شعائر خطبة عيد الفطر المبارك من كفرقرع

تاريخ النشر: 01/09/11 | 11:32

بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة، أقيمت شعائر صلاة وخطبة عيد الفطر المبارك، من مسجد عُمر بن الخطاب في كفرقرع الموافق 1 من شوال 1432هـ، حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك  ‘‘ربانيون لا رمضانيون‘‘ ووداع رمضان.  هذا وأم في جموع المصلين، فضيلة الشيخ صابر زرعيني “أبو الحسن”، إمام مسجد عمر بن الخطاب.

ومما جاء في خطبة الشيخ لهذا اليوم المبارك:” الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله اكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر .

الحمد لله رب العالمين الحمد لله حمدا لا نفاد له حمدا يفوت مدى الإحصاء والعدد ملء السموات والأرضين مذ خلقت ووزنهن وضعف الضعف في العدد وضعف ما كان وما قد يكون إلى يوم القيامة حتى منتهى الأب يا رب إنك ذو عفو ومغفرة فنجنا من عذاب الموقف النكد واجعل إلى جنة الفردوس موئلنا مع النبيين والأبرار في الخلد..”.

سُبحان ربك رب العز من ملك من اهتدي بهدى رب العالمين هُدِي..”.

الحمد لله كثيرا، والله أكبر كبيرا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، جلت نعمُه عن الإحصاء، وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله، وخيرتُه من خلقه، وأمينُه علي وحيه. بلَّغ الرسالة، وأدَّى الأمانة، ولم يَدَعْ بابَ خير إلا دلَّ الخلقَ عليه، ولم يَدَعْ بابَ فتنةٍ أو شرٍّ إلا حذَّر الناس منه، فنسأل اللهَ العظيمَ أن يجزيَه عنا خيرَ الجزاء، وأتمَّه وأوفاه وأطيبَه وأزكاه، وأن يحشرنا في زمرته، وأن يجعلنا يوم القيامة من أهل شفاعته، وأن يفرِّحنا بدخول الجنة معه، فإنه صلى الله عليه وسلم هو القائل: «آتِي بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَسْتَفْتِحُ فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فَيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ لاَ أَفْتَحُ لأَحَدٍ قَبْلَكَ».

نسأل الله أن نكون في تلك الساعة خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن نُدْعَى به في تلك الساعة يوم يُدْعَى كلُّ أناس بإمامهم. صلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن دعا بدعوته وإستن بسنته إلى يوم الدين.

وأردف الشيخ قائلاً:” أما بعد، فيا أيها الإخوة الكرماء، هذا يوم الجائزة، هذا يوم العيد الذي جعله الله تبارك وتعالى فرحةً للمسلمين بعد أن أتم عليهم نعمة الصيام وأكملوا عدة رمضان وقد قال ربنا تبارك وتعالى: ((يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)).

فالحمد لله الذي أتم علينا النعمة وأكمل لنا العدة، فصمنا رمضان، فنسأل الله العلي القدير أن يكتبنا به في الصالحين.

وداعا رمضان: رمضان ولى ورحل إلى ربه تبارك وتعالى يشهد للمجتهدين ويشهد على المقصرين. طوى رمضان صفحاته وانقلب إلى رب العزة تبارك وتعالى شاهداً للخلق أو شاهداً عليهم، وبقيت في نفوس المؤمنين لوعة على فراق الشهر المبارك، لوعة على فراق الليالي العظيمة التي يتجلي فيها الرحمن الرحيم على خلقه.

رمضانُ ولَّي والدمعُ في الآماق :نسألُ اللهَ العظيمَ أن يكون هذا الشهرُ شاهداً لنا، وأن يرويَنا الله بصيامه يوم العطش، ففي الحديث عن عبد الرحمن بن سمرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «إني رأيت البارحة عجبا، رأيت رجلاً من أمتي قد احتوشته ملائكةٌ فجاءه وضوؤه فاستنقذه من ذلك، ورأيت رجلاً من أمتي قد سلط عليه عذاب القبر فجاءته صلاته فاستنقذته من ذلك، ورأيت رجلا من أمتي قد احتوشته الشياطين فجاءه ذكر الله فخلصه منهم، ورأيت رجلا من أمتي يلهث من العطش فجاءه صيام رمضان فسقاه».

نسأل الله أن يسقينا بصيام رمضان وأن يروينا في هذه الساعة الطيبة الكريمة في ذلك اليوم الشديد.

وتابع الشيخ قائلاً:” الدرس الأول: هكذا تطوى الأعمار: نعم أيها الإخوة، هكذا تُطْوَى الأعمار، وهكذا تفنى الدهور يوما بعد يوم، ثم يرى الإنسان نفسه قد أقبل على ربه، ويري الحياة بطولها ليست إلا ساعة من نهار كما قال الله عز وجل: ((يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ))، ((كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا)). حين يسأل الله المقصرين اللاهين يوم القيامة فيقول: ((كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ)). تكون الإجابة ((لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ العَادِّينَ. قَالَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً لَّوْ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)).

هذا شهر منذ أيام مرت كلحظات كنا نستقبله ويدعو بعضنا بعضا للاجتهاد فيه، وها نحن نودِّعه وها هو يفارقنا إلى الله رب العالمين، وهكذا الأعمار، ولذلك فالعاقل يتعلم من رمضان أن يمسك عن الشهوات حتى يفطر على الملذات عند الله تبارك وتعالى، يوم يفرح بصيامه وقيامه وطاعاته.

وأضاف الشيخ:” الدرس الثاني: كن ربانيا لا رمضانيا:

أما الدرس الثاني الذي يعلمنا إياه رمضان: فهو أن نكون عبادا ربانيين، لا عبادا رمضانيين. نعبد الرحمن، ولا نعبد رمضان. فإن بعض الناس إذا انتهي رمضان كأنما فك من عقال، وكأنما خرج من سجن، فيبدأ يمارس حياته بصورة لاهية عابثة، لا يطيع فيها مولاه، ولا يعرف الحلال من الحرام..”.

أقول: رمضان ولى وقد ترك فينا خوفنا من الله رب العالمين. رمضان ولى وقد تدربنا فيه على الصيام وحبس النفس عن الشهوات. رمضان ولى وقد تعلمنا أن نقوم فيه بالليل لله. رمضان ولى وقد تعلمنا أن نحسن الكلام وأن نقول للناس حسنا. رمضان ولى وقد عودنا الأخلاق الكريمة واليد السخية.

فالعبد المسلم الحقيقي يكون عبدا ربانيا لا عبدا رمضانيا؛ لأن رب رمضان هو رب الشهور كلها، والعاقل يعتبر رمضان مرحلة تدريبية يخرج منها قادار على مواجهة الحياة والشهوات والمفاسد ليعش حياته مرضيا لله رب العالمين. هذا هو الدرس الثاني الذي يجب أن نخرج به من رمضان.

الدرس الثالث: التسامح والتصافي:

أما الدرس الثالث الذي يجب أن نخرج به من رمضان: فهو أننا في رمضان تعلمنا عِفَّةَ اللسان وصلةَ الأرحام، وحُقَّ أن نحتفل برحمة الله لنا ونفرح بفضل الله علينا: ((قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)). نفرح أن وفقنا الله لقيام الشهر وصيامه. إذا كان الأمر كذلك فإن من واجبنا أن تتسع صدورنا وتنفسح قلوبنا، فيصفح بعضنا عن بعض ويسامح بعضنا بعضا، فتوصل الأرحام المقطوعة، وتتقارب القلوب المتباعدة، وتذهب الشحناء من النفوس إلى غير رجعة.

هذا العيد لا يكون عيدا إلا حينما تتلاقي النفوس وتتقارب القلوب.لا يكون عيدا ولي قريب أقاطعه. لا يكون عيدا ولي رحم لا أصلها.لا يكون عيدا ولي جار بيني وبينه شحناء. لا يكون عيدا وصدري ممتلئ بالغل لأحد من المسلمين.

إنما يكون العيد الحقيقي بسلامة الصدر من الغل والشحناء.

وما خرجنا من رمضان إلا وقد سلمت صدورنا وشُفيت من الأحقاد والأضغان، فيجب أن نتمثل صفة أهل الجنة لنكون من أهلها في الآخرة. فأهل الجنة يقول الله عنهم: ((وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ)).

وتابع الشيخ حديثه بالقول:” ما أجدرنا اليوم أن نقرأ قول الله ((خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ)). رَوَى سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؛ حِينَ نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ مَا هَذَا؟ قَالَ: لَا أَدْرِي حَتَّى أَسْأَلَ الْعَالِمَ. ثُمَّ عَادَ جِبْرِيلُ، وَقَالَ: ((يَا مُحَمَّدُ إنَّ رَبَّك يَأْمُرُك أَنْ تَصِلَ مَنْ قَطَعَك، وَتُعْطِيَ مَنْ حَرَمَكَ، وَتَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَك؛ فتأدَّبَ صلى الله عليه وسلم بهذا؛ فأثنى الله عليه وقال: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)).

وعن قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه، قال: لما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حمزة بن عبد المطلب قال: «والله لأقتلن بك سبعين منهم»، فجاءه جبريل بهذه الآية، فقال: ((خُذِ العَفْوَ)) الآية، قال: «يا جبريل ما هذا؟»، قال: لا أدري، ثم عاد، فقال: «ما هذا؟» قال: لا أدري، ثم عاد، فقال: «إن الله أمرك أن تعفو عن من ظلمك، وتصل من قطعك، وتعطي من حرمك».

وَرَوَى ابن السني والطبراني عَنْ أنس رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ كَأَبِي ضَمْضَمٍ؟» قَالُوا: مَنْ أَبُو ضَمْضَمٍ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قال: «كَانَ إذَا أَصْبَحَ قَالَ: اللهُمَّ إنِّي قَدْ وَهَبْتُ نَفْسِي وَعِرْضِي لَكَ. فَلَا يَشْتُمُ مَنْ شَتَمَهُ، وَلَا يَظْلِمُ مَنْ ظَلَمَهُ، وَلَا يَضْرِبُ مَنْ ضَرَبَهُ».

نحن في هذا اليوم أيها الأخوة والأخوات جدير بنا أن نمد أيدينا بالمصافحة، وألسنتنا بالكلام الطيب، وقلوبنا بغسلها من الأضغان والأحقاد والشحناء والبغضاء. فيجب اليوم أن تتواصل أرحامنا وتتقارب قلوبنا. هذا هو جوهرالعيد في الإسلام.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

ومما جاء في خطبة الشيخ الثانية:

قال الشيخ:” الدرس الرابع تأكيد وحدة الأمة: أما الدرس الأخير: فهو أن هذا الأمة الكريمة التي تملأ الأرض شرقا وغربا وتمتد على أطراف المعمورة يجب ألا ينسى بعضها بعضا، فلئن كنا نفرح الآن بالعيد ونعيش مع أولادنا وبناتنا، وفي أجواء أسرنا؛ فلا ينبغي أن ننسى أن لنا إخوانا أصابهم الدهر بكلكله، وتتابعت عليهم المحن والفتن، ما بين أب مبعد عن أبنائه، وأب فُرّق بينه وبين أبنائه، وأم ذهبوا بأولادها بعيدا عنها، وأسرة قتل بعض أفرادها شهيدا، وأسر عاشت حالة من الضيق والتضييق في أنحاء عالمنا الإسلامي. نحن معاشر المسلمين يجب ألا ننسى هؤلاء المساكين في هذا اليوم. نسأل الله أن يفرحهم كما فرحنا. وأن يفرج ضيقهم كما فرج عنا. وأن ييسر عسير أمورهم كما يسر لنا. اذكروا ما أنتم فيه من نعمة وسلوا الله أن يرزق إخوانكم وأخواتكم في أنحاء الدنيا هذه النعمة.

كما وتحدث الشيخ عن أوضاع الأمة الإسلامية وما تتعرض له هذه الشعوب من قهر وإجرام الظالمن من الحكام وأعوانهم من الظلمة:” عندما تُقَبِّل أولادك وتضمهم إلى صدرك لا تنسَ أن تدعو الله لكل مسلم باعدت الأيام بينه وبين أبنائه، أن يعيد الله عليهم العيد وقد ضم أسرته إلى صدره وضم أولاده إلى صدره. لا تنسَ أن تدعو الله بأن يفرج الضيق عنهم؛ في سوريا واليمن وليبيا والصومال…”.

وإختتم الشيخ خطبته بالقول:” أيها الإخوة هذا هو جوهر العيد في الإسلام ليس العيد مجرد لبس الملابس الجديدة. وليس العيد مجرد اللهو وليس الخروج من حالة الضيق والشدة -باعتبار أن رمضان كان فيه صيام ومشقة- إنما العيد فرحٌ بفضل الله ووصل للناس وللأرحام وذكر لعموم المسلمين.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يجمع الأمة على كلمة سواء…؛ وكل عام وأنتم بخير..”.

http://youtu.be/nsegU2n8pEY

‫6 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة