أغنية ” دمي فلسطيني ” التي أثارت غضب الوزارة ..!!

تاريخ النشر: 09/10/17 | 7:55

قامت وزارة التربية والتعليم قبل ايام باستدعاء مديرة احدى المدارس الابتدائية في ام الفحم ، للمساءلة حول أغنية ” دمي فلسطيني “، وهي اغنية شعبية فلسطينية يغنيها الفنان الفلسطيني الفائز بالمرتبة الاولى في برنامج عرب ايدول ، بحجة واهية وهي انها تحتوي على كلمات تحريضية (؟) .

وهي بالاساس تؤكد على انتمائنا الفلسطيني ، وهل هنالك شك ان دمنا فلسطيني ..!!

ويأتي هذا السلوك والتصرف المرفوض من قبل الوزارة ، في اطار كبت وقمع الحريات واسكات الصوت الفلسطيني الوطني التقدمي الديمقراطي ، وقطع الصلة بين اجيالنا الصاعدة وتراثها القومي الفلسطيني العربي ، واستمراراً للملاحقات السياسية ضد رجالات العلم والتربية العاملين في الجهاز التعليمي ، وهو اجراء يعيد الى اذهاننا ايام الحكم العسكري البغيض ، وسياسات التعتيم والتشويه والتغييب والتجهيل والعدمية القومية ، التي مارستها المؤسسة الصهيونية الحاكمة ضد جماهيرنا العربية واجيالنا المتعاقبة ، بهدف مصادرة هويتهم وانتمائهم ولغتهم وتراثهم العريق .

ولا تزال صرخة اوري لوبراني ، وهو احد دهاقنة السياسة ، وصاحب مدرسة خاصة في الحقد والعنصرية تجاه فلسطينيي الداخل ، واحد رواد الايديولوجية الصهيونية ، عندما شغل مستشاراً لرئيس الوزراء للشؤون العربية ، ترن في آذاننا حتى الآن ، حيث قال : “ان مصلحة اسرائيل القومية تقتضي ان يظل المواطنون العرب في الدولة حطابين وسقاة ماء ” ، وهذا القول مأخوذ من العهد القديم في التوراة .

لكن حلم لوبراني تبدد وصار فقاعات في الهواء ، وذلك بفضل المدرسين الديمقراطيين ، وبفضل الحزب الشيوعي وصحافته وادبائه ومفكريه ، وبجهود القوى الوطنية الخيرة في مجتمعنا ، الذين اسهموا في احباط كل المشاريع السلطوية ، من خلال التعبئئة العامة ، والصحافة التنويرية التقدمية ، وعلى رأسها صحيفة ” الاتحاد ” العريقة ، التي ادت دوراً هاماً في بلورة ونشر الوعي ، وصيانة الهوية والانتماء ، والحفاظ على تراثنا القومي ولغتنا العربية .

وتذكرنا مساءلة مديرة المدرسة في ام الفحم ، بالممارسات والاجراءات بحق المعلمين الديمقراطيين التقدميين ، الذين اضاءوا ليل طلابنا بالافكار والقيم الانسانية الجمالية التقدمية ، ففصلوا من سلك التدريس، نذكر منهم المناضل المرحوم الرفيق نمر مرقس ، والمرحوم الكاتب والروائي والناقد عيسى لوباني وغيرهما الكثير .

ان استدعاء ومساءلة مديرة المدرسة بسبب اغنية يرددها الطلاب ، ويرددها الكبار والصغار في البيوت والمناسبات الاجتماعية المختلفة ، هي جزء من محاولات التهديد والترغيب ، وبمثابة كرباج مسلط على رؤوس واعناق المدرسين العرب لمنع تدريس طلابنا ، ادبنا وتراثنا وتاريخنا الفلسطيني .

لا يمكن اعادة عجلة التاريخ الى الوراء ، فقد تجاوزنا عقدة الخوف وشببنا على الطوق ، ولن تنجح كل الممارسات والمحاولات في كسر شوكة حلق معلمينا ومدارسنا وطلابنا ، ولن تثنيهم كل المساءلات والاستدعاءات عن الشدو والغناء ، وسيظلون ينشدون بصوت عال ومجلجل ” دمي فلسطيني “.

اننا اذ نتضامن مع مديرة المدرسة في ام الفحم ، ونقف معها في معركتها من اجل حرية التعبير والرأي والانشاد .

شاكر فريد حسن

تعليق واحد

  1. احنا من زمان لم نرى هذا الكاتب المحرم مدعي الوطتيه داعم الدمتاتوريه والغكرسه والفرعونيه فمهما تكلم عن الشعب الفلسطيني فان دعمه للخون والدكتاتوريين العرب فلا فاءده من كل كلامه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة