التجمع الطلابي يختتم المعسكر السادس عشر
تاريخ النشر: 04/10/17 | 18:30
اختتم التجمّع الطلابي- الدائرة الطلابية في حزب التجمّع الوطني الديمقراطي، معسكره السادس عشر نهاية الأسبوع الفائت، في بيت ساحور، وذلك بحضور العشرات من كوادره ومقرّبيه في الجامعات والمعاهد العليا.
وقد اشتمل المعسكر على مجموعة من المحاضرات والورش التثقيفية الفكرية بمضامين سياسية واجتماعيّة، فضلا عن الاستعداد والتخطيط التنظيمي للعام الدراسيّ المقبل.
افتتح المُعسكر بكلمة مقتضبة لعضو المكتب السياسي ومسؤول ملف الشباب من قبله، خالد عنبتاوي، الذي تحدث بدوره عن المناخ السياسي وأجوائه الفاشيّة التي تحيق بالمشهد السياسي، حيث يعمل التجمّع في أجواء من تحوّلات سياسية على المستوى الداخلي والخارجي ترمي لتصفية ملف الفلسطينيّين في الداخل على المستوى السياسيّ، وما الملاحقة السياسية للتجمع والحركة الإسلامية الا تعبيرا عنها. مؤكدا ان الهدف المركزي من المعسكر هو دفع النشاط الطلابي وإعادة انطلاقته بقوة في الجامعات للعام المقبل.
تخلل اليوم الأول ومحاضرته محاور تثقيفية حول الوضع السياسي الراهن في الداخل الفلسطيني، حيث قدّم الأمين العام للتجمع، د.امطانس شحادة، محاضرة حول “خطاب التجمّع في ظل الوضع السياسي الراهن”، مستعرضا تحديات الخطاب التجمعي إزاء ما تشهده إسرائيل من إزاحة واضحة نحو اليمين، ومحاولات اغلاق ملف الداخل وحسمه من خلال قوننة الفاشية بصورة مستمرة، ليس فقط في جانب السياسيات، متسائلا عما يشكّله ذلك من تحدٍ لخطاب “دولة المواطنين” التي أبدعه التجمّع مطلع التسعينيات.
تلى ذلك محاضرة لد. سعيد زيداني، الأستاذ والباحث في جامعة القدس، حول “المواطنة الكاملة والحقوق الجماعيّة، والعلاقة بينهما”، مستعرضا ما يعتبره محاولات حثيثة تسميك مفهوم “يهودية الدولة” مقابل “تنحيف وترقيق الجانب الديمقراطي” الذي تشهده إسرائيل. وكيف يؤثر ذلك على الخطاب السياسي العربي في الداخل، موضحا أهمية تعزيز الجانب الديمقراطي في الخطاب العربي لمواجهة الصهيونيّة وللبناء المجتمعي الداخلي.
اختتم اليوم الأول بحوار مع أعضاء الكتلة البرلمانيّة للتجمّع، حيث تحدثت النائبة حنين زعبي عن تميّز خطاب التجمّع في ظل المشتركة وتحديات الأخيرة إزاء الوضع السياسي الراهن، مؤكدة ضرورة تسيّس النقاشات القائمة وعدم الخوف من الخوض فيها، كونها الضامن الطبيعي لحيويتها السياسيّة ومشروعها كأي جسم. قبل ان يتطرق النائب د.جمال زحالقة لسؤال المشاركة والمقاطعة، مستعرضا تجربة الأحزاب السياسيّة على مستوى عالمي في البيرو، المكسيك وغيرها. حيث انه من الضروري، كما أوضح، قراءة التجربة السابقة للتيارات الثورية في العالم التي طرحت هذا السؤال، مؤكدا ان التجمّع يتميز كونه يطرح هذا التساؤل بصورة دائما، وشرح الأسباب المركزية التي من اجلها يخوض التجمع الانتخابات، التي ما زالت قائمة وضرورية، لفرض نموذجا خاصا من العمل البرلماني. كما تحدّث النائب جمعة الزبارقة عن السياسات الإسرائيلية تجاه العرب في النقب، وقدم خلفية تاريخيّة عن القرى غير المعترف بها في النقب، مؤكدا ضرورة التنظم بغية مناهضة هذه السياسيات، حيث يشكّل النقب مخزون الأرض الأهم الذي بقيّ لدى الفلسطينيين في الداخل.
تركّز اليوم الثاني بالقضيّة الفلسطينيّة، حيث كانت الجلسة الأولى بعنوان: “المشروع الوطني الفلسطيني: الانسداد في الأفق والسيناريوهات المطروحة”. شملت مداخلة لد. هنيدة غانم، مديرة مركز “مدار” للدراسات الاسرائيليّة، بعنوان: ” الخصوصيّة في ظل الوحدة”، مستعرضا اثار التقسيمات الاستعماريّة التي بنتها إسرائيل وما انتجته من خصوصيات للنضال لدى كل تجمّع، وكيف يمكن تجاوزها وطنيا وجمعيا. كما قدّم الأمين العام السابق للحزب عوض عبد الفتاح مداخلة، قارن من خلالها، بين نموذج التحرر من نظام الأبرتهايد في جنوب أفريقيا وبين حالة الاستعمار الكولونيالي في فلسطين، شارحا نقاط التقاطع بين النموذجين ومؤكدا في آن على الاختلاف القائم بينهما، وضرورة اجراء المقاربة ليس في سبيل الاستنساخ بقدر التعلّم والإفادة.
كما قدّم د. مضر قسيس، أستاذ الفلسفة في جامعة بير زيت ومدير “معهد” مواطن للديمقراطية، محاضرة حول واقع الحركة الوطنية الفلسطينية اليوم، متسائلا عن معنى “الحركة الوطنية” اليوم وبعد عام 1989، والتحوّلات العالمية الكبيرة، وضرورة إعادة التفكير في هذا المعنى، خاصة بعد مأسسة حركة التحرر الوطني الفلسطيني، والارتهان لقوانين عالمية جديدة، فرضتها التحولات السياسية والاقتصاديّة. اختتم اليوم بعرض فيلم “3000 ليلة” للمخرجة مي المصري، الذي يتناول واقع الأسيرات الفلسطينيات في السجون الإسرائيلية تلاه نقاش بين المشاركين.
وقام المشاركون في اليوم الثالث بزيارة لمركز “ابداع” في مخيم الدهيشة، حيث قدّم السيّد نضال العزّة، مدير مركز “بديل”، محاضرة حول جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية وأثره على حياة وواقع الفلسطينيين. كما تركّز اليوم الثالث بالجانب التنظيمي حيث شمل جلسة قدم فيها وئام بلعوم، عضو اللجنة المركزيّة، مداخلة حول العمل الطلابي في الجامعات وسؤال المؤسسات الطلابية: نقابة الطلاب العامة ولجان الطلاب العرب، موضحا ضرورة اخضاع كل نقاش وعمل لظروف مرحلته التي تختلف من حقبة لأخرى. كما تقسّم المشتركون بعدها لورش تخطيط فعاليات ومشاريع للسنة الدراسيّة القادمة في الجامعات.