دفاتر فلسطينية

تاريخ النشر: 04/02/18 | 10:45

“دفاتر فلسطينية”هو كتاب يضم مذكرات الشاعر الفلسطيني البارز المرحوم معين بسيسو، الذي تمر ذكرى وفاته ال٣٤في هذه الأيام، في السجون المصرية، التي اعتقل فيها لسنوات بسبب مواقفه الوطنية والثورية الجذرية، وانحيازه للحرية والدفاع عن الوطن وفقرائه ومسحوقيه وكادحيه في مخيمات قطاع غزة، حيث عايش واقعهم تحت الادارة المصرية، وحينًا آخر تحت الاحتلال الاسرائيلي.

وهذه المذكرات لم تجد لها انتشارًا كما هي دواوينه ومسرحياته.

وكان الكتاب قد صدر لأول مرة في العام ١٩٧٨، وأعادت دار نشر صلاح الدين في القدس طباعته، ثم أعادت اصداره منشورات شمس في جت لصاحبها الشاعر الحكواتي عبد الحكيم سمارة، وفي العام ٢٠١١، صدرت طبعة جديدة من هذا الكتاب بحلة قشيبة، عن مركز اوغاريت الثقافي في رام الله، وكتب له مقدمة الأديب الفلسطيني المعروف محمود شقير.

ورغم أن هذه المذكرات كتبت قبل حوالي ستة عقود ونيف فانها توحي وكأنها كتبت للتو ، وهي تعيد الى أذهاننا وذاكرتنا حالة المناضلين من أجل الحرية الذين واجهوا الصعاب والملاحقات من الأنظمة السائدة الحاكمة بالحديد والتار، وهو حال لم يتغير في زماننا، فالمناضلون يعانون قمع الأنطمة، بما في ذلك التي ادعت انها نافحت وثارت ذات يوم من أجل الحرية والديمقراطية.

ويمكن أن يدرج”دفاتر فلسطينية”تحت جنس السيرة الذاتية، ويأتي فيه على تجربة السجن، ويكتب عن حاله طالبًا في مصر، ومعلمًا في غزة والعراق، ويحكي عن طفولته المعذبة وعن أمه وأبيه وأهله ورفاقه في الحزب الشيوعي الفلسطيني.

ويتحدث معين بسيسو بالتفصيل عن دراسته الاكاديمية في الجامعة الامريكية بالقاهرة، والعلاقات التي ربطته مع الكتاب والأدباء والمثقفين الثوريين اليساريين، حيث عرف كشاعر تقدمي نضالي مقاوم وملتزم بقضايا شعبه ووطنه وأمته، وكان قد صدر ديوانه”المعركة”قبل هروبه الى غزة بعد حريق القاهرة، ويأتي كذلك الى عمله مدرسًا في العراق وانشائه مع زملائه المعلمين في قرية نائية أول خلية حزبية.

وأهمية هذه المذكرات أنها تسجل تجربته كشيوعي فلسطيني، وكتبها شاعر مقاوم باسلوب نثري، وبشكل روائي ممتع ومشوق، وتنطلق من شاعرية حقيقية وأصيلة، وتحمل لغة ثورية ومقاتلة وبروح نضالية تلك المرحلة.

“دفاتر فلسطينية”هو كتاب مهم جداً، ماتع وجدير بالقراءة، وما أحوجنا لاعادة قراءته، ونحن نحيي ذكرى غياب صاحبه الشاعر الجميل معين بسيسو، الذي سيظل خالدًا في قلوبنا وذاكرتنا وتاريخنا الثقافي الفلسطيني.

بقلم:شاكر فريد حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة