيَّة ؟؟
– جواب 6 – بالتأكيد أنا راضيةٌ عن كلِّ أعمالي ، ولكن هنالك أعمال لي أحبُّها اكثر من غيرها ..وأيضا ضروري جدا -حيث انا مغنية جاز وعازفة جيتار- أن يكون معي فرقة موسيقيَّة ( كورس) لكي أستطيعَ أن اشتغل على مواد أصليَّة من كتابة كلمات أغاني وتلحين وتوزيع وعروض وتسويق هذه الأعمال.. فانا لوحدي الآن اقوم بكل هذه الأعمال والأشياء . إن لون الجاز الغربي صعبٌ جدا وأعني تلحينه وعزفه وتوزيعه، ولهذا صعب جدا علي أن أقومَ لوحدي وبمفردي بكلِّ هذه المهام ، وهذا العمل يحتاجُ إلى مجموعة من الفنانين والعازفين .

سؤال 7 ) أنتِ وُلِدتِ وَنشأتِ وَترَعْرَعْتِ في بيتٍ فنيٍّ وَمُثقفٍ يعشقُ ويتذوَّقُ الفنَّ والأدبَ ..هلْ كانَ للبيئةِ التي وُلِدْتِ ونشأتِ فيها دورٌ كبيرٌ في دعِمكِ ونجاِحكِ وتألقكِ فنيًّا ؟؟
-جواب 7- طبعًا أنا وُلِدْتُ في بيتٍ فنيٍّ وعلمي ٍ وثقافي ووالدي كان دائمًا يَستمِعُ لموسيقى متنوِّعة ( غربية وشرقية ) ويعزفُ على آلةِ الجيتار ويعشقُ وَيتذوَّقُ الموسيقى والفنَّ.. وأخي أيضا موسيقي وعازف.. وأنا تعلمتُ العزفَ على آلةِ الجيتار منذ الصغر بتأثير منَ الأهل.. وَعَمِّي أيضًا ” إيليا سليمان ” فهو مُخرج ٌ سينمائيٌّ معروفٌ وأنا تعلمْتُ وتثقفتُ سياسيًّا وأدبيًّا وموسيقيًّا وعلميًّا، فالبيئةُ التي وُلِدْتُ فيها كانت ثريَّة ً بالفنِّ والعلم ِ والأدب والموسيقى..وهذه البيئة أثرَتْ عليَّ منذ الصغر ولعبتْ دورًا كبيرًا في صقل ِ موهبتي وتطوُّري موسيقيًّا وفنيًّا .

سؤال8) رَصِيدُكِ من الأعمالِ الفنيَّة .كم عمل فني صدر لك حتى الآن؟؟
-جواب 8- أعتبرُ نفسي في بداية الطريق وما زالَ المشوارُ أمامي طويلا..ولقدْ أحييتُ الكثيرمن الحفلاتِ والمناسباتِ ويوجدُ لي بعضُ الأغاني الجديدةِ – الخاصَّة بي…والبعضُ منها من كلماتي وألحاني والبعض الآخرُ لملحَّنين وكتاب كلماتٍ آخرين غيري وقريبًا سأصدِرُ أعمالاً جديدةً مُسَجَّلة . وقد نشرت العديد من أعمالي الفنيّة الغنائيَّة على اليوتيب…والسبب الذي يعيقُ من إصدار ألبومات غنائيَّة مسجّلة هو أنني بحاجة إلى مجموعة تتعاون معي وأقصد فرقة فنية متمرسة وقديرة ومحترفة تستطيع أن تعمل معي من حيث العزف والتوزيع. والجدير بالذكر أنه اليوم نستطيع أن نعمل ونننشر ونسوق أعمالا فنيّةعن طريق الأنترنيت حيث أقوم أنا بتسجيل جزء من الأغنية وأرسلها لشخص عنده أستوديو فني فيعم على انتاجها وتوزيعها عن طريق الفيسبوك.وهنالك أغنية لي،وهي( فيريدم وي نِيد) والتي تتحدث عن حريات جميع الشعوب المحتلة والمهضومة حقوقها،وقد تعاونت مع الموسيقي والموزع واسمه ( مانسا موسى) من غانا ومن دون أن نلتقي بشكل شخصي وعن طريق الأنترنيت والفيسبوك فقط .. وأما الآن فأنا آخذ من جديد دورة صقل وتهذيب صوت من قبل أستاذة في الجاز والموسيقى الغربية واسمها (باتي) وهي مغنية وملحنة عالمية، أحيت العديد من الحفلات في كل انحاء العالم وهي تعمل في نطاق دويت مع زوجها باسم (تاك اند باتي) وبالإمكان أن نعمل مع بعض عملا فنيا مشتركا.

سؤال 9 ) حظكِ من الصَّحافةِ والإعلام وتغطية اخبارك ونشاطاتكِ الفنيَّة .. وما هو رأيُكِ في الإعلام المحلي بشكل عام من ناحية الامانة والمصداقيَّة والنزاهة في تغطية الأخبار والإهتمام بالفنانين والمطربين المبدعين ؟؟
– جواب 9 بالنسبةِ للإعلام المحلي أنا لم آخذ حقي من خلاله كما يجب، وربما تكون أنت يا أستاذ حاتم الصحفي والإعلامي الوحيد محليًّا بالإضافة إلى الأخ شادي بلان اللذين كتبا عني وأجريا عدة لقاءات صحفية مطولة معي..وأما بالنسبة لمستوى الإعلام المحلي بشكل عام فهنالك تفاوت وفروق في مستوى وسائل الإعلام وليس جميعها في نفس التقنية والمصداقيَّة والنزاهة، وخاصة في نشر الأخبار.


سؤال 10 ) هنالك بعض المغنين المحليين لا توجد عندهم أيضا مؤهّلات فنيَّة ولا ثقافة موسيقيَّة، وأصواتُهُم رديئة وقبيحة جدا، ولكنهم حققوا شهرة واسعة ودائما يدعونهم إلى الأعراس والمناسبات والحفلات التي تقام محليًّا وخاج البلاد من قبل بعض المتعهِّدين والمسؤولين ..ويحتلون بفضل الدعم الذي يحصلون عليه المنصَّات الفنيَّة والمنابر الإعلاميَّة – صحف ومجلات ،مواقع ،تلفزيونات وإذاعات.. إلخ ..وبالمقابل نجد مطربين وفنانين محليين عمالقة وأصواتهم جميلة جدا وَتُضاهي اصوات عمالقة الغناء والطرب في العالم العربي والعالم ، ولكن لا أحد يدعوهُم لإحياء الحفلات والماسبات محليًّا إلا نادرا..والإعلام المحلي أيضا يتجاهلهم. ما رأييُكِ في هذه الظاهرة وما هو تعليقكِ عليها ..
– جواب 10 – تعقيبي هو: إنَّ أكثر شيىء الناس تحبُّهُ اليوم وبشكل يومي هوالفن الهابط ودون المستوى، والذي فيه يكثر استعمال التعابير والحركات السريعة والعشوائيَّة وكلما كان الفنُّ راقيا أكثر وأصيلا يخف ويقل جمهورُهُ ، وخاصة في الموسيقى الراقية – الكلاسيكيَّة العربيَّة الأصيلة والموسيقى الأجنبية ، مثل الجاز .. وسبب ثاني لتفاقم وازدياد هذه الظاهرة التي ذكرتها أنت في سؤالك هذا انهُ هنالك دور للأقارب والأصدقاء والمقربين من بعض المطربين فالواسطات والعلاقات الشخصيَّة تلعب دورَها في إشهار فلان من المطربين والفنانين والتعتيم على غيره. ونحن ما زلنا كوسط عربي نعيش الأجواء العائليَّة والتعصب القبلي المتخلف، وهذا يلعب دورا كبيرا وسلبيا في إشهار أشخاص والتعتيم على غيرهم من الفنانين… وهذان العاملان هما قد يؤدِّيان إلى تشويه المشهد الفنَّي والثقافي المحلي، حيث يظهرعلى الساحة الفنيَّة والثقافية والمنابر والمنصات الفنيّة عدد من الفنانين والشعراء والكتاب دون المستوى المطلوب.

سؤال 11) مع من تعاملتِ منَ الموسيقيِّين المُلّحِّنين وكتاب الكلمات والشعراء المُلحِّنين ؟؟
-جواب 11 – تعاملتُ مع الفنان ِ والموسيقي “ميشيل شجراوي ” وفرقتِهِ الفنيَّةِ ” يثرب”وتعاملتُ مع الملحن مالمهندس الموسيقي سنان عبد المعطي، كما وتعاملت مع بعضِ الكتاب الملحِّنين مثل : ” سليم أبو جبل ” ومع أخي ” فؤاد سليمان “..وبعضُ الاغاني كانَت من كتاباتي وألحاني ..وأهمُّ شيء هوَ في الموسيقى …هو اللحن .
سؤال12 ) لماذا لا تتعاملينَ مع ملحِّنين وموسيقيين وكتابِ كلماتٍ (شعراء ) ومع شركاتٍ ومؤسساتٍ فنية من خارج ِالبلاد … وذلكَ لتنتشرَ أغانيكِ وأعمالكِ الفنيَّةِ على نطاق أوسع ؟؟
-جواب 8\
– حاليا انني اتعامل مع ملحنين ومغنيين قد ذكرتهم سابقا خلال المقابلة، فأنا آخذ من جديد دورة صقل وتهذيب صوت من قبل أستاذة في الجاز والموسيقى الغربية واسمها (باتي) وهي مغنية وملحنة عالمية، أحيت العديد من الحفلات في كل انحاء العالم وهي تعمل في نطاق دويت مع زوجها باسم (تاك اند باتي) وبالإمكان أن نعمل مع بعض عملا فنيا مشتركا. وكما انني تعاملت مع موسيقي من غانا (منسى موسى) وقد قمنا بتلحين اغنية معا باسم “نريد الحرية” (freedom we need) وحاليا نعمل معا على اغنية جديدة.

وأنا أطمحُ كثيرًا في المستقبلِ في العمل مع موسيقيِّين وملحِّنين وكتابِ كلماتٍ ومؤسَّسَاتٍ فنيَّة منْ خارج لأنتشر وأشتهر أكثر..وكي أنمُو وأتطوَّرَ وأتالقَ فنيًّا.. وأنا أحبُّ أيضًا أن أتعاملَ مع أشخاص آخرين من موسيقيِّين وكتابِ كلماتٍ مبْدِعين على الصعيدِ المحلي .

سؤال 13 ) أنت دخلتِ مجالَ التلحينِ والغناء ونجحتِ…لماذا لا تدخلينَ مجالَ التمثيل – الدراما ( تمثيل وغناء)، وخاصة ً أنكِ جميلة ٌ جدًّا وأنيقة ٌ وجذابة ٌ ؟؟
-جواب 13 – أنا أحبُّ التمثيلَ كثيرًا والفنُّ جميعُهُ مرتبط ببعضِهِ ويكملُ بعضَه ُ بعضًا – سواء : تمثيل (دراما )، موسيقى، غناء ، شعر، رسم ..إلخ وإذَا مُنِحَتْ وأعطيتْ لي الفرصة ُالمناسبة ُ للمشاركة في عملٍ فنيٍّ دراميٍّ (تمثيل ) على مستوى مقبول فلنْ أمانع َ أبدًا .

سؤال 14 ) رأيكِ في مستوى الفنِّ المحلي ؟؟
-جواب 14- يوجدُ عندنا أعمالٌ فنيَّة راقية ٌ (محليًّا ) في جميع المجالات (غناء موسيقى تمثيل ) ، وهنالكَ أعمالٌ أخرى تحتاج ُإلى اهتمامٍ وصقل ٍ أكثر … والفنُّ محليًّا مازالَ في مرحلةِ تطوُّر ونمُوٍّ، ولكن المستوى بشكل عام لا باس به .
سؤال15) إنَّ الفنَّ على أنواعِهِ هو رسالةٌ هادفة ٌ ساميةٌ
ومُقدَسَة ٌ قدْ تخدِمُ البشريَّة َجمعاء وليس شعبًا أو فئة ً مُعَينة ً فقط … والفنُّ الحقيقيُّ سواء كان َ:( غناءً أو تمثيلا أو رسمًا أو شعرًا أو أدبًا ) هو الذي يخلدُ للأبدِ في ذاكرةِ وضمائر ووجدان ِالأجيالِ والشعوبِ والأمم ِ… هل ينطبقُ هذا على فنانينا المحليِّين والمغنيين والممثلين والكتابِ والشعراءِ … إلخ (محليًّا ).. ما رأيُك ِ ؟؟
-جواب15- قد ينطبقُ على قسم وجزءٍ منهم،ولكن ليسَ عليهم جميعًا..وهذا الأمرُ والوضعُ موجودٌ في كلِّ دولةٍ وفي كلِّ مكان… والجدير بالذكر أنَّ المجتمعات في الفتر الأخيرة بدأت تبتعدُ عن الأمور الروحيَّةِ والجوهريَّةِ وأصبَحَت الأمورُ والمقاييسُ الماديَّة ُ والبزنسُ هي المهيمنة والطاغية على فكر ووجدان وهواجس الناس…والفنُّ أيضًا تأثرَ منْ هذا…ونجدُ وللأسفِ الكثيرَ منَ الفنانين الآن ( في جميع البلدان ) أصبَحَتْ مقاييسُهُم وتوجهاتهم مادِّيَّةً بحتة،وخاصَّة ًفي عصرالسرعة ِ..والموسيقى أيضًا أصبحَتْ سريعة ً وأقلَّ عمقا ًوتأثيرًا وروحانيَّة رغم بعضِ جماليَّتِهَا…ولهذا فقدَت الكثيرَ منْ سِحرِهَا وعُمْقِهَا وفلسَفتِهَا الإنسانيَّة والروحيَّة الخالدة ِ .

سؤال 16 ) هل الدراسة ُالاكاديمية ُوالمستوى العلمي والثقافي لهُم دورٌ في نجاح ِوإبداعِ الفنانِ، وخاصَّة ً أنك ِ فتاة ٌ اكاديميَّة ٌ متعلمَة ومثقفة ؟؟
-جواب16 – عندما الإنسان يتعلم ُ ويدرسُ أكثرَ وليسَ بالمعلومات ِ والنظرياتِ فقط وإنما بالتجاربِ أيضًا، وخاصة ًمنْ مدرسةِ الحياة فروحُهُ وآفاقه ُ تتوسَّعُ أكثرَ منْ خلال العلم والمعرفةِ والتجارب والخبرةِ . والفنُّ جزءٌ منَ العلم والعلم ُجزءٌ منَ الفنِّ والاثنان يحاولان أنْ يتصلا ويَصِلا إلى حقيقة ٍ مُعيَّنة ٍ.. حقيقة الكون والوجوديَّة .

سؤال 16 ) لماذا اخترتِ موضوعَ الفلسفة وعلم ِالنفسِ والعلاج النفسي عن طريقِ ِ الأدبِ والقراءةِ في دراسَتِك ِ الأكاديميَّةِ ولمْ تختاري موضوعًا آخر ؟؟
-جواب 16 – طبعًا بتأثيرعائليٍّ ومنْ والدي،وأنا شخصيًّا أحبُّ هذا المجال وأحبُّ أن أساعدَ الناس.
سؤال 17 ) بما أنكِ مطربة ٌ وعازفة ُجيتنارٍ لماذا لم تدرُسِي موضوع َ الموسيقى دراسة ً اكاديميَّة ً (في الجامعة )..وهذا يساعدكِ في مجال ِعملك ِ الفني – الغناء والعزف ؟؟
-جواب 17 – ممكنٌ للإنسان الموسيقي أن يبدع َ منْ دونِ أن يدرسَ موضوعَ الموسيقى ،لأنَّ هذا الشيء هو روحاني ينبُعُ في ذاتِ الأنسان ِ وروحهِ..( الأنسان صاحب الموهبة الفطرية الإبداعية ). فهنالك أناس غيرُ روحانيِّين وغيرُ موهوبين حتى لا درسوا موضوعَ الموسيقى لا يبدعونَ في هذا المجالِ.. فالأساسُ هوَ بالروح والموهبةِ.ومن جدير الذكر اني اخذت وما زلت اخذ دروس لتطوير وتهذيب الصوت.

سؤال 18 ) كلُّ فنان ٍهو رومانسيٌّ هل أنتِ رومانسية ؟؟
-جواب 18 – يوجدُ بي جزءٌ رومانسي ويوجد ُ جزءٌ واقعي وهنالك دائمًا صراع بينَ الجزئين، وذلك لطبيعة الحياةِ والروتين والعمل المتواصل ولمتاعب ِ الواقع .
سؤال 19) طُمُوحَاتُكِ ومشاريعُك ِ للمستقبل ِ ؟؟
-جواب 19 – ” إذا تريدُ أن تضحكَ ربَّنا قلْ له ُ ما برامجُكَ ” .
يوجد ُ لي الكثيرُ منَ الطموحات والمشاريع ومنها : قريبًا سيكونُ عرضٌ موسيقيٌ متنوعٌ فيه : جاز وبلوز

سؤال 20 ) أسئلة ٌ شخصيَّة :
*البرج ) : الجوزاء . * الشراب المفضل : القهوه .
* الأكلة المفضلة : الطعام النبَاتي – الخضار – والقرع المحشي .
* العطر المفضل – جواب : العطر الطبيعي – الورود .
*سؤال ) اليوم المفضل ؟
– جواب – يوم الجمعة ( يوم العطلة ) واليوم الذي اكون فيه سعيدة . سؤال) هل تحبين القراءة والمطالعة ومن هم شعراؤُكِ وكتابكِ المفضلون ؟
– جواب – أنا أحب المطالعة كثيرا، وأحب أن أقرأ للكثير من الادباء والشعراءالعرب والأجانب، وخاصة العالميين،مثل: كافكا و(ديستيفوسكي ) ، و ( فيسلافا شيمبورسكا ) ، وأما الكتاب والشعراء العرب، مثل : يوسف إدريس والطيب صالح ومحمود درويش وغيرهم .
*سؤال ) يقالُ: إن وراء َ كلِّ رجل ٍعظيم ٍ أمرأة عظيمة والعكس بالعكس … ما رأيكِ بهذه ِ المقولة ِ ؟؟
-جواب – ممكنٌ ولكن ليس هذا دائما في كلِّ الأحوال .
*سؤال) ما هي صفاتُ ومواصفاتُ الرجل والشاب المثالي وكامل الاوصاف وصفات المراة المثالية حسب رأيكِ ؟؟
– جواب – معظمُ الناس اليوم لا ينظرون للجمال الجوهري والروحي ، وحتى الجمال الطبيعي وليس المصطنع والمزيف ( الماكياج) لا يعيرونه اهتماما .والكثيرون اليوم يهتمُّون فقط بالماديات والبيزنس . وأهم شيىء حسب رأيي هو جمال الروح ( للرجل والمراة ) فالروحُ الجميلة هي التي تضيف الجمال والسحر والبهاء للشخص .
*سؤال ) أنتِ فتاة جميلة وأنيقةٌ وجذابة ٌ..ولكونك ِ فنانة هل الجمالُ الشكلي الخارجي لهُ دورٌ وتأثير في مدى نجاح المطربِ والفنان وانتشاره؟؟ -جواب – لهُ تأثيرٌ بالتأكيدِ ( الجمال والمظهر الخارجي ) ولكنني أعتمدُ على مواهبي الفنيَّةِ وقدراتي وليس على شكلي.
*سؤال ) ما هي السعادة ُ في مفهومِك ِ؟؟
-جواب – السعادةُ هي شيىءٌ نسبيٌّ وعندما يكونُ الإنسانُ راضيًا عن نفسهِ . والسعادةُ شيءٌ داخليٌّ ووضعٌ ونوع منَ الإكتفاء والرضى على الموجود ِ وعلى الذاتِ ورؤيةِ الشيءِ الجميل ِبالرغم ِ منْ كلِّ البشاعةِ التي ُتهَيْمِنُ وتطغىى الحياةِ …وهنالكَ أغنية للمطرب “ليونارد كوهن” باسم “سوزان” يقول فيها – الترجمة بالعربية – : ” السعادة ُهي بينَ الزبالة ِ وورود ِ الجنانِ والحدائق ” .
*سؤال ) الأمل : جواب -: حسب رأيي الأملُ هو مهمٌّ لكلِّ سخص للإستمرار في الحياةِ .. ولكنْ إذا كانَ كلَّ الوقت ِ قدْ يُسَسِّببُ الإحباط َ والتعبَ النفسي إذا لم يتحَققْ . هوَ مهم ٌّ ولا يستطيعُ الإنسانُ الوصولِ للسعادةِ ، والحياة الطبيعيةِ المتوازنةِ بدونِهِ فالحياة ُ بدون ِ أمل ٍ قاسيةٌ، وكما قال الشاعرُ :
” أعللُ النفسَ بالآمالِ أرقبُهَا ما أذيقَ العيشَ لولا فسحةُ الأملِ”
…ولكنَّ التفكيرَ بالأمل ِ كثيرًا يتعبُ النفسَ .
*سؤال ) الحياة كيف تفسِّرينهَا ؟؟
-جواب – لا يوجدُ جوابٌ كامل وشامل تفسير لمفهوم الحياة ، والحياة هي كيف نعيشها ونحياها كما نحن نريد .. والحياة ُ هي الحياة ُ .

*سؤال ) أكثر مكان تحبين أن تكون موجودة فيه؟؟
-جواب – شاطىء البحر أكثر مكان أحبُّهُ..وأحب أن أقضي كل يوم ساعات جميلة وحلوة على شاطىء البحر .
*سؤال ) ماهو الحبُّ في مفهومِكِ ؟؟
– جواب – الحبُّ هو شيىء أساسي وهام للبشرية جمعاء ، وبدون الحب لا توجد سعادة وثقافة ورقي وسمو وكمال روحي ونفسي .

*سؤال ) أنتِ ما زلتِ عزباء هل تفكرين في الزواج ؟؟
-جواب – إذا وُجِدَ الإنسانُ والشاب المناسبُ الذي يتلاءَمُ ويتطابقُ مع شخصيتي وذوقي وتفكيري فلا أمانع .

*سؤال 18 ) أنتِ ابنةُ البريفيسور رمزي سليمان وهو اسمٌ كبيرٌ ومشهور- محليًّا وعالميًّا في المجال العلمي والثقافي ..هل اسمُ ولدِكِ الكبير ومكانته العالية وشهرته الواسعة يساعدونكِ في مجال الشهرةِ والإنتشار الواسع ؟؟
– جواب – إنَّ والدي في مجال العلم وأما أنا ففي مجال الفن، ولهذا لا أرى انَّ مكانته العلمية ستساعدني ويكون لها دورٌ في شهرتي وانتشاري الفني على نطاق واسع ..

*سؤال ) هل أنت حققتِ كلَّ آمالكِ وطموحاتكِ أم أن هنالك العديد من هذه الأحلام والطموحاتِ لم يتحقق بعد ؟؟
– جواب – طبعا ما زال هنالك العديد من الطموحات والأحلام التي لم تتحقق بعد .

*سؤال كلمة أخيرة ٌ تحبين أن تقوليها في نهايةِ اللقاء ؟؟ -جواب – أوَّلا أشكرُكَ على أسئلتِكَ المُثِيَرة والهامَّةِ يا حاتم وعلى هذا اللقاءِ الرائع والمُميَّز .. وأتمنى أن أكون صريحة في هذا اللقاء .
– وأخيرا : أتمنى لكَ دوامَ التقدم والنجاح .

( أجرى اللقاء : حاتم جوعيه – للمغار – الجليل )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة