أنا و الظلام
تاريخ النشر: 25/07/17 | 0:07فى يوم من الايام كان هناك فتى صغير ينام فى غرفته ليلا بمفردة و كان شديد الخوف من الظلام و دائما ما يبدأ عقله بنسج الافكار و الخيالات المخلفة بمجرد حلول الظلام . يفكر دائما انه هناك شبح مخيف يركد هناك فى جانب غرفته يسمى الظلام هذا المخلوق المجهول المخيف الذى سيهاجمة يوميا . كانت ترعبه هذة الفكرة كثيرا و تجعله ينام مسرعا منكمشا على نفسه ولا يحاول النظر ابدا الى الظلام حتى لا تبدأ افكاره مجددا .
وفى يوم اثناء نومه وحيدا فى غرفته الصغيرة نظر الى الظلام السائد و امتلكه الخوف و فجاه تحققت جميع مخاوفة و كوبيسة امام عينه فقد خرج من قلب الظلام كائن ! فتى صغير يشبهه تماما وقف امامه فى ثقه . ارتعد الفتى الصغير خوفا و سأل الشبح فى خوف من انت و ماذا تريد منى ايها الشبح ؟ كيف يمكننى ان اجعلك تذهب دون ان تصيبنى بمكروه ؟ ارجوك اتركنى . رد علية الظلام فى هدوء و بنظرة شاحبة مرعبة جدا : انا الظلام و يبدو من نظرتك و زرقة وجهك انك تخافنى كثيرا اليس كذلك ؟ رد عليه الفتى الصغير فى الاندهاش فهو لم يكن يتوقع ابدا ان تكون مخاوفة حقيقية و ان هناك كائن حقيقى يسمى الظلام و يقف الان امامه يخاطبة : نعم انا اخافك . فانت تجعلنى اتخيل اشياء مخيفة لا ترى بداخلك .
ابتسم الظلام فى هدوء قائلا : انا لم ولن اؤذيك ابدا . فانا اتواجد فقط عند من يخافنى كى اقول له انه لا يوجد اى داعى للخوف و الزعر . ليس عليك الخوف منى ولا من اى مخلوق خالص غير قادر على ايذاءك . كن مؤمنا بالله سبحانه و تعالى و لا تخاف احدا غيره فالله هى الحامى و الان بما انك قد عرفتنى تماما و استجمعت قواك و شجاعتك للحديث معى فانا سوف اذهب الان و انا واثق انك لن تخافنى مره اخرى .
بدأ الفتى فى البكاء حزينا فسأله الظلام لماذا تبكى فاجابه انه لا يبكى خوفا و لكنه حزين على حال الظلام الطيب الذى يساعد الغير و لكن الكثير يخافونه . ضحك الظلام و قال ان له العديد و العديد من الاصدقاء الذين لا يخافونه ابدا و سوف يكون هذا الفتى الصغير صديقة الجديد . انهى الظلام كلامه و اختفى تماما .
من يومها و الفتى الصغير لا يخاف الظلام ابدا و كلما جلس فى غرفتة المظلمة وحيدا تذكر شيئا واحدا و هو صديقة الظلام الذى يتمنى انه يراه مرة اخرى !