"كتاب في جريدة"
تاريخ النشر: 02/09/11 | 9:05في العام 1998 جرت في مقر اليونسكو بباريس لقاءات ثقافية وحوارية بغية تشجيع القراءة في العالم العربي، وخلق وعي حضاري شامل للقضاء على فيروس الابتعاد عن القراءة ، ومجابهة خطر هذه الظاهرة المتفاقمة والمتفشية في مجتمعاتنا العربية.
وفي ختام هذه اللقاءات تقرر اطلاق مشروع ثقافي وحضاري كبير لتحقيق هذه الغاية اطلق عليه “كتاب في جريدة”. ومن بين الصحف العربية السيارة ، التي ساهمت بهذا المشروع الحيوي الهام، واخراج الكتاب كل شهر بالشكل والمضمون ذاته :”الاتحاد”الحيفاوية الفلسطينية العريقة ، و”الاتحاد”الظبيانية ،و”الاهرام”المصرية،و”تشرين”السورية،و”النهار”اللبنانية، و”الايام”الفلسطينية ،و”الرياض” السعودية ،و”الرأي العام”الكويتية، و”الراية”القطرية ،و”الشمس” الليبية ، و”الشعب”الموريتانية ،وغيرها.
وكانت اليونسكو ابتدأت هذا المشروع باللغتين الاسبانية والبرتغالية ، وحين رأت ان هذا المشروع مفيد وناجع، وان الناس يقرأون الكتاب المنشور في الجريدة ، عملت على تعميمه في العالم العربي باللغة العربية ، واوكلت مهمة الاشراف على المشروع للشاعر شوقي عبد الامير ، الذي قال في حينه:” ان هذا الحدث هو المظاهرة الوحيدة ، التي تتجلى فيها وحدة العرب في عصرنا. والاهم ان هؤلاء القراء ليسوا عاديين . فالقراء التقليديون هم نخبة من المتعلمين والمثقفين القادرين الذين يبحثون عن الكتاب لاقتنائه ويوفرون المال لتمويل الصفقة ويقرأون . لكن “كتاب في جريدة” جاء ليجعل القراءة جماهيرية لا يقتصر على النخبة “.
وبفضل هذا المشروع الريادي تعرف الناس على اعمال العديد من الكتاب والمبدعين العرب، امثال: “طه حسين وبدر شاكر السياب والطيب صالح وامل دنقل والكاتب اليمني مطيع دماش صاحب رواية “الرهينة” ، كما تعرفوا على نساء رائدات في مجال الكتابة والابداع .
ورغم نجاح المشروع والتأييد الذي لاقاه الا انه للاسف توقف ولم يتواصل لاسباب مختلفة ومتعددة.
واليوم كم نحن بحاجة الى هذا المشروع القرائي وتطويره وتوسيعه ، بعد ان انحسرت فيه عادة القراءة وتراجعت نتيجة العولمة والوسائل التكنولوجية الحديثة وغزو الانترنت والفضائيات وثقافة الاستهلاك .
لقد كنا نحن العرب ذات يوم من اهل الكتاب وامة الكتاب ، وكان لنا اسهام عظيم وحقيقي في الحضارة الانسانية والنهضة الثقافية الحديثة ، لكنننا اصبحنا من ابعد الشعوب عن الكتاب والثقافة.
ان الاجيال الشبابية الجديدة بحاجة الى العلم والفكر والوعي والثقافة والنور لاجل التخلص من رواسب الماضي ومحاربة الامية والتخلف والانغلاق ، ولا سبيل لذلك سوى القراءة والاغتراف من ينابيع المعرفة والتراث العربي والانساني الشامل.
بقلم شاكر فريد حسن
مجتمعنا بحاجة الى نهضة ثقافية عامة للتخلص من التخلف ..علينا ان نجعل القراءة العامة
جزء من برنامجنا اليومي اسوة بباقي الشعوب المتطورة..
احني هامتي على هذا الطرح رغم انتهاء تاريخه….غير ان ِقدم الذهب لا يُقلل من قيمته, وفي اعتقادي ان هذا الطرح يمكن له ان يولد من جديد اذا ما تقاطبت الطاقات المعطلة من الشباب المتعطشين لنشر اعمالهم, والشياب المتقاعدين بعد فقدهم الإطارات الإدارية في نشر خبراتهم التي تندثر هباء منثورا