نحن وجيل "الدوت كوم"

تاريخ النشر: 14/09/11 | 7:47

كثيرًا ما يوجه اللوم للجيل الحاضر من الشباب، ويتهم بالعناد والغرور وعدم التماسك، وفقدان الانتماء، والإحساس باللامبالاة. قد تنطبق هذه الأوصاف التي يطلقها الجيل السابق على بعض شباب الجيل اللاحق. لدرجة تتحول فيها هذه الصفات إلى طبيعة نراهم عليها، لكن هؤلاء الشبان والشابات ضاقوا ذرعًا بما يوصفون، واتهموا الجيل السابق بضيق الأفق الذي قد لا يتجاوز عند الكثيرين سنوات العمر الماضية، والتي لا يراها الجيل الجديد خبرة بقدر ما هي معاناة وأسى؛ لفقدانها أساليب التطور والتكنولوجيا، فكلٌّ يعاتب الآخر، الأبناء يتهمون الآباء بتضييق الخناق عليه، والأخيرون يتهمونهم بالعناد! فإلى جانب من نقف.. ومن نصدق؟ .

 يتوقع الآباء أن يكبر أولادهم وتكبر أحلامهم معهم، فيعدون الولد للتاج والعرس، والأنثى؛ لتكون ولّادة بنت المستكفي، زمانها!  البعض يمنع ابنه من السهر بالخارج لكن الشاب يمل  تلك السيمفونية التي يكررها والده؛ ليمنعه من السهر خارج البيت،  قائلاً: «أريد أن أستمتع بحياتي بالطول والعرض قبل أن أرتبط بزوجة وأبناء»، والبعض يتصل مراراً خلال السهرة بابنه ويحرجه امام اصحابه  : «هذا يسبب لي الكثير من التوتر والإحراج مع زملائي».

وخصوصيات الابناء لا يطيقها الأباء، ويعتبرالابناء تدخل اباءهم بتصرفاتهم وحياتهم  انتقاصًا من رجولتهم التي تنضج،  ويعترضون على معاملتهم كاطفال ، ففي يقينهم أنهم وصلوا إلى مرحلة يمكنهم فيها معرفة الصواب من الخطأ؛ لذلك يرفضون أن يعاملهم أهلهم هذه المعاملة، لا يبررون للآباء التدخل في الخصوصيات، «أين صرفت مالك، ومع من»؟ «هم يحذرون من أصدقاء السوء، ولكنني لا أستطيع أن أخبرهم بكل ما يدور معي. هذا ليس شأنهم»!

بينما يعتبر البعض منعهم من استخدام الإنترنت، أو مراقبتهم، تدخلاً في الخصوصيات،  «لي أساليبي في الحصول على خط سري، لكنهم يتدخلون حتى في اختيار الصديق، وتحديد زوجة المستقبل وهذا كثير»!

انتهاك الخصوصيات التي يعانيها الشباب تحولت إلى لاءات  «لا تذهب، لا تقص شعرك بهذا الموديل، ابتعد عن أصدقائك، لا تصرف نقودك كلها، لا تسهر في الخارج أو أمام النت أو التلفاز، لا ترتبط بعلاقة مع الفتيات»!  فيتصور الشاب أن والديه يريدان إعادته لسبعينات القرن الماضي!

نقرر مصيرك: المصير قد يوازي المستقبل، ولا بأس من رسم خطة له قد تتحقق وقد لا تتحقق، ولكن كيف يكون شأن الآباء في نظر الأبناء عندما يتحول هذا المصير إلى خارطة لا يمكن تغييرها إلا في ظروف حربية؟ «إن لم أحقق طلب والدي، يعتبرني خارجًا عن طاعته»!  «زمن السيطرة على الأبناء انتهى، وقد يؤدي إلى عواقب وخيمة. منها انحراف الأبناء والسعي إلى الهروب من هذا المجتمع الصغير، والدخول إلى عالم الإدمان والجريمة».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة