الإعجاز العلمي في القمر
تاريخ النشر: 02/10/17 | 0:26لقد ورد ذكر «القمر» في القرآن الكريم 27 مرة، وفي معظمها جاءت مقترنة بلفظة «الشمس»، وذلك أنهما الجرمان الرئيسيان اللذان نشاهدهما بوضوح من الأرض ولتأثيرهما الضوئي المباشر على الحياة الإنسانية. فالشمس كوكب مضيء بذاته نتيجة التفاعلات الذرية في داخلها، وإشعاعات الشمس المنبعثة من هذه التفاعلات تصل إلى الكواكب ومنها إلى الأرض والقمر وغيرها من الأجرام السماوية غير المضيئة بذاتها، وبالتالي ينيرها، فالقمر يبدو مضيئاً نتيجة النور المرتد من سطحه. وهذه الحقيقة لم تعرف إلا في القرن العشرين بعد نزول أول قدم بشرية على سطح القمر واكشافه بأنه مجرد كوكب هامد لا أثر للحرارة فيه ولا للضوء، وهو إنما يعكس ضوء الشمس الذي يقع عليه ليعيده إلى الأرض. ولنقرأ بتدبر قول الله تعالى في سورة نوح: {وجعل القمر فيهن نوراً وجعل الشمس سراجاً} (نوح: 16). وللنظر إلى الفرق بين كلمتي نور وسراج. فالسراج هو الذي يبعث النور والحرارة من ذاته، وأما كلمة نور فهي تعني انبعاث الضوء فقط من دون أي حرارة، وهو عاكس فحسب لهذا الضوء الذي يأتيه من مصدر آخر. إذاً فالشمس هي السراج وفي آية أخرى: {سراجاً وهاجاً} (النبأ: 13) أي مبعث النور والحرارة وهي مصدر ذاتي: أما القمر فهو نور فقط لا حرارة فيه ومن مصدر غير ذاتي. والعرب قديماً عندما نزلت عليهم هذه الآية الكريمة لم يكونوا على علم بطبيعة أي من الكوكبين لكنهم كانوا يرون أنهما مضيئان فنزلت هذه الآية الكريمة لتخبرهم بحقيقة هذين الكوكبين والتي تتوافق تماماً مع آخر ما توصل إليه العلم اليوم في هذا المجال. أما إذا تأملنا قوله تعالى في سورة يس: {لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون} (يس: 40) فإننا نجد أمراً علمياً جوهرياً وهو وجود مدار لكل من الشمس والقمر، كإشارة إلى جميع الأجرام الأخرى، كما يتضح من قول الإمام الفخر الرازي فإن لفظة «كل» هي لفظ عام فتحمل على النجوم كلها، كما يشير إلى تنقل هذين الجرمين في الفضاء كل بحركة خاصة، فمدار الشمس حول المجرة، ومدار القمر حول الأرض وهذا من الحقائق العلمية الحديثة، بينما كان السائد عند نزول القرآن الكريم أن الأرض هي مركز الكون وأن الشمس والقمر والكواكب تدور جميعها بحركات مختلفة من المشرق إلى المغرب حول الأرض، والتي ثبت عدم صحتها، إذ أن حركتها جميعاً في القبة السماوية يومياً من الشرق إلى الغرب بحركة ظاهرية خادعة تنشأ بسبب دوران الأرض حول نفسها مرة كل يوم من الغرب إلى الشرق.