كيف أقوي مناعة طفلي
تاريخ النشر: 03/11/17 | 3:06الرضاعة الطبيعيّة في مرحلة الحمل تنتقل بعض الأجسام المضادّة من الأم للطفل عبر المشيمة، وتبقى كجزءٍ من جهاز مناعة الطفل لعدّة شهور بعد ولادته.
وبحسب توصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال على الأم أن ترضع طفلها رضاعةً طبيعيّةً حصريّةً خلال أول ستة أشهر من عمر الطفل؛ وذلك لأنّ الرضاعة الطبيعيّة بالإضافة إلى تزويد الطفل بجميع ما يحتاجه من العناصر الغذائيّة فهي تُدعّم مناعة الطفل بشكل لا يمكن للرضاعة الصناعيّة تزويده بها.
ويحصل ذلك بعدّة طرق، منها: حليب اللباء: وهو الحليب الذي يحصل عليه الطفل في الأيام الأولى من الرضاعة الطبيعيّة، ويختلف في تركيز مكوّناته عن الحليب الذي يُنتَج لاحقاً.
وتكمن أهميّته البالغة لمناعة الطفل في احتوائه على نسبة عالية من الأجسام المناعيّة الطبيعيّة التي تُفرَز من جسم الأم وتُسمّى “الجلوبيولين المناعي A”، وتعمل هذه الأجسام على تشكيل طبقة حماية للأغشية المخاطيّة في الأنف، والحلق، بالإضافة إلى الأمعاء، وتساعد على حمايتها من الجراثيم التي قد تتعرّض لها.
يستمر حليب الأم بتزويد الطفل بالجلوبيولين المناعيّ، ولكن بنسبة أقل من الموجودة في حليب اللباء، كما ينقل حليب الأم للطفل الأجسام المضادّة التي ينتجها جسم الأم حين تعرّضه للفيروسات والبكتيريا المختلفة، وبذلك يعطيه القدرة على مقاومة هذه الجراثيم الموجودة في البيئة المحيطة به.
أظهرت الدراسات أن الرضّع الذين يحصلون على الحليب الطبيعيّ هم أقلّ عرضةً للإصابة بفيروسات المعدة، وأنواع الحساسية، وأمراض الجهاز التنفسي، والتهاب السحايا، والتهابات الأذن، كما بيّنت نتائج دراسة أُجريت في المعهد الوطني لعلوم الصحة البيئية أنّ نسبة الوفيات في الأطفال من عمر 28 يوماً إلى سنة كانت أقل عند الأطفال الذين تلقّوا الرضاعة الطبيعيّة، وكلما زادت مدّة الرضاعة الطبيعيّة كانت النتائج أكثر إيجابيّة.
الالتزام باللقاحات
الالتزام بجدول اللقاحات المخصّصة للأطفال قد يقِي بإذن الله من الإصابة بما يقارب الأربعة عشر مرضاً من الأمراض الخطيرة والمُعدِيَة؛ مثل الحصبة والسُّعال الدِّيكي، التي قد يشكّل الإصابة بها خطراً على صحّة الطفل، ومشاكل على المدى الطويل، وقد يؤدي بعضها إلى الوفاة. وعند تعرّض جسم الطفل للمطعوم الخاص بتلك الأمراض يصنع الأجسام المضادّة اللازمة لمقاومة هذه الأمراض، وبهذا تُوفّر المطاعيم الحماية المستقبليّة له في حال تعرّض لها.
التغذية السليمة
إنّ تزويد الأطفال بالطعام والغذاء الصحيّ المتوازن يمدُّ أجسادهم بالفيتامينات والمعادن التي تعزّز عمل جهازهم المناعيّ بصورة أفضل، بالإضافة إلى الحصول على المواد المضادّة للأكسدة التي تحمي خلايا المناعة من أضرار التأكسد التي قد تضرّ عملها. ومن الجدير بالذكر أنّ السبب الأكثر أهميّةً وشيوعاً لنقص المناعة في العالم هو سوء التغذية؛ حيث إن النقص -حتى إن كان طفيفاً- في أحد العناصر الغذائيّة الآتية قد يؤثر سلباً في عمل جهاز المناعة للإنسان وفي مقاومته للأمراض: الحديد. الزنك. السيلينيوم. الفوليك أسيد. النحاس. فيتامين أ. فيتامين ج. فيتامين هـ. فيتامين ب6. فيتامين ب12. ومن الممكن اتّباع النصائح الآتية لتحقيق تغذية صحيّة متوازنة، والحصول على العناصر الغذائيّة التي يحتاجها جهاز المناعة للعمل على أكمل وجه: تزويد الأطفال بالغذاء المتنوّع والمتوازن، مع التأكيد على أهميّة الخضروات والفواكه، والحبوب الكاملة، ومصادر البروتينات قليلة الدهون.
إطعام الأطفال الأطعمة الغنيّة بالزنك الذي يدعم جهاز المناعة، كاللحوم الحمراء، والكبد، وبعض أنواع البقوليات كالفاصولياء، والعدس، والبازلاء.
اللبن من الأطعمة التي تساعد جهاز المناعة؛ لاحتوائها على البكتيريا المفيدة (البروبيوتك) التي تساعد عمل جهاز المناعة، حيث وجدت إحدى الدراسات أن فرص الإصابة بنزلات البرد، والتهابات الحلق، والأذن للأطفال الذين شربوا اللبن كانت أقل بنسبة 19٪.
تقديم الأطعمة التي تحتوي على الأحماض الدهنية الأوميغا 3 التي تخفّف من الإكزيما عند الأطفال، والالتهابات الناتجة كرد فعل لجهاز المناعة على الأمراض، كما قد تظهر دوراً في تحسين أداء خلايا جهاز المناعة البائيّة في مقاومة الأمراض، وتوجد هذه الأحماض الدهنيّة في بعض أنواع الأسماك، والمكسرات، وفي الخضروات الورقيّة الخضراء، كما قد توجد في بعض الأطعمة المدعّمة بها.
الحصول على كميات جيدة من الفواكه والخضروات، خصوصاً تلك التي تمتلك خصائص معزّزة لجهاز المناعة كالفراولة، والحمضيات، والجزر، والخضروات الورقية الخضراء، والبروكلي، والفلفل الأخضر الحلو. الثوم من الأطعمة المفيدة للمناعة، حيث يحتوي على مركبات لديها القدرة على محاربة وطرد الجراثيم والطفيليات المعوية. ومن الجدير بالذكر أنّ فرط التغذية والوزن الزائد أيضاً يؤثران سلباً في مناعة الجسم.
النوم الكافي
إنّ عدم حصول الطفل على عدد ساعات كافية من النوم يؤثّر في عمل جهاز المناعة لديه، وينقص عدد كريات الدم البيضاء لديه، لذلك من المهم تنظيم وقت الطفل بحيث يضمن الحصول على عدد ساعات كافية من النوم خلال الليل.
وتنصح المؤسسة الوطنية للنوم بعدد الساعات الآتية حسب العمر: الأطفال حديثو الولادة 0-3 شهور: يُنصح بـ 14-17 ساعة في اليوم، وألا تقل عن 11 ساعة في اليوم. الرضّع 4-11 شهراً: يُنصح بـ 12-15 ساعة في اليوم، وألا تقل عن 10 ساعات في اليوم. الأطفال 1-2 سنة: ينصح بـ 11-14 ساعة في اليوم، وألا تقل عن 9 ساعات في اليوم. الأطفال 3-5 سنوات: يُنصح بـ 10-13 ساعة في اليوم، وألا تقل عن 8 ساعات في اليوم. الأطفال 6-13 سنة: يُنصح بـ 9-11 ساعة في اليوم، وألا تقل عن 7 ساعات في اليوم.
الرياضة والحركة
لا توجد علاقة مباشرة بين الرياضة وجهاز المناعة، إلّا أنّ الرياضة تحسّن من الدورة الدمويّة، وتحسّن صحة القلب والرئتين، مما يفيد جهاز المناعة ويقوّيه. لذا يُنصح بتشجيع الأطفال على اللعب والحركة، والمشاركة بالرياضات المدرسيّة وغيرها.
المحافظة على النظافة
إنّ تعليم الأطفال المحافظة على نظافتهم الشخصيّة يساعد على حمايتهم من التقاط العدوى والأمراض، ويُنصح بالآتي:
تأكيد أهميّة غسل الأطفال لأيديهم بعد استخدام الحمام، واللعب في الخارج، وقبل تناول الطعام. تعليم الأطفال تغطية الفم عند السعال والعطاس، والابتعاد لمسافة كافية عن الأشخاص الذين لديهم مرض معدٍ. عدم مشاركة الأغراض الشخصيّة كفرشاة الأسنان الخاصة بالطفل. المكمّلات الغذائيّة قد يلجأ البعض لتزويد الطفل بالمكمّلات الغذائيّة لزيادة مناعته، ولكنّ لا يُنصح بإعطاء الطفل الفيتامينات والمعادن اللازمة لصحّة جهاز المناعة لديه على شكل مكمّلات غذائيّة، والأفضل أن يحصل عليها من الغذاء، ويُلجأ للطبيب في حالات خاصّة لوصف المكمّلات الغذائيّة فقط.
عدم المبالغة باستخدام المضادات الحيوية
إنّ استخدام المضادات الحيوية لا يؤثر بشكل مباشر في مناعة الطفل، إلا أنَ الاستخدام المتكرر والمفرط للمضادت الحيوية يؤدي إلى ظهور سلالات من الجراثيم مقاومة للأدوية.