هوس التخزين القهري
تاريخ النشر: 09/09/11 | 2:18أكداس من الجرائد مكومة في صالة المنزل، أو عشرات من القطط التي تعيش في أوضاع مزرية داخل أحد المنازل، أو أكوام من مختلف الأشياء تشوه المنظر في الحديقة .. كلها علامات لمشكلة “التخزين القهري”.
تفترض الأبحاث أن هذه المشكلة قد تكون أكثر انتشارا، فقد تظهر أعراض التخزين على المصابين بالتوحد، الشيزوفرينيا (انفصام الشخصية)، العته، أو التخلف العقلي، إضافة إلى ظهورها لدى الأشخاص الأصحاء.
وإضافة إلى ذلك، فإن أنواع العلاج التي تستخدم بشكل فعال في اضطرابات الوسواس القهري – مثل: مثبطات استرداد أو استرجاع السيروتونين الانتقائية أ و العلاج السلوكي المعرفي (الإدراكي) لاتساعد المصابين بالتخزين القهري في الغالب.
أعراض سلوكية
ويصفت الابحاث ثلاثة من الملامح الأساسية للتخزين القهري: تراكم أعداد كبيرة من المقتنيات، التي تبدو للآخرين غير ذات فائدة، وتكديس الأشياء في مواقع العيش بشكل يصعب استعمال تلك المواقع، والاضطراب الملموس الناجم عن السلوك التخزيني.
وتشير الابحاث إلى أن سلوك التخزين يظهر في العادة في عمر 12 أو 13 سنة، ثم يزداد سوءا مع العمر، إلا أن المشكلة لا تظهر للمريض إلا عندما يكون الإنسان كبيرا في السن، عندما يعاني من مشكلات صحية ويتعرض للسقوط، ولحوادث الحرائق أو للشكاوى من الجيران، وحينها يتم اكتشاف أمره من قبل المختصين.
وفي أحيان قليلة يبدأ التخزين القهري بعد التعرض إلى أضرار في الدماغ أو إلى أضرار عصبية في منطقة لحاء المخ التي تشرف على عمليات اتخاذ القرارات.
وعادة ما تكون هذه المشكلة شائعة بين أفراد العائلة الواحدة. إذ إن نحو 85 في المائة من المصابين بالتخزين القهري أفادوا بأن واحدا من أقاربهم من الدرجة الأولى مصاب به: الآباء أو الأطفال أو الإخوة.
ان العلاج السلوكي المعرفي حيث وجدت الدراسات أن الأشخاص المصابين بالتخزين القهري هم في الغالب أقل استجابة للعلاج السلوكي المعرفي مقارنة بغير المصابين به، وأنهم ينهون هذا العلاج في وقت أبكر على الأكثر.
فمثلا وجدت دراسة أن 31 في المائة من المصابين بالتخزين القهري استجابوا للعلاج، مقارنة بما بين 46 إلى 76 في المائة من المصابين باضطراب الوسواس القهري الذين لم يعانوا من التخزين القهري.
وقد حاول بعض الخبراء وضع نماذج للعلاج السلوكي المعرفي خاصة، ويكون أكثر فاعلية للمصابين بالتخزين القهري، إلا أن المشكلة تكمن في صعوبة إقناع المعانين من التخزين القهري لكي يتجهوا إلى العلاج.
لذا يُنصح أفراد العائلة والأصدقاء والأطباء القلقين على شخص يعاني من التخزين القهري مراقبة الحالة الصحية العامة له ومساعدته، وإن حدث وظهرت تطورات لمشاكل تهدد الحياة، فإن عليهم طلب المساعدة أو الإسعاف.