سمك الغلاف الجوي
تاريخ النشر: 04/09/17 | 0:03الغلاف الجويّ هو عبارة عن (غلاف غازيّ، يمتدّ من أسطح المحيطات، واليابسة، والأسطُح الجليديّة من الكوكب إلى الفضاء الخارجيّ). تكون الأغلفة الجويّة شِبه معدومةٍ لدى بعض الكواكب، مثل: المرّيخ؛ وذلك بسبب ضعف جاذبيّة هذه الكواكب لأغلفتها الجويّة البدائيّة، ولهذا غادرتها أغلفتها الجويّة إلى الفضاء الخارجيّ أثناء تكوُّنها، أمّا الكواكب الأخرى للنّظام الشّمسيّ ومنها الأرض، بالإضافة إلى الكواكب العملاقة الموجودة خارج هذا النّظام، فقد احتفظت بأغلفتها الجويّة، ويتميّز الغلاف الجويّ لكوكب الأرض باحتوائه على الماء في حالاته الثّلاثة جميعها: الصّلبة، والسّائلة، والغازيّة، وقد كان هذا هو سبب وجود الحياة على كوكب الأرض.
تقلّ كثافة الغلاف الجوّي كلّما تمّ الاتّجاه نحو الفضاء الخارجيّ بعيداً عن الكوكب؛ لأنَّ قوّة الجاذبيّة تقلّ بازدياد الارتفاع؛ حيث تؤدّي الجاذبيّة إلى سحب الغازات والهباء الجويّ؛ وهو جزيئات مجهريّة عالقة، مثل: الغُبار، والسّخام، والدُّخان، والموادّ الكيميائيّة، ولهذا تزداد كثافة الغلاف الجويّ في المناطق القريبة من سطح الأرض.
سُمك الغلاف الجويّ
يُقدَّر سُمك الغلاف الجويّ بحوالي 100كم؛ حيثُ يُمثّل هذا الرقم بُعد خطّ كارمان عن الأرض، ويُعدّ خطّ كارمان هو الحدّ الفاصل بين الغلاف الجويّ والفضاء الخارجيّ، ويتكوَّن الغلاف الجوّي من أربع طبقات أساسيّة، هي: طبقة التّروبوسفير: تُعدّ هذه الطّبقة من الغلاف الجويّ هي الطّبقة الأقرب لسطح الأرض، والأكثر كثافةً مُقارنةً بالطّبقات الأخرى، وهي الطبقة التي تعيش فيها الكائنات الحيّة، وتحدث فيها تغيُّرات الطّقس، وتمتدّ من سطح الأرض إلى حوالي 8-14.5كم.
طبقة السّتراتوسفير: توجد طبقة الأوزون في هذه الطّبقة التي تأتي فوق طبقة التروبوسفير مُباشرةً، وترتفع 50كم فوق سطح الأرض. طبقة الميزوسفير: يبلغ ارتفاع هذه الطبقة 85كم فوق سطح الأرض، والميزوسفير هي الطّبقة التي تحمي الأرض من النّيازك والشُّهُب؛ حيث تحترق النّيازك والشُّهب حال دخولها هذه الطبقة. طبقة الثّيروموسفير: تُعدّ هذه الطّبقة، وتحتوي هذه الطّبقة طبقتين أُخريَين؛ ففيها جزءٌ من طبقة الأيونوسفير، بالإضافة إلى طبقة الإكزوسفير، ويبلغ ارتفاع طبقة الثّيروموسفير 600كم فوق سطح الأرض، وفيها تحدث ظاهرة الشَّفَق القُطبيّ (بالإنجليزيّة: Aurora). الأيونوسفير: تمتدّ طبقة الأيونوسفير في كِلا طبقتَي الميزوسفير والثّيرموسفير؛ حيثُ تمتدّ من حوالي 48-965كم، وتتميّز بوجود الكثير من الأيونات والإلكترونات الحُرّة، ولطبقة الأيونوسفير أهميّة كبيرة في جعل الاتّصالات اللاسلكيّة مُمكنةً؛ وذلك لأنّها تعكس الموجات الراديويّة إلى الأرض مُجدَّداً عند عبورها هذه الطّبقة.
الإكزوسفير: تمتدّ من أعلى طبقة الثّيرموسفير إلى ارتفاع 10.000كم فوق سطح الأرض، وتُعدّ هذه الطبقة هي الطّبقة العُليا في الغلاف الجويّ، وتتلاشى تدريجيّاً كلّما تمّ الاتّجاه نحو لفضاء الخارجيّ. ومن الجدير بالذّكر وجود فواصل بين كلِّ طبقةٍ من الغلاف الجويّ والطبقة التي تليها؛ ففوق طبقة التّروبوسفير مباشرةً يأتي التّروبوبوز، وفوق طبقة السّتراتوسفير يأتي السّتراتوبوز، وفوق طبقة الميزوسفير يأتي الميزوبوز، وفوق الثّيرموسفير يأتي الثيرموبوز.
الغازات المُكوِّنة للغلاف الجويّ
يُشكِّل النّيتروجين النِّسبة الأكبر من الغازات التي يتكوَّن منها الغلاف الجويّ لكوكب الأرض، وتُقدَّر نسبته بحوالي 78%، يليه غاز الأكسجين الذي يُشكِّل ما نسبته 21% من الغلاف الجويّ، مُشكّلَين معاً -النيتروجين والأكسجين- نسبة 99% من غازات الغلاف الجويّ، وما تبقّى فهو بُخار ماء، وغازات أخرى، مثل: الأرغون، وأوّل أكسيد الكربون، وتوجد هذه الغازات بكميّات قليلة جدّاً، وقد تطلَّب تشكُّلها وتطوّرها مليارات السّنوات. تمتصّ غازات الغلاف الجويّ جميعها الأشعّة فوق البنفسجيّة، ومن ثمَّ تُسخّن سطح الأرض، وذلك بحفظ حرارة أشعّة الشمس، ولولا هذه الغازات لأصبح سطح الأرض بارداً جدّاً؛ لا يعيش عليه أيّ كائن حيّ، وتُقدَّر كتلة الغلاف الجويّ بحوالي 5×1018كغ؛ حيث يوجد ما نسبته 75% من هذه الكتلة ضمن ارتفاع 11كم فوق سطح الأرض.