الشيخ رائد: نحن بين موقف فلسطيني مشلول وإحتلالي مسعور
تاريخ النشر: 26/07/10 | 10:08= محمود ابو عطا – “مؤسسة الأقصى ”
قبل أيام من بدأ تنفيذ الحكم الظالم الصادر بحق الشيخ رائد صلاح – رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني – بالسجن خمسة أشهر والذي بدأ يوم أمس الأحد 25/7/2010م ، أجرى الزميل فارس محمد من موقع إسلام اون لاين حواراً شاملا ومهما حول قضية القدس والمسجد الأقصى ، والقضية الفلسطينية ، وأيضا حول أهم القضايا التي تخص الأهل في الداخل الفلسطيني ، من جانبنا في ” مؤسسة الأقصى للوقف والتراث ” رأينا من المناسب تعميم هذه المقابلة من قبيل تعميم الفائدة
نحتاج قيادات تصارح شعبها
– في ظل وضع الفلسطينيين اليوم الذي يعتبر أسوأ بكثير من وضعهم قبل أي فترة ماضية البعض يرى فيك قائدا مركزيا/ معنويا ربما للشعب الفلسطيني، كيف ترى تلك الرؤية وما تفسيرك لها؟
مما يؤلم كل إنسان ويؤكد هذا الإستنتاج المرّ هو أن القضية الفلسطينية الآن في حالة من التردي الذي لا يبشر بخير، إذا ظلت على هذا الحال، ولذلك هي بحاجة الى كل انسان صادق يعمل على إخراجها من هذا المأزق الراهن ، وهي بحاجة الى كل فكرة طموحة وصادقة أيضا تدفعها الى الأمام لإحقاق الحق الفلسطيني والإنتصار لكل ثوابت القضية الفلسطينية، وأنا شخصياً لا أرى بنفسي الإنسان الذي يملك كل القدرات لتحقيق ذلك، ولكن أطمع أن يكون لي مساهماتي كجزء من جهد جماعي مطلوب الآن للسعي نحو رأب الصدع الفلسطيني الداخلي، ونحو إيجاد لحمة بين القيادة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية وجماهير شعبنا الفلسطيني.
– اليوم، يحتاج الشعب الفلسطيني لقيادات جريئة من أمثالك تمتلك الكاريزما والفعل أيضا هل هذا يضع على عاتقكم مسؤولية أكبر تجاه الشعب الفلسطيني؟ وكيف ستتعاملون مع ذلك؟
أنا اؤكد أن شعبنا الفلسطيني هو شعب يستحق كل خير، وعانى من الظلم الطويل ، ويبدو أنه قد آن الأوان لأن نبحث عن نهاية لهذا الظلم الذي طال لعشرات السنوات، والله أعلم نحن في هذه الأيام بحاجة الى نوعية من القيادة تتمثل فيها الصفات الأساس وهي أن تصارح الشعب الفلسطيني بشجاعة ، وإذا أخطأت عليها ألا تتردد أن تعترف بخطئها ، وإذا وصلت الى طريق مسدود في إتجاه ما عليها ألاّ تتردد بالإعتراف أنها وصلت الى طريق مسدود ، وعلى سبيل المثال ، في تصوري نحن بحاجة الى صراحة شجاعة من قبل القيادة الفلسطينية التي اختارت بالذات خيار المفاوضات ، أن تقول ان هذه المفاوضات كانت وهماً، ومضى عليها أكثر من عشرين عاماً ، وما حققت إلاّ التراجع في مسيرة القضية الفلسطينية ، وبناء عليه يجب أن تقول هذه القيادة أن هذا الخيار كان خياراً فاشلاً ، قاد الى طريق مسدود ، ويجب أن يكون هناك عودة من جديد نحو التفكير الجماعي ونحو الرؤيا الجماعية التي تجمع بين القيادة والفصائل وجماهير شعبنا الفلسطيني ومؤسساته المختلفة .
نحن أمام مفاجآت غير سارة
– ما مغزى الاعتقالات الأخيرة لقيادات الداخل في هذا التوقيت بالذات في ظل مخطط ترحيل أعضاء المجلس التشريعي الفلسطينيين من القدس ومن قبل التهديد باعتقال عزمي بشارة…الخ، هناك حملة تستهدفكم وربما لا سقف لها؟
هذا كلام سليم أنّ هذه الحملة لا سقف لها ، وانا اعتبره تعبيراً دقيقاً ، ولذلك في هذا السياق أنا أحذّر وأقول التهديد بترحيل أعضاء المجلس التشريعي من أهلنا في القدس هو مقدمة لترحيل سائر أهلنا في مدينة القدس ، وهو مقدمة لبدايات الترحيل التدريجي لفلسطينيي 1948 ، لماذا؟ لأن الذي ينظر الى خلفية هذا الترحيل يجد أن الإحتلال بكل تبجح وغرور، يدعي أنه يريد أن يرحّل فلان وفلان، المقصود أربعة أعضاء المجلس التشريعي لأنهم لا يعطون الولاء للمؤسسة الإسرائيلية ، وكأن الإحتلال يريد من المحتل (الواقع تحت الإحتلال) أن يعطي ولاءه لمن احتلّه ، وهذا قمة الصفاقة وقمة الغباء والغرور في نفس الوقت، وهذا بدأ ينعكس علينا، فوزراء على مستوى رسمي في حكومة نتنياهو الحالية ، بدأوا يطالبون بشكل صريح بسحب هوية أشخاص أخرين، وسموهم ، ومن ضمن من سموا اسمي وطالبوا بسحب هويتي، طالبوا بسحب هوية الأخت حنين زعبي، طالبوا بسحب هوية عدد آخر ، ما معنى ذلك ، معنى ذلك بلغة أخرى يطالب بترحيلنا ، يطالب بضمنا الى قافلة من يهدد بترحيلهم في مدينة القدس ، وهذا يعني أننا كما قلت أمام تحديات صعبة جداً ، وأمام مفاجآت ليست سارة إطلاقاً، ونحن نتوكل على الله سبحانه وتعالى ، ثم على ضرورة صمودنا حتى النهاية.
– القدس تستمر في التهويد.. هنا كيف تقرأ أثر اتفاق أوسلو على واقع فلسطينيي 48 وانت المعروف عنك رفضك لاتفاق أوسلو حيث اعتبرته ضربة ثقيلة للقدس والمسجد الأقصى، وهو ما أعطى فرصة أطول لتهويد القدس؟ كيف نقرأ اتفاق اوسلو على القدس التي تعتبر قضيتكم الاولى وعليكم في 1948؟
أما على مستوى القدس فإنّ اتفاق اوسلو جعل الطرف الفلسطيني مكبل اليدين باتجاه القدس، تحت ادعاء أن ملف القدس هو ملف مؤجل بناءاً على اوسلو، في مقابل ذلك أطلق العنان للإحتلال الإسرائيلي كي يواصل التهويد بلا توقف للقدس ولمقدساتها وفي مقدمتها المسجد الأقصى المبارك، ونتيجة وجود هذا الوضع المتباين ، ما بين موقف فلسطيني مشلول وموقف إحتلالي مسعور.
إزداد الخطر على القدس وعلى المسجد الاقصى، وتمادى الإحتلال الإسرائيلي بمشاريعه التهويدية حتى هذه اللحظات وواقع الحال المرّ يؤكد ما أقول، وهذا يعني أن اتفاق أوسلو كان مردوده مأساة بكل معنى الكلمة ، على مدينة القدس المحتلة وعلى المسجد الأقصى المحتل ، وبالإضافة الى ذلك اتفاق اوسلو كان مردوده هو فتح باب الترحيل لفلسطينيي الـ 48 ولا أبالغ بذلك، وان ظهر ذلك متأخراً ، وأقصد بذلك أن اتفاق اوسلو على المدى البعيد كان من إسقاطاته أن بدأ الطرف الإسرائيلي يتحدث بشكل صريح عن يهودية الدولة ، وهذا لا يعني إلاّ أمرين ، الأمر الأول إغلاق حق العودة وحق اللاجئين، ثانيا، إعتبار وجود فلسطينيي الـ48 على أرضهم وفي بيوتهم وفي مقدساتهم وجوداً مؤقتاً، بمعنى ما داموا في وجود مؤقت، وهذا الوجود المؤقت علاجه أن يتمّ مخطط الترحيل له، هكذا مقتضى ما نسمع من الخطاب الإسرائيلي في هذا الأيام ، وفي تصوري هذا إفراز مرّ مأساوي لإتفاقية اوسلو وتبعاتها التي للأسف لم تتوقف حتى هذه اللحظات في سلبياتها التي بدأت تتكشف يوماً بعد يوم .
– ما هو الدور المستقبلي لفلسطينيي 48 في الصراع العربي الإسرائيلي، يعني أنتم مستهدفون حتى بدون أن يكون لكم دور سياسي فكيف والحال في ظل دوركم السياسي الحالي والنضالي؟
ما أقرأه بإختصار بسيط ، أرى أنّ المؤسسة الإسرائيلية باتت تنظر الى وجودنا في أرضنا وبيوتنا ومقدساتنا أنه خطأ كبير ارتكبته المؤسسة الإسرائيلية لأنها لم ترحلنا منذ بدايات نكبة فلسطين عام 1948م ، وكأنها بناء على ذلك تعتبر أنّ وجودنا
وجود مؤقت، وكأنها بناًءاً على ذلك بدأت تضع الإستراتيجية كيف تعالج هذا الوجود المؤقت على أساس الترحيل التدريجي لنا في الداخل الفلسطيني، ومن هنا لا شك أننا مستهدفون بالترحيل سواء قمنا بدور سياسي أو لم نقم بدور سياسي، وسواء كان ما نقوم به يتلاءم مع مزاج المؤسسة الإسرائيلية أو يصادم مزاج المؤسسة الإسرائيلية ، وهذا يعني أننا في موقف يجب أن نتمسك فيه بإستراتيجية بقائنا ، صمودنا في أرضنا في بيوتنا في مقدساتنا ، مهما كانت التحديات القادمة التي لا أظنّها إلا تحديات صعبة للغاية .
الترحيل.. أخطر المخاطر
– في ظل ازدياد دوركم، هناك مجموعة من المخاطر التي تواجه فلسطينيي الداخل هل لك أن تضعنا على أبرزها؟ وهل الترحيل هو الخطر الوحيد ؟
الترحيل هو أخطر المخاطر ، فلا أتصور أنّ هناك خطراً أشدّ من أن يُرحَّل الإنسان عن أرضه وعن بيته وعن مقدساته الى واقع جديد مجهول غير معروف ، وهذا أقرأه بكل مرارة في الواقع الحالي ، وفي الخطاب الإسرائيلي الرسمي ، بالإضافة الى التأييد الإسرائيلي الشعبي ، وهذا يجعلني أقول إنّ المخاطر الأخرى تبقى مخاطر وتضاعف من المعاناة التي نعيشها ، بمعنى أن مخاطر استمرار مصادرة أرضنا واستمرار مصادرة هدم بيوتنا ، واستمرار التضييق على أهلنا بشكل خاص في النقب ، واستمرار التضييق على أهلنا بشكل خاص في المدن الساحلية هي عبارة عن مقدمات نحو الترحيل ، هي عبارة عن تمهيد نتيجته المرة واضحة جدا ، وهي دفع الإنسان منا أن يشعر بأن الأرض ضاقت عليه بما رحبت ، في النقب أو المدن الساحلية ، ويبدأ بالتفكير بالرحيل ، فنحن الآن أمام مشهد , في تصوري بإيجاز, إذا أردت أن اختصر هذا المشهد ، يمكن أن اقول أن المؤسسة الاسرائيلية بدأت ترتكب حماقات كثيرة ، بدأت تتبنى مشاريع صدامية ضدنا ، تضيّق علينا فيها ، وفي محصلتها هي تطمع من كل هذه المشاريع الصدامية ضدنا أن تصب في خانة الترحيل لنا ، وهو ما باتت تطمع به المؤسسة الإسرائيلية .
– فكرة استهدافك تبدو للكثيرين أمر مؤكدا ماذا ستفعل في سبيل المحافظة على سلامتك الشخصية؟
حقيقة ان استهدافي لم يكن لمرة واحدة ، وإذا فشلت محاولة إغتيالي مرة فهذا لا يعني أن محاولة الإغتيال قد توقفت ، أنا أدرك ذلك ، ولذلك أنا أدرك أنّ هناك قراراً لا يزال في دائرة الموقف الإسرائيلي الرسمي وهو إغتيالي ، وستكون محاولات قادمة ، هذا لا أشك فيه ، وهذا يعني بإذن الله رب العالمين أننا مطالبون بعد التوكل على الله وبعد اليقين بأن الله هو الحافظ أن نتخذ كل تدبير مناسب لدفع هذا الخطر بإذن الله تعالى .
– هل ستشاركون في النشاطات المقبلة لكسر الحصار عن غزة؟ وما هي الخطط التي تقومون عليها؟
طبعاً سنشارك في كل خطوة واضحة ومشروعة من أجل كسر الحصار عن غزة، لأن هذا الموقف لم يكن لمرة واحدة، وما دام هناك حصار فيجب أن تبقى جهود كسر الحصار مستمرة، وهذا مما لا شك فيه ولا جدال عليه، ولعل من أهمّ الخطوات التي تمّ الإتفاق عليها هو تجديد دور لجنة كسر الحصار عن غزة احدى لجان لجنة المتابعة العليا في الداخل الفلسطيني ، وفي تصوري من خلالها سنواصل جهودنا على صعيد محلي، وسنواصل جهودنا المبذولة مع كل الجهات العالمية من أجل كسر الحصار عن غزة ، وهذا يعني أنّ أسطول الحرية رقم 2 القادم لا شك سيكون لنا الدور فيه، كما كان لنا الدور في اسطول الحرية رقم 1 .
– التحريض على العنف والعنصرية على رأس الاتهامات الجديدة التي أعدتها هذه المرة السلطات الإسرائيلية ضدك أضافت إليها دعوته إلى انتفاضة ثالثة للدفاع عن القدس.. كيف تقرا هذه الاتهامات، والملاحقات المتواصلة؟
أنا أنظر الى هذه الإتهامات بأنها اتهامات تافهة ، واتهامات مصطنعة ، واتهامات مفرغة من أي محتوى ، وما هي إلاّ فخاخ معدة سلفاً من قبل المؤسسة الإسرائيلية لمحاولة الزجّ بي في السجن أطول مدة زمنية ممكنة ، ومواصلة سجني ومحاكمتي في نفس الوقت ، ولذلك انظر الى كل هذه الاتهامات بعين الإزدراء ، وانا ماضٍ في طريقي والله سبحانه وتعالى هو الحافظ .
حصار معاكس
– ما أبرز الإسقاطات او النتائج التي تقرأونها مما جرى معكم في أسطول الحرية؟
هناك إسقاطات على أكثر من جهة، ودعني أقول على صعيد الدور الإسرائيلي فإنّ ما كان في اسطول الحرية رقم 1 أبرز للعالم حقيقة هذه القرصنة التي قامت بها المؤسسة الإسرائيلية، والتي جعلتها مدانة بكل لغات العالم والتي جعلتها مدانة بأنها ارتكبت جريمة حرب دولية، ولذلك هذا الأمر لا شك جعل من المؤسسة الإسرائيلية محاصرة في نفس الوقت الذي تصر فيه على محاصرة قطاع غزة من طرفها، فإن كان قطاع غزة محاصراً من قبل الإحتلال الإسرائيلي فهناك حصار عالمي بدأ يزداد ويضيق على المؤسسة الإسرائيلية، ولذلك أتوقع أن الخطوات التي نقرأ عنها أو نسمع عنها في العالم، وهي السعي لإقامة لجنة تحقيق دولية أو السعي لتقديم المؤسسة الإسرائيلية الى المحاكمة ففي تصوري أن مثل هذا الأمر لا شك سيكون له الإسقاطات الإيجابية على مستقبل قطاع غزة، وسيعجل بقطع الحصار عن قطاع غزة، وسيعجل بزوال الإحتلال الإسرائيلي وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
– يقال أن تجربة أسطول الحرية حررت الجماهير العربية وربطتها بمرجعيات سياسية تدافع عن القضية الفلسطينية في الضفة والقطاع والقدس.. هل سيتم البناء على ذلك؟
أنا أوافق على هذا الإستنتاج الهام جداً ، وأؤكد أن أسطول الحرية كان من نتائجه الفورية إيقاظ الدور الإسلامي العربي الشعبي والمؤسساتي بقوة ، وهذا بات واضحا جدا ً ، وهذا بدأ يترجم على صورة الحراك الشعبي الذي بدأ يشهده العالم الإسلامي العربي، لا بل الحراك العالمي في كل أنحاء الدنيا واستعدادات ارسال سفن كسر حصار الى قطاع غزة ، بأرقام بدأت تصل الى مئات السفن ، وبأعداد بدأت تصل الى عشرات الآلاف، وفي ذلك الخير ، وفي ذلك تأكيد أن القضية الفلسطينية باتت محل إجماع عالمي باتجاه الانتصار لهذه القضية ، وعدم شطبها من إهتمامات الشعوب الإسلامية والعربية والعالمية قاطبةً ، ولا شك أن اسطول الحرية ساعد على هذا الحراك ، أبعد من ذلك في تصوري أن أسطول الحرية كان له الأثر الأساس على رفع معنويات الناس في قطاع غزة المحاصر ، وجدد لهم الثقة بأن هناك من يهتم بهم ، ومن يستعدّ أن يضحي من أجلهم ، وهذا أمر مهمّ جداً .
قناعتي لا أكره عليها أحد
– أنت من مؤسسي الحركة الإسلامية الأوائل داخل إسرائيل بداية السبعينيات، وأحد رموزها إلى حين انشقاقها نهاية التسعينيات نتيجة لقرار بعض قادتها خوض انتخابات الكنيست عام 1996، ومقاطعة آخرين كيف ترى أثر ذلك القرار على الحركة الاسلامية ذاتها وعلى ادائها ودورها؟
انا لا زلت ممن يؤمنون بأن قرار خوض إنتخابات الكنيست بغض النظر ممن صدر، سواء صدر من بعض الاتجاهات الإسلامية أو غير الإسلامية ، انا اعتبره ليس في الإتجاه الصحيح ، واعتبر أن تجربة خوض انتخابات الكنيست تؤكد ما أقول اذا أحسنّا دراستها منذ دخول اول عضو كنيست عربي فلسطيني الى الكنيست حتى الآن ، وهذا ليس سراً ، هذه قناعتي التي لا أكره عليها أحداً ، ولكن أيضاً أرفض أن يكرهني أحد على أي قناعة أخرى ، ومن هنا أنا أقول لقد بات من المؤكد أنّ جهدنا يجب أن ينصبّ في اتجاه إعادة بناء لجنة المتابعة العليا في الداخل الفلسطيني ، على اساس انتخابها إنتخابات مباشرة من قبل كل جماهيرنا في الداخل الفلسطيني عام 1948م ، ثم مواصلة بناء لجانها وبناء مهماتها وعلاقاتها المحلية والدولية ، وتحت هذا السقف بهذه الكيفية أطمع أن نواصل أداء دورنا كحركات سياسية مختلفة في الداخل الفلسطيني .
– هل لك أن تطلعنا على تطور القيادة السياسية الإسلامية بالداخل منذ بداية السبعينيات مرورا بنضوج هذه التجربة في العام 1967 وحتى الآن؟ يعني ما هي أبرز المراحل التي مرت فيها القيادة؟
نحن نستطيع أن نقول كالتالي ، إنّ القيادة الإسلامية بدأت خطواتها الأولى ذات دور في داخل المساجد ثم انتقلت الى مرحلة الدور الذي يجمع بين المسجد وبين الخطاب العام لشعبنا الفلسطيني في البعد الدعوي والبعد الديني التربوي ، ثم انتقلت بعد ذلك الى التمسك بذاك الدور وإضافة إلى حمل هموم الناس الفلسطينيين في الداخل، كل هموم الناس سواء كان هم الأرض أو همّ لقمة العيش ، أو همّ المقدسات ، أو همّ الحياة الإجتماعية ، ثم بعد ذلك أضافت الحركة الإسلامية خطوة التواصل مع شعبنا الفلسطيني في أماكن تواجده في الضفة الغربية وفي قطاع غزة وفي القدس المحتلة ، وبناءً على ذلك كان لها دورها الإغاثي والذي لم يزل حتى الآن وهو دور كبير جداً ، وبناء على ذلك برز دور الحركة الإسلامية وقياداتها في قضية القدس والمسجد الأقصى المحتلّين ، وبدأ دورها يكبر من الصعيد المحلي الى الصعيد الفلسطيني العام ، ثم الى الصعيد العالمي تحديداً في قضية القدس والمسجد الأقصى المحتلّين ، وهذا ما فتح لها الأبواب فيما بعد أن يكون لها التواصل العالمي في كل هذه القضايا التي تزداد اهتمامات الحركة الإسلامية فيها ، لأن دورها بدأ يتسع في مداه العالمي ، ومن هنا بدأنا نلاحظ أن الحركة الإسلامية بدأت تواصل دورها بالقدس الى جانب ذلك دورها في المسجد الاقصى ، الى جانب ذلك دورها في ملف حق العودة الى جانب ذلك دورها في كسر الحصار عن قطاع غزة . الى جانب ذلك دورها في التواصل مع العمق العربي والعمق الإسلامي ، وكذلك دورها في التواصل مع الحاضر الإنساني بشكل عام ، وطرح الموقف الفلسطيني العادل الحق على كل أهل الأرض ومحاولة الكشف عن زيف الإدعاء والخطاب الصهيوني ، وفي تصوري الحركة الاسلامية تسير في هذا الاتجاه سيراً ثقيلاً جداً ، ويحتاج الى صبر ، ويحتاج الى تضحيات ، وآمل أن تبقى الحركة الإسلامية في هذا الإتجاه القويم السليم وآمل أن تقوم بهذا الدور على قاعدة الحفاظ على توازنات واضحة ، بمعنى أن تحافظ على التوازن بين دورها المحلي ودورها الفلسطيني ودورها العالمي ودورها كحركة إسلامية ودورها كجزء من لجنة المتابعة العليا ، أن تحافظ على كل هذه التوازنات المهمة جداً.
يجب التصدي لمخططات الاحتلال استهداف الاوقاف الاسلامية والمسيحية
– كيف تصف تحرك المسيحيين بالقدس من هم الذين تعتبرونهم معكم وجزء من النضال في ظل مثلا وجود جهات مسيحية مثل الكنيسية الأرثودكسية تبيع الأملاك لليهود.. ماذا تقولون وكيف تتصرفون عندما نعلم مثلا أن هناك مفاوضات بين رجال أعمال يهود لتجديد استئجار الأراضي المسيحية التي تتبع الكنيسة اليونانية؟
لا شك أنّ الإحتلال الإسرائيلي يحاول أن يحدث اختراقات في الموقف المطلوب لنصرة القدس ومقدساتها وفي مقدمتها المسجد الأقصى، ولا شك أنه يحاول أن يحدث هذه الإختراقات بهدف أن تمتد يده لمصادرة أراضي وقفية ، أو لمصادرة أوقاف مسيحية، لا بل يطمع أن يصل الى أوقاف إسلامية ، وهذا واضح جداً لنا جميعا ، وهذا ما يجعلنا ندرك أننا مطالبون أكثر وأكثر بضرورة الحفاظ على كل الجهود من قبل الاهل الفلسطينيين المسلمين والاهل الفلسطينيين المسيحيين كيما تكون جهوداً واحدة وواضحة تتصدى لكل مخططات الإحتلال الإسرائيلي وتعمل على الحفاظ على كل الأوقاف والأماكن المقدسة إسلامية كانت أو مسيحية.
كل الاحترام للشيخ رائد صلاح
شيخ الأقصى يا (قمر الداخل )
الله الله الله
يا الله يا الله يا الله
الله الله الله
ناديتُ وقلبي منكسراُ
يا رب العزةِ خذ بيدي
يا حي ويا قيوم…
ومن ينجي المهمومَ من الشددِ
الله الله
خذني بالعفو وعافيةً
وجميل السترِ الى الابدِ
يسر امري يا مقتدرُ
واجبر كسري
واذل شددي
الله الله
ضاقت بي الارض بما رحبت
فسواك غياثي لم اجدِ
طهر يا ربي بواطننا
وظواهرنا من كلِ ردي
الله الله
هون سكرات الموتِ اذا
اخرجتَ الروحَ من الجسدِ
يا مالك يوم الدين ويا
من عز وجل عن الولدِ
الله الله
كن لي غوثاً من كلِ بلا
من كرب الحالِ وهول غدِ
واصرف عني ما يفتنني..
الهمني اسباب الرشدِ
الله الله
صدقت يا شيخ الأقصى يا (قمر الداخل )
(1)موقف فلسطيني عربي مشلول _المفاوضات المباشرة على الأبواب .
(2)نهج احتلالي مسعور_فالمحكمة العليا الاسرائيلية سمحت لنشطاء اليمين المتطرف التظاهر في أم الفحم مدينة الإباء .
الله يحماك يا شيخ !