يا علماء السطان اقتدوا بليتزمان

تاريخ النشر: 01/12/17 | 0:31

قدم وزير الصحة في الحكومة الاسرائيلية يعكوف ليتزمان استقالته من الحكومة على خلفيه قيام شركة قطارات اسرائيل بتنفيذ اعمال لاصلاح خطوط السكك الحديدية خلال يوم السبت معتبرا ذلك انتهاكا لحرمة وقدسية السبت ومعللا استقالته بأن وجوده في الحكومة كان بمثابة تمثيلا لحزب ديني هدفه الحفاظ على الشرائع والتعاليم الدينية اليهودية وان اعمال الترميم التي قامت بها شركة القطارات مخالفة لتلك الشرائع والتعاليم.
فهذا ليتزمان يضحي بمنصبه كوزير في سبيل نصره احد تعاليم دينه مع ان اعمال اصلاح السكك الحديدية امر ضروري ولو لم ينفذ في يوم السبت يوم العطلة الرسمية لعطل وشوش سير الحياة بسبب تعطيل حركة القطارات لكنه لم يقل (الضرورات تبيح المحظورات” تلك الجملة يستعملها علماء السلطان “كلما دق الكوز في الجره” ليبرروا مواقف ساداتهم ومواليهم او ليحلوا ما كانوا يحرموه بالامس ويحرموا ما كانوا يحلوا بالامس سعيا لارضاء ساداتهم وسادات ساداتهم.
الدين ليس مجرد نصوص تحفظ في العقول والاذهان وتردد في كل زمان ومكان بل مواقف تحفها التقوى ومخافة الرحمن والمواقف وقودها المرؤة والشهامة والجرأة والشجاعة لا يخشى صاحبها من انقطاع رزق ولا زوال جاه ولا سلطان.
الكل يعلم ان علماء السلطان يعلمون ذلك جيدا فتجدتهم اكثر الناس ترديدا للايات الكريمة والاحاديث الشريفة التي تؤكد ان الله سبحانه وتعالى قد تكفل برزق عباده وتلك التي تؤكد بان لا عزة ولا سلطان الا من عند الله وبالله فقط لكن العجب العجاب انهم لا يخالفون سلاطينهم في شيء لا بل ويتصدرون الفتوى لشرعنة سياسات ومواقف ساداتهم وسادات ساداتهم مع ان ضمائر عامة أمة محمد عليه الصلاة والسلام تنكر تلك السياسات وتلك الفتاوى بشكل نهائي وجازم إذا ما هو دافع هذا الصنف من العلماء إن لم يكن حب المال والسلطان؟
رب قائل يقول لماذا لاستشهاد بموقف ليتزمان مع ان هناك الكثير من المواقف لعلماء وعظماء المسلمين وهي اجدر بالاستشهاد بها.
حقا وصدقا، لكن هذا الصنف من العلماء لا يعتبر بنصيحة من هو من بني جلدته وكما قيل في بعض الامثال الشعبية “الدخنه القريبة بتعمي” بل يميل الى تقليد الغير والاخر حيث ينطبق عليهم الحديث الذي رواه الشيخان عن أبي سعيد الخدري رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب خرب لدخلتموه”
ويستثنيهم حديث معاوية، رضي الله عنه، قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ” لَا يَزَالُ مِنْ أُمَّتِي أُمَّةٌ قَائِمَةٌ بِأَمْرِ اللَّهِ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ”. لذا جاء هذا الاشتشهاد لعل ضمير يصحو او يفق عند سماعه يا علماء السلطان اقتدوا بليتزمان.
إبراهيم أبو صعلوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة