طيب المذاق .. من ثمرات الأوراق ..!

تاريخ النشر: 04/09/11 | 23:41

حينما تتزاحم الأقكار فى رأسى .. وأشعر بالإحباط واليأس فى نفسى ..تعودت أن أستعيدها فيما أجد فيه أ ُنسى ..ومع كتب من التراث كـُتبت بالأمس ..

إستطاع إبن حجة أن يشق رمسى ..ومع طيب مذاق ثمراته .. هدأ بأسى .. واليكم حكايا قصصي:

عاشق الورد ..

قيل إنه رفع إلى المأمون أن حائكا يعمل السنة كلها .. لا يتعطل في عيد ولا جمعة .. فإذا ظهر الورد .. طوى عمله وغرد بصوت عال:

طاب الزمان وجاء الورد فاصطحبوا . . . ما دام للورد أزهار وأنوار . فإذا شرب مع ندمائه على الورد غنى : إشرب على الورد من حمراء صافية . . . شهرا وعشرا وخمسا بعدها عدد . ولا يزالون في صبوح وغبوق ما بقيت وردة .. فإذا انقضى الورد عاد إلى عمله وغرد بصوت عال:

فإن يبقني ربي إلى الرود أصطبح .. وإن مت والهفي على الورد والخمر

سألت إله العرش جل جلاله ……… يواصل قلبي في غبوق إلى الحشر

فقال المأمون: لقد نظر هذا الرجل إلى الورد بعين جليلة ..!! فينبغي أن نعينه على هذه المروءة ..! فأمر أن يدفع له في كل سنة عشر آلاف درهم في زمن الورد .

***

ذكاء ابن جميع ..

كان ابن جميع الاسرائيلي ( يقصد يهودى ) من الأطباء المشهورين .. والعلماء المذكورين .. خدم سلطان مصر صلاح الدين يوسف بن أيوب .. وحظي في أيامه .. وكان رفيع المنزلة نافذ الأمر.

ومما نقل عنه في حذقه .. أنه كان جالسا في دكان .. وقد مرت عليه جنازة .. فلما نظر إليها صاح: يا أهل الميت .. إن صاحبك لم يمت ..؟ ولا يحل أن تدفنوه حيا ..؟ فقال بعضهم لبعض: هذا الذي يقوله لا يضرنا .. ويتعين أن نمتحنه .. فإن كان حيا فهو المراد .. وإن لم يكن حيا .. فما يتغير علينا شيء ..!!

فاستدعوه إليهم وقالوا: بين لنا ما قلت ..؟ فأمرهم بالعودة إلى البيت .. وأن ينزعوا أكفانه ..!! فلما فرغوا من ذلك .. أدخله الحمام .. وسكب عليه الماء الحار .. وأحمى بدنه .. فظهر فيه أدنى حسن .. وتحرك حركة خفيفة ..!! فقال: أبشروا بعافيته .. ثم تمم علاجه .. إلى أن أفاق وصحا .. فكان ذلك مبدأ اشتهاره بشدة الحذق والعلم ..

ثم إنه سئل بعد ذلك.. ومن أين علمت أن في ذلك الميت بقية روح وهو في الأكفان محمول ..!؟ فقال: نظرت إلى قدميه .. فوجدتهما قائمتين .. وأقدام الموتى منبسطة .. فحدست أنه حي .. وكان حدسي صائبا ..!!

***

الشعراء يتبعهم الغاوون ..

نظر طفيلي إلى قوم ذاهبين .. فلم يشك أنهم في دعوة ذاهبون إلى وليمة ..! فقام وتبعهم .. فإذا هم شعراء قد قصدوا السلطان بمدائح لهم ..!! فلما أنشد كل واحد شعره .. وأخذ جائزته .. لم يبق إلا الطفيلي وهو جالس ساكت ..!! فقال له:

أنشد شعرك ..! فقال: لست بشاعر ..!

قيل: فمن أنت ..؟

قال: من الغاوين الذين قال الله تعالى في حقهم: ” والشعراء يتبعهم الغاوون ” فضحك السلطان .. وأمر له بجائزة الشعراء ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة