تكريم الشيوعي العريق توفيق كناعنة في عرابة

تاريخ النشر: 09/10/17 | 16:21

لبى يوم السبت الفائت المئات من أبناء عرابة ومن الفروع والمناطق الحزبية المختلفة دعوة الحزب الشيوعي والجبهة والشبيبة الشيوعية لتكريم المناضل الشيوعي العريق الرفيق توفيق كناعنة (أبو ابراهيم)، في المركز الثقافي على اسم الشاعر الوطني محمود درويش، واحتفى رفاق ومحبو الرفيق كناعنة بعيد ميلاده الثمانين والذي يصادف هذه الفترة، حيث أمضى جلها في ساحات النضال المختلفة وفي المهام الحزبية المختلفة حيث كان المحترف الحزبي الوحيد الذي عمل في الحزب وتسلم مهام حزبية في مختلف المناطق الحزبية من النقب جنوبا وحتى عكا شمالا. كما قاد كناعنة مع رفاقه في عرابة في سنوات الحكم العسكري الأولى الإضراب الأول في قرية عربية في الداخل ضد ضريبة الراس في العام 1954 وقاد المظاهرة الأولى التي كسرت حاجز الخوف لأول مرة.
وفي العام 1958 كان الرفيق كناعنة احد المعتقلين على اثر أحداث أول ايار والذي تزامن مع الذكرى العاشرة لنكبة شعبنا وخلالها منع رفاق الحزب تمرير مخطط إظهار الجماهير العربية ترقص على أنقاض قراها ومدنها وشعبها وكان الرفيق كناعنة أحد أصغر المعتقلين وآخر المطلق سراحم حيث حكم عليه بالسجن 4 أعوام. كذلك يعتبر كناعنة من المحركين المركزيين لأحداث يوم الأرض الخالد حيث شغل منصب سكرتير قطاعي البطوف وشفاعمرو للشبيبة الشيوعية والتي كانت قطاعات مفصلية في تاريخ يوم الأرض. ولاحقا تبوأ كناعنة مناصب رفيعة في الحزب حيث كان عضو اللجنة المركزية والمكتب السياسي وسكرتير السكرتاريا القطرية للحزب.

وقد افتتح كلمات الاحتفاء بالرفيق توفيق كناعنة الرفيق د. علي بدارنة الذي اعتبر في كلمته الافتتاحية ان تاريخ الحزب وتاريخ عرابة وتاريخ شعبنا ككل هو تاريخ نضال وصمود بفضل الرفيق توفيق كناعنة ورفاقه الذين قدموا التضحيات الجسام في مراحل تاريخية غاية في التعقيد. واستفاض بدارنة بتذكر كيف كان كناعنة يعمل بلا كلل على مدار الساعة لتثقيف الشباب والشابات في صفوف الشبيبة الشيوعية على المبادئ الوطنية والأممية.
وكانت الكلمة للأمين العام للحزب الشيوعي الرفيق عادل عامر الذي حيا الرفيق توفيق كناعنة على نشاطه الدائم والمستمر حتى اليوم في صفوف الحزب حيث انه مثال للرفيق الملتزم بقضايا شعبه وبخط الحزب. وأكد عامر على مواقف الحزب المبدئية التي أثبت التاريخ مصداقيتها منذ نكبة شعبنا واختيار طريق الصمود الى وقوف الحزب الى جانب الشعوب العربية في وجه المؤامرات الاستعمارية الجديدة بحق هذه الشعوب.
ثم كانت الكلمة للرفيق أيمن عودة رئيس القائمة المشتركة الذي اعتبر ان نضال الرفيق كناعنة ورفاقه هو مدرسة تفولذ فيها الرفاق وقيادات هذا الشعب. واعتبر عودة ان قيادة الرفيق توفيق كناعنة ورفاقه للمظاهرة والاضراب ضد ضريبة الراس وإسقاطها عن كافة الجماهير العربية بمثابة الدورة الأولى من النضال ضد الخدمة المدنية بحلتها القديمة حيث أن الدولة في ذلك الوقت فرضت هذه الضريبة المجحفة ضد الجماهير العربية بحجة ان هذه الجماهير لا تخدم بالجيش وهو ذات الإدعاء الذي يقومون اليوم بترويجه من أجل فرض الخدمة المدنية على الجماهير العربية وترويج العدمية القومية لدى هذه الجماهير وهو الأمر الذي تصدى له الرفيق كناعنة ورفاقة في أصعب الظروف.

واعتبر صديق ورفيق كناعنة منذ السنوات الأولى للنشاط الحزبي الرفيق عمر سعدي ان الرفيق توفيق كناعنة هو مثال للالتزام الحديدي بقرارات الحزب وهيئاته. وقد تطرق سعدي الى المحطات النضالية المختلفة التي جمعته والمحتفى به واسهب في شرح الصفات الشخصية للرفيق كناعنة واعتبر سعدي ان توفيق كناعنة كسر مقولة استحالة وجود “الخل الوفي” حيث ان وفاء كناعنة لا متناهي لحزبه ولوطنه ولأصدقاءه.واعتبر رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي والنائب السابق في الكنيست الرفيق محمد بركة ان الرفيق كناعنة هو مثال للرفيق النشيط الذي لم يغب يوما عن ساحات النضال وهو شعله متقدة من النشاط حتى في جيل الثمانين.وأكد بركة ان الرفيق كناعنة كان أحد اساتذته في النضال مشيرا بشكل خاص الى فضل الرفيق توفيق كناعنة بإيقاف صحيفة الاتحاد على أرجلها في واحدة من أحلك ظروفها حيث شغل توفيق كناعنة منصب مدير الصحيفة العام واستطاع تثبيت أقدامها واستمرار اصدارها مشددا على ان هذه احدى الرسائل المهمة التي يجب ان تخرج من هذا التكريم بأن نصون صحيفة الاتحاد والتي هي صحيفة شعب.
ثم كانت الكلمة للأمين العام السابق للحزب الشيوعي الرفيق محمد نفاع الذي زامل الرفيق توفيق كناعنة في العمل الحزبي وفي صفوف الشبيبة حتى انتخابهما معا لقيادة الحزب في العام 1997 في المؤتمر ال23 للحزب.
واعتبر نفاع ان كناعنة هو مثال للشيوعي الحقيقي المعطاء والنشيط والذي يتميز بنظافة الكف وبالدم الحامي وبالعقل الرصين. حيث يجسد كناعنة في مسيرته النضالية المثل الشيوعية الأممية والوطنية الأصيلة والالتحام بهموم الناس اليومية واحتياجاتها.

وكانت الكلمة الأخيرة للرفيق توفيق كناعنة الذي شكر الجميع على الحضور وشكر الحزب والجبهة والشبيبة على هذه اللفتة الكريمة. كما شكر الرفاق المشاركين والمتحدثين. وقد خص الرفيق توفيق كناعنة بالشكر أخاه سليم ابراهيم كناعنة الذي كان سكرتير فرع الحزب الشيوعي الأول في عرابة والذي عرّفه على درب الحزب منذ البدايات. كما حيى ذكرى الشيوعيين الأوائل الذين أسسوا فرع الحزب ورحلوا: محمود شاكر خطيب، خالد سعدي، ابراهيم زيدان وعبد الرحمان نصار. واعتزازه بانتمائه للخماسية القيادية للفرع على مدار عشرات السنين والتي تضم بالاضافة الى الرفيق توفيق كناعنة الرفاق: ابراهيم شمشوم، عمر سعدي وتوفيق الخطيب (أمد الله بأعمراهم) والرفيق أبو ناصيف، فضل نعامنة رحمه الله.
واكد كناعنة ان شعبنا بالذات في هذه الظروف التي تعصف به وبمنطقتنا ككل بحاجة الى طريق الحزب والى نضال الحزب. مؤكدا ان قمة الوطنية الحقة هي الأممية. وان للحزب وقياداته التاريخية دور مركزي وأساسي في كل مفصل من مفاصل تاريخ شعبنا في البلاد.وشدد كناعنة في كلمته على دور الشبيبة الشيوعية معتبرا نفسه جنديا في خدمة الحزب والشبيبة في كل مكان وفي أي وقت. واعتبر ان حزب وشعب لديه هذه الشبيبة لا خوف عليه على الرغم من كل المصاعب والآفات التي يتعرض لها شعبنا ومجتمعنا. وأكد كناعنة أنه دائما اعتبر ان “المصلحة الحزبية” هي مصلحة الجماهير الواسعة.

وقد شاركت الفنانة الرائعة أمل مرقس بوصلتين غنائيتين بصوتها المنفرد حيث حيّت بصوتها الرفيق توفيق كناعنة وأبناء جيلة من المناضلين العنيدين الذين أصروا على شق الطريق رغم الصعاب ورغم قطع الأرزاق والتضييق والخنق من قبل السلطة. وفي نهاية المهرجان تلقى رفاق الشبيبة الشيوعية الشعلة من الرفيق كناعنة تمثيلا لشعلة النضال حيث تم تناقلها بين مندوب من كل خلية في الشبيبة الشيوعية من الخلية الأكبر سنا حتى مندوبة منظمة أبناء الكادحين الخلية الأصغر في التراتبية التنظيمية في الحزب والشبيبة.وكانت الكلمة النهائية لمها سعدي-كناعنة ابنة الرفيق كناعنة والتي أشركت الجمهور بتفاصيل حياة الرفيق توفيق الوالد ورب العائلة وبالأمور الصغيرة التي تظهر عظمة الرفيق توفيق في تعامله مع الصغار والكبار على حدٍ سواء.
يذكر انه تم عرض فيلم قصير يحوي مقابلة مع الرفيق توفيق كناعنة ويتعرض لمقاطع من أبرز محطاته النضالية وكان قد انتج وأخرج الفيلم الرفيق الشاب دوخي طه.كما وشارك في التكريم الرفيقة النائب عايدة توما-سليمان والرفيق النائب السابق د. عبد الله أبو معروف وسكرتير الجبهة القطرية الرفيق منصور دهامشة ومجموعة من قيادات الحزب والجبهة السابقين والحاليين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة