كم يبلغ طول اليوم على القمر؟

القمر يدور حول الأرض منذ نشوء المجموعة الشمسية، وكان بإمكان الأنسان الأول أن يشاهد القمر في السماء في كل ليلة باستثناء اليوم الذي يولد فيه القمر أي عندما يكون بين الشمس والأرض قبل أن يصبح هلالا ويشاهد من جديد، ومع تطور علم الفلك في العصر الحالي فقد زادت معلوماتنا بشكل ممتاز عن القمر. فعلى سبيل المثال، نحن نعرف الأن أن القمر قد تشكل في وقت مبكر من عمر الكرة الأرضية، ولعب القمر دورا كبيرا في نشوء وتطور الحياة هنا على الأرض، كما تعلمنا أن القمر يدور بشكل خاص حول الأرض بحيث يبقى وجه واحد من القمر نحو الأرض أما النصف الأخر من القمر فلا يشاهد من الأرض على الأطلاق، ولكن سؤال مهم نطرحه على أنفسنا وهو كم يبلغ طول اليوم على القمر؟

أن اليوم على سطح القمر يستمر 29.5 يوما ارضيا تقريبا. وبعبارة أخرى، إذا كنت واقفا على سطح القمر فإن الشمس ستستغرق 29.5 يوما للتحرك في السماء والعودة إلى موقعها الأصلي مرة أخرى. ومع ذلك وكما هو الحال مع جميع الأجرام السماوية في النظام الشمسي، والتمييز بين النماذج المختلفة للأيام فيها على أساس فترة دورانها حول نفسها هو موضوع ضروري. ومنذ العصور القديمة، وضعت الشعوب التقاويم القمرية على أساس ثلاثة عشر شهرا كل شهر مؤلف من 28 يوما، بالاعتماد على دورة القمر. ولكن اكتشف علماء الفلك من خلال دراسة سلوك القمر، إن الفترة المدارية للقمر أي الوقت الذي يستغرقه القمر لاستكمال دورة واحد حول الأرض يبلغ في الواقع ما يعادل 27.3 يوما من الأرض – أو 27 يوما 7 ساعات 43 دقيقة و11.5 ثانية، على وجه الدقة. وبينما يدور القمر على محوره، فإن السرعة التي يدور بها (وتعرف أيضا باسم الدورة النجميةsidereal rotation) بطيئة جدا. وفي الواقع، فإن القمر يحتاج إلى ما يعادل 27.3 يوما ارضيا لاستكمال دورة واحده على محوره، كما يستغرق القمر نفس moon-phases-101111-02المدة تماما لإكمال دورة واحدة حول الأرض، وهذا يعني أن وجها واحدا من القمر يبقى مواجها للأرض. وهذا هو السبب في أن البشر لا يعرفون سوى وجها واحدا للقمر، ويسمى الجانب البعيد عن الأرض والذي لا يشاهد من الأرض الجانب المظلم، لذلك فإذا كنت واقفا على سطح القمر، فأنك سترى الأرض في نفس المكان في السماء هناك، في حين ترى أن النجوم والشمس سوف تستمر في التحرك في السماء.

ومع ذلك، فإن مدة دوران القمر ليست ثابته، ففي حين يستغرق القمر 27.3 يوما للدوران حول الأرض، فعلينا أن نضع في اعتبارنا أن الأرض تدور أيضا حول الشمس، لذلك تعود الأرض إلى موقعها نفسه في المدار كل 365 يوما، حتى من أجل الشمس للوقوف على نفس الموقف في السماء من وجهة نظر القمر، فإنه يجب أن تستغرق من الوقت أكثر من ذلك بقليل. حيث يحتاج القمر إلى 2.2 يوم إضافي هو الوقت المناسب للقمر للحاق بركب دوران الأرض، فعلى الرغم من أن مقدار الوقت الذي يستغرقه القمر لإكمال دورة واحدة حول محوره فيما يتعلق بالنجوم أي تحرك نجم من مكانه في سماء القمر ثم العودة بعد ذلك إلى نفس المكان هو 27.3 يوم (يوم نجميSidereal Day)، فإن مقدار الوقت الذي تستغرقه الشمس للعودة إلى نفس المكان في السماء يسمى يوم شمسي synodic day، وتبلغ مدة هذا الشهر 29.5 يوما. ويسمى اليوم الواحد على سطح القمر (إرغو) Ergo، وهي مدة انتقال الشمس والعودة العودة إلى نفس النقطة في السماء، وهي في الواقع نفس مدة متوسط الشهر على الأرض. لذلك فإذا كان الناس يخططون للعيش هناك في يوم من الأيام، ولا يعيشون في الحفر المظللة بشكل دائم التي توجد في المناطق القطبية الجنوبية والشمالية للقمر، وهذه ظروف جديدة قد يضطرون للتعود عليها.