بين الحب الأول والثاني.. تنشأ حيرة القلوب

تاريخ النشر: 17/09/11 | 15:43

من منا لم يتعرض للحب مرة أو اثنتين وربما ثلاثة في حياته؟ من منا لم يخض العديد من التجارب العاطفية سواء في شكلها الرسمي “خطوبة أو زواج” أو غير ذلك؟

فالحب هو ظاهرة بيولوجية موجودة وقائمة في حياتنا، ولكن أي شخص على وجه الأرض يمكنه تفسير – بمجرد كلمات بسيطة – تلك الظاهرة الأكثر تعقيداً.

من أين نبدأ.. بالكمياء والفيزياء أو إدراك أن تلك النقطة يأتي عندها الحب الأول!

فإن السحر الحقيقي للحب الأول هو الاعتقاد – من كلا الطرفين – أن ذلك الحب سيظل خالداً لن ينتهي أبداً، ولكنه في الحقيقة ينتهي في ظل العالم المادي والانتهازي الذي نعيش فيه اليوم.

يحدث ذلك عندما يجول الإنسان بمفرده في الحياة يبحث عن شخص يتحدث ويشكو إليه مرارة وفجيعة الحب الأول، ثم لا يجد ذلك الشخص فيبدأ بالسخط ومداواة نفسه بنفسه ويقرر حينها عدم رغبته مطلقا في الحب مرة أخرى.

وتكون هذه هي الأكذوبة التي تسقطه في الحب الثاني، والسبب في ذلك هو طالما أن الإنسان حي يرزق فإن أحلامه تبقى معه ويأتي الحب الثاني بآمال وأحلام ووعود وابتسامات جديدة سواء شاء الفرد أم لم يشأ.

فعندما يولد الطفل يقع بيولوجيا في حب أبويه وهو الحب الذي ينمو مع سن المراهقة إلى البلوغ حتى سن الرشد، حيث يشعر برغبته في الحب وأن يُقابل بالمحبة من الطرف الآخر.

فإن الشخص الذي يقبلك ويعجب بك لشخصك ويحب قضاء الأيام والأيام معك غير شاعر بملل أو ضيق، هو ذلك الشخص الذي تحبه في أول لحظات حياتك وتشعر معه برعشة في كل أنحاء جسدك.

فبمجرد نظرة منه تشعر وكأنك في حديقة مليئة بالفراشات، ومن منا لم يسمع عن سحر الحب الأول وهوائه العليل وموسيقاه الناعمة وتوهج الوجه وسهر الليالي.. كل هذه علامات على وجود الحب الأول.

يأتي الحب الثاني ليكون بمثابة السعي العاقل والرشيد عند اختفاء سحر الحب الأول، وهي تلك الخطوة التي يكون فيها الشخص بحاجة إلى وجود شريك بجانبه يرافقه في كافة أمور حياته.

فالحب الثاني هو الأمل والأمنية والسعادة الثانية في الحياة، وأيضا هو الذي يسعى لأن يكون في أفضل أشكاله وصوره بعد التعلم من الأخطاء والخبرات السابقة.

فالحب الأول هو ما يكتب عنه الشعراء والكتاب وما علمتنا أفلام سندريلا وسنو وايت إياه، أما الثاني فهو الحب الواقعي الذي يتجه أكثر نحو الحياة العملية وهو أيضا القرار الصائب والفطن.

الحب الأول لا يمكن نسيانه مطلقا، وفي حين أنهم يقولون إن الطبيعة الإنسانية تسعى للبحث عن بدائل لكل ما هو صادق وحقيقي، فالحب الحقيقي لا ينبغي أن يكون هو الحب الأول والوحيد.

فعندما تجد الإنسان المناسب الذي يخفق معه قلبك وتذهب له روحك ويسرق النوم من عينك، فسيكون ذلك هو الحب الحقيقي سواء كان الثاني أو الثالث أو حتى الرابع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة