الصبر في الغُربة

تاريخ النشر: 22/08/11 | 1:29

العالم اجتمع كأنه قريةٌ واحدةٌ،لكن بُعد الدار له الأثر البالغ على النفس، ومن احتسب أنه رسول سلام ٍ لدينه، وأفضل مبعوث لبلدهِ، هان عليه أثر الإغتراب،وسَهُل عليه بُعد الأحباب أخي المُبتعث إن تلّمس آثارُ النعمة يُبدد ظلام الغربة، ومعرفة مقدار الفضل ،،يُوجب ثناء العبد. واستعمال الوقت كما ينبغي، على كلِّ فراغٍ ومضيعةٍ يقضي ساعاتك هي حياتك. انظر أُخييّ للجاهلِ كم هو مسرورٌ لِلَحظته، يومَ فرَّ من تعبِ الجَلَد، وعَناء النفس لِيحمل غدا” كُلَّ عناء، ويظهر بمظهرِ الشقاء، لأنه رفض التعب، وآثر مواطن الرخاء، ومَظانَّ السَّعة، وأرخى لِمَطيّتَهُ الدّعة، وصارَ إمّعة” لكل ناعق فانقلب له ظهر المجن وأصبح في كل أزمانه وضيعا” مُعنّى أخي المُبتعث كم لك من الأجور المُترادفة، والأفضال المُتتالية، والأنعام السّابغة بصبرك الجميل وحُسن النية المُضمرة

في خدمة البلاد، ونفع العباد غدا” حال قدومك ظافرا” بالشهادة، ومؤملا” حُسن الزيادة .

أخي المُبتعث اجعل لنفسك وقتا” لنوافل العبادة، وجميل التذلل بين يدي الكريم لِتسعد نفسك ويَذهب شقاؤها، وتزهوَ رُوحك ويزول عناؤها التفت لِكتب السيرة، وشمائل النبوة، واجعل مُختصرها المشهور؛ الموسوم (بالرحيق المختوم) رفيقك في كلِّ اللحظات؛ قف عندهُ طويلا”؛ وتصفح أوراقهُ كثيرا” ،سترى أُنسا” يرافقك، وسعادة” تصاحبك،وستزداد حُبا” يؤهلك ؛ لعلك تظفر غدا” بصحبة سيّد البشر عليه السلام . أخي المبتعث هَب أنك رجعت من سفرتك؛ وعُدت من غُربتك، كم ممّن ضَعائنُه ماتحركت، وركائبُهُ ما تغرّبت فقد استقرّ به المُقام بين الأهل والخلان، والهمُّ مرافقٌ له، والحُزن مصاحب له.

وملَلَ مقتُّ النفس وجلد الذات يكفيه أما إنك ظافرٌ وماأعطيت الأمر كُلك،فكيف لوجعلت منهُ جُلَّ همِّك .

بقلم احمد المغيري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة