حينما رفضتْ لعبَ دور كونتيسة الدّمّ
تاريخ النشر: 15/10/17 | 16:15أرادت تلك المرأة أن تمثل دور كونتيسة الدّمّ، تلك المرأة التي كانت بساديتها المجنونة تذبحُ الخادماتِ دون رحمةٍ وتعلّقهن في سقفِ حجرة، لكي يرشح دمائهن وتشربه في الكثير من الأحيان، وكانت تتعمد في الغالب أن تقتل خادمات عذارى وتستحمّ بدمائهن لا لشيء، فقط لكي تحافظَ على جمَالِها العاديّ، لكن تلك المرأة، التي أراد ذاك المخرج منها أن تمثل دور كونتيسة الدّمّ لم تستطع، ورفضت لعب الدّور، لأنها كانت تشفق على الخادمات اللواتي جئن إليها، ولم يعرفن من هي تلك المرأة، التي أرادت أن تقوم بدور كونتيسة الدّمّ، فأرادت أن تكون امرأة سادية، لكنها لم تستطع، فتلك المجرية، التي كانت تدعى اليزابيث باثوري، والتي قيل عنها أنها ذبحتْ المئات من فتياتٍ كُنّ يعملن في قصرِها، وشربتْ دمائهن بكلّ حُبّ، واستحمّت في دمائهن في البانيو، فكونتيسة الدّمّ لطالما مزّقتْ أجسادَ فتياتٍ كنّ عندها خادمات ليس لأنهن كن أجمل منها، بل لأنها كانت تعشقُ شُربَ الدماء، فشهوتها للدّمِّ جعلتها عاشقة للقتل، ورغم أنّ زوجها ابتعد عنها مرغماً بسبب عمله، إلا أنها كانت بحسب ما أشيع في وقتها بأنه على علاقةٍ بخادمِها الأعرج، الذي كان يساعدها في ذبحِ الفتيات، فالكونتيسة قاتلة الفتيات وجدتْ ميتة ذات ليلةٍ في سجنِها، ولم يعرف بعد من قتلها بعد أن ظلّت سجينةً لمدة ثلاث سنوات، وكان ابن عمّها حكمَ عليها بالسّجن.. فتلك المرأة لم تستطع أن تكون مثل كونتيسة الدّمّ، لأنها لا تحبّ العنف أو ربما لأنها تكره أن ترى امرأة معنفة، فكونتيسة الدّم تجرّدت من إنسانيتها، ولهذا كانت عنيفة أكثر من أية امرأةٍ عرفها التاريخ، فعشقها للدّمّ كان هاجسها الأول والأخير، رغم أنها كانت مرفّهة إلى أبعد حدود، فتلك المرأة التي أرادت أن تكون كونتيسة دم أخرى ذات ليلة وبعد أن جمعت الخادمات صرفتهن جميعهن، وقالتْ في ذاتها: لن أكون كتلك المرأة، التي ذبحتْ فتيات بريئات، فتقدمت من المخرج، وقالت له: عذرا، فدور كونتيسة الدّم لا يناسبني البتة.
عطا الله شاهين