ناسا تكتشف كمية كبيرة من الماء على كوكب نجمي
تاريخ النشر: 16/06/18 | 9:52تماما مثلما يبحث المخبرين في الشرطة عن البصمات في ساحة الجريمة لاكتشاف من ارتكب الجريمة والتعرف عليه، فأن علماء الفلك يبحثون أيضا عن بصمات او علامات على وجود الماء على الكواكب السيارة النجمية Exoplanets أي التي تدور حول النجوم الأخرى في المجرة، وهذا ما حدث فعلا، حيث اكتشف علماء ناسا كوكب بحجم كوكب زحل يبعد عن الأرض 7exo2018030100 سنة ضوئية، وتوجد على سطحه كمية كبيرة من الماء تقدر بحوالي ثلاثة أضعاف تلك الموجودة على كوكب زحل ثاني أكبر الكواكب السيارة حجما في المجموعة الشمسية بعد كوكب المشتري.
الباحثة في معهد علوم تلسكوب الفضاء في بالتيمور هانا واكيفورد Hannah Wakeford قالت: إن علماء الفلك بحاجة إلى دراسة الكواكب النجمية من اجل فهم مجموعتنا الشمسية، لكن الكواكب الخارجية تكشف لنا أن تشكيل الكوكب أكثر تعقيدا مما كنا نظن. تمكنت واكيفورد وفريقها العلمي من تحليل المكونات الجوية لهذا الكوكب خارج المجموعة الشمسية، والذي يشبه في الكتلة كوكب زحل ولكن يختلف اختلافا عميقا في العديد من المظاهر الأخرى، ومن خلال تحليل النجوم ودراسة الغلاف الجوي للكوكب في الألوان الطيفية المكونة لها، وجد الفريق أدلة واضحة على وجود الماء، بعد أن تم الكشف عن وجود بخار الماء في الغلاف الجوي.
ويضيف الباحث المشارك ديفيد سينغ من جامعة اكستر “يمكن أن تظهر مواد مختلفة في الكوكب النجمي WASP-39b مختلفة كثيرا عن المواد الموجودة في المجموعة nasa-hubble-telescope1الشمسية، ونأمل أن هذا التنوع الذي نراه في الكواكب الخارجية النجمية سيعطينا أدلة في معرفة كل الطرق المختلفة التي يمكن أن تعمل على نشوء الكواكب وتطورها”. يقع الكوكب النجمي “WASP-39b في كوكبة العذراء، وهو نجم هادئ مثل الشمس ويدور حول نجمه الأم مرة واحدة كل أربعة أيام، ويبعد الكوكب عن نجمه الأم على مسافة أصغر من المسافة بين الأرض والشمس بحوالي 20 مرة، كما أنه يظهر دائما نفس النصف من الكوكب للنجم.
وتبلغ درجة الحرارة في النصف المواجه للنجم حوالي 776.7 درجة مئوية أي أنها ملتهبة جدا، وتعمل الرياح القوية على نقل الحرارة حول الكوكب ما يجعل الليل ساخن جدا، وذلك على الرغم من أنه يسمى زحل ساخن، ومن المعروف أنه ليس للكوكب WASP-39b حلقات، لكن بدلا من ذلك لدى الكوكب جو منتفخ الذي هو خال من الغيوم على ارتفاعات عالية، مما يسمح للباحثة واكيفورد وفريقها بدراسة أعماقه.
يأمل الباحثون استخدام تلسكوب الفضاء الأمريكي (جيمس ويب) المقرر إطلاقه في 2019 للحصول على الطيف الأكثر اكتمالا من كوكب يقع خارج المجموعة الشمسية، حيث يتوقع أن يكون تلسكوب جيمس ويب قادر على تقديم معلومات عن الغلاف الجوي للكواكب النجمية، الذي يمتص الضوء في الأطوال الموجية في الأشعة تحت الحمراء وهي أشعة أطول من الموجودة في تلسكوب الفضاء هابل، لفهم كمية الكربون والأكسجين في الغلاف الجوي، ويمكن العلماء من معرفة المزيد عن أين وكيف تشكلت وتطورت هذه الكواكب.