مصاصو الدماء الأصغر على الأرض !
تاريخ النشر: 20/11/17 | 2:49– على بعد أمتار قليلة منكم , يكاد يكون من المؤكد وجود مصاص دماء يتناول وجبته الآن , فهو يقوم بالإستيلاء على ضحيته عن طريق ثقب جلدها , ومن ثم إستنزاف سوائل جسمها , وهذه العملية تستغرق دقائق قليلة , وبعد ذلك يقوم هذا الكائن الذي لا يرحم بتجاهل تلك القشرة الذابلة من الفريسة المسكينة , ليستقر هو ويهضم وجبته الثمينة , وربما يقوم بعدها بإنتاج مصاصي دماء جدد !
– نحن هنا لا نتحدث عن هذا المخلوق الذي يسكن في ترانسلفانيا , ولكننا نتحدث عن كائن وحيد الخلية يسمى ( فامبيريليدس- vampyrellids ) , الذي ربما يفترس جميع الكائنات الحية ذات الخلية الواحدة , وحتى المخلوفات الكبيرة مثل الديدان , فتلك المفترسات شرسة وقديمة , ووفقاً لدراستيين حديثيتين – هي في كل مكان – !
– ( الأميبا مصاص الدماء ) – وصفت لأول مرة في عام 1865 من قبل عالم الأحياء الروسي ( ليون سيمينويتج سيكوسكي _ Leon Semenowitj Cienkowski ) – وهو واحد من مؤسسي علم الأحياء الدقيقة – , وقد إكتشف مخلوقات حمراء براقة أحادية الخلية مثل الأميبا , والتي هاجمت الطحالب عن طريق ثقب جدران الخلايا وإستخراج محتوياتها , ولتشابهها الكبير مع أسلوب مصاص الدماء فقد سماها بالأميبا مصاصة الدماء – Vampyrella.
– تضم تلك الكائنات عدة أنواع أخرى تعرف مجتمعة بإسم ( فاميريليدس ) , وفي الوقت الحاضر يعتقد أن فامبيريليدس تنتمي إلى مجموعة متنوعة بشكل كبير من كائنات وحيدة الخلية تسمى ( ريزاريا – Rhizaria ) .
– إسلوب التغذية المروع لتلك الكائنات الصغيرة قد سحر عقول علماء الميكروبيولوجي لمدة 150 عاماً , وقد وصفت دراسة أجريت عام 1926 نشاط ( فامبيريلا لاتريتيا – Vampyrella lateritia ) في طريقة تغذيتها , وكيف إنها تنتشر جزئياً في الخلية التي تفترسها , حيث في غضون دقيقة أو نحو ذلك , تبدأ الجدران العرضية للخلية السيئة الحظ بالإنحناء نحو الداخل , بينما تلتصق بها الأميبا مصاصة الدماء وتتضخم فجأة بسبب ما تقوم بإمتصاصه من داخل الطحلب الذي تهاجمه عبر فتحة بيضاوية الشكل .
الأكياس الحمضية لميكروبات “فامبيرلا لاتريتيا”( حمراء اللون ) , والتي تلتصق فوق الطحالب ذات ( اللون الاخضر )
– اصبحنا على علم الآن أن تلك المخلوقات لا تهاجم الطحالب فحسب , بل يمكنها مهاجمة أنواع من الفطريات , حتى أنها تهاجم بعض الكائنات متعددة الخلايا مثل الديدان الخيطية على وجه التحديد , وإذا لم يكن هناك ما يكفي لها من الغذاء , فإن بعض تلك الكائنات يمكنها أن تتحد معاً وتتشكل لتكون هياكل أكبر تمكنها من التحرك لمسافات أبعد مما يتيح لها البحث عن مصادر غذاء في أماكن أخرى .
وبعد أن تأكل الفامبيرليديس ملء خليتها , فإنها تكون جدار صلب حول نفسها يسمى ( الكيس ) , حيث يقول ( سبياستيان هيس ) من جامعة كولونيا في ألماني ” أنهم يبقون في تلك الحالة الأميبية المستقرة وتقوم بهضم طعامها , وهذا يستغرق يوم أو يومين , وفي الوقت نفسه تقوم الأميبا بعمل إنقسام ميتوزي لخليتها لتنتج خليتين متشابهتين مع الخلية الأم تماماً , ونتيجة لذلك فعند فتح الكيس ينتج إثنان من الأميبا مصاص الدماء ” .
إثنان من خلايا ( فامبيرلا لاتيريتيا )
– ولكن بعد مرور 150 عاماً على إكتشاف تلك الكائنات وحيدة الخلية مصاصة الدماء , لا زال هناك مسألة غامضة حولها لم يتمكن العلماء من حلها !
وهي كيف أن تلك الأميبا تقوم بإختراق جدار الخلية الصلب للبكتيريا أو الفطريات لإمتصاص ما بداخلها ؟
فهذه الجدران الخلوية من الصعب إختراقها , فمثلا الجدران الخلوية للفطريات تتكون من مادة الكيتين , وهي نفس المادة التي تكون أصداف حيوانات جراد البحر , ومن الغريب أن هذا الإختراق يحدث بسرعة أي في غضون 5 إلى 10 دقائق , ولكن يعتقد ( سبياستيان هيس ) أن الأمر له علاقة بالتفاعلات الكيميائية , فيمكن أن تكون لتلك الكائنات وحيدة الخلية بعض الإنزيمات التي تقوم بهضم جدران الخلايا النباتية .
فسبحان الذي خلق ..