طرطشات

تاريخ النشر: 04/08/17 | 12:38

· للنصر ألف اب
قديما” قيل للنصر ألف اب اما الهزيمة فيتيمة، كان هذا هو المنطق الذي ساد وطغى بعد ان سجل المقدسيون أروع صور الإصرار والتلاحم خلال دفاعهم عن الأقصى وحرية العبادة والصلاة فيه، ولولا صمودهم الأسطوري ودقة تنظيمهم وسلمية تحركهم الذي ذكرنا بمقاومة غاندي السلمية ضد الاحتلال البريطاني للهند، لولا هذا الصمود لما شاهدنا هذا الحجم من الاهتمام والتحرك لنصرة من أعلنوا النفير من اجل الأقصى ورابطوا وصمدوا فكان النصر حليفهم.

· الاشاعة
الاشاعة ولها تعاريف عديدة وأنواع مختلفة وأسباب متعددة، وأخطر الاشاعات ما ينتشر في زمن الحروب او الصراعات، داخلية كانت ام خارجية، وحيث ان الاشاعة عبارة عن معلومات او أفكار يتناقلها الناس دون ان تكون مستندة الى الى مصدر موثوق وقد يكون خبرا” مختلقا” لا أساس له او يحتوي جزءا” ضئيلا” من الحقيقة فان استعمالها في الصراعات او الحروب يهدف منها أحد الاطراف الى بث الارباك او الإحباط او روح الهزيمة في الطرف الاخر، ولقد ساهم انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وتعددها الى سهولة انتشار الاشاعات وازدياد استعمالها، ولقد عايشنا مؤخرا” حرب الاشاعات في الانتخابات الرئاسية الامريكية، كما لاحظنا في الأيام الأخيرة لجوء وسائل الاعلام الإسرائيلية وبعض وسائل التواصل الاجتماعي المحلية للأسف الى تناقل اخبار مشوهة ومغرضة حول صحة الرئيس محمود عباس الذي راجع المستشفى وامضى في قسم العيادات الخارجية زمنا” اقل من ساعتين لإجراء بعض الفحوصات الدورية، وانا شاهد على ذلك، غادر المستشفى بعد ان طمأنه الأطباء وهو بكامل صحته وعافيته، وهو امر يقوم به أي مواطن يريد ان يطمئن على صحته، ومع ذلك انتشرت الشائعات خلال ساعات على بعض وسائل الاعلام الإسرائيلية وبعض وسائل التواصل الاجتماعي المحلية سيئة السمعة تنشر اخبارا” ان صحة الرئيس سيئة، لتبدأ بعد ذلك التحليلات والتأويلات رغم ان الرئيس غادر المستشفى الاستشاري وهو يحيي المواطنين والصحفيين الذين سمعوا بخبر وصول الرئيس الى المستشفى فسارعوا لتطويق المستشفى بكاميراتهم وميكروفوناتهم التي بثت الخبر اليقين وكذبت كل الشائعات بالصوت والصورة لتعلن ان الرئيس في تمام الصحة والعافية.

· الحق في الصحة
لا يختلف اثنان على ان لكل انسان الحق بل واجب الحفاظ على صحته وكذلك الحق في الوصول اليسير الى الخدمات الصحية عند اعتلال صحته، لكن الواقع عندنا وفي الغالبية العظمى من دول العالم غير ذلك، فالخدمات الصحية مكلفة بل باهظة الثمن واصبحت مع تقدم التكنولوجيا” واقتحامها مجال الصحة في تطوير قدرات التشخيص والعلاج أكثر كلفة، تعجز العديد من الأنظمة الصحية على تلبية احتياجاتها المتنامية، ولقد تمكنت العديد من الدول من بناء أنظمة تأمين صحي شامل يتم خلاله توزيع المخاطر وتأمين حق المواطن في الوصول الى الخدمات الطبية التي يحتاجها دون تحميل خزينة الدولة أعباء كبيرة، فالجميع يدفع في صحته ليستفيد عند مرضه وهذا هو مضمون الرعاية الصحية الشاملة والتي تنادي به منظمة الصحة العالمية من خلال رفع شعارات عديدة ابسطها الصحة للجميع.

بقلم الدكتور فتحي ابو’مغلي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة