إعتلال الأعصاب بين الحقيقة والوهم
تاريخ النشر: 23/08/17 | 9:54يحدث الاعتلال العصبي عندما يؤدي تلف الأعصاب الطرفية الى إعاقة وظيفة الجهاز العصبي الطرفي (PNS)، و الذي يحمل معلومات من الجهاز العصبي المركزي (CNS)، أو من الدماغ و النخاع الشوكي، إلى بقية أنحاء الجسم. (للمزيد: اعتلالات الأعصاب الطرفية).
– هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الأعصاب:
أ- الأعصاب الحسية: التي تنقل مختلف الاحاسيس إلى المخ، و التي تشمل الإحساس بدرجة الحرارة و اللمس و الألم.
ب- الأعصاب الحركية: تعمل على إرسال إشارات من الدماغ إلى العضلات؛ لتتحكم في الانقباض و الانبساط العضلي.
ج- الأعصاب اللاإرادية: تختص بوظائف مثل معدل ضربات القلب و التنفس و الهضم.
و بناءً على ما سبق؛ فتلف الخلايا العصبية يؤدي الى اختلال التواصل بين الجهاز العصبي و باقي الجسم؛ حيث يمكن أن تشمل الأعراض الخدر، أو الألم أو اضطرابات التوازن.
اذا ظهرت الأعراض فجأة، فإنه يسمى الاعتلال العصبي الحاد، بينما الأعراض التي تبدأ ببطء و تتزايد بمرور الوقت يطلق عليها الاعتلال العصبي المزمن، و للوصول للتشخيص الصحيح؛ يتم استعراض التاريخ الطبي و الفحص السريري و قد تشمل الاختبارات التشخيصية اختبارات الدم، و اختبارات الأعصاب، و التصوير الطبي.
أعراض الاعتلال العصبي
– يمكن أن تكون الأعراض غامضة في البداية؛ مما يجعل الوصول للسبب الأولي أكثر صعوبة، و تتنوع الأعراض بحسب نوع العصب التالف و قد تشمل:
أ- أعراض الاعتلال العصبي الحسي
– خدر، وخز، شعور بالحرق خاصة في اليدين و القدمين. (للمزيد: تعرف على خدران و تنميل أصابع اليدين).
– أحاسيس غامضة أو غريبة تحت الجلد.
– الألم أو فقدان الألم، و اللمس، و درجة الحرارة.
– الافتقار إلى التنسيق، و فقدان ردود الأفعال المنعكسة.
ب- أعراض اعتلال الأعصاب الحركية
– ضعف العضلات، و فقدان السيطرة على العضلات.
– مشكلة مع التوازن و التنسيق.
– الوخز أو تقلصات أو تشنجات في العضلات. (للمزيد: التشنجات العضلية: الوقاية والعلاج، متلازمة آلام العضلات المزمنة).
– صعوبة المشي أو تحريك الأطراف.
ج- أعراض الاعتلال العصبي اللاإرادي
– الدوخة و الإغماء.
– التعرق.
– الغثيان و القيء و الإسهال.
– معدل ضربات القلب غير طبيعي أو ضغط الدم المتأرجح.
– العجز الجنسي.(للمزيد: سرعة القذف؛ أكثر أنواع العجز الجنسيانتشاراً، تدابير الضعف الجنسي عند الزوجين).
و يميل الاعتلال العصبي الحاد الى التطور المرضي السريع، و يظهر بعدها التحسن مع مرور الوقت، بينما بعض اعتلالات الأعصاب المزمنة تسبب فترات من الانتكاس تعقبها فترات من الشفاء.
أسباب اعتلال الأعصاب
– بعض مسببات الاعتلال العصبي وراثية، و لكن هناك أسباب أخرى منها:
1- إصابات الحوادث.
2- العدوى.
3- أمراض جهازية مثل داء السكري، أمراض الكلى، بعض أنواع السرطان. (للمزيد: اعتلال المفاصل السكري).
4- الاختلالات الغذائية أو الهرمونية.
5- العلاج الكيميائي أو التعرض للمواد السامة.
6- أمراض المناعة الذاتية مثل: مرض لايم، الذئبة (SLE)، التهاب المفاصل، اضطرابات الأوعية الدموية (Vasculitis).
تشخيص الاعتلال العصبي
– ليس هناك اختبار موحد لاعتلال الأعصاب؛ حيث يبدأ بالفحص البدني و تاريخ طبي كامل، و ينبغي أن تشرح لطبيبك اي أعراض ظهرت عليك، و أي مسكنات أو أدوية تتناولها، و إذا كان المريض عرضة للسموم في مكان العمل أو في المنزل، وهذه معلومات في غاية الأهمية للوصول للتشخيص السليم.
و قد تشمل الاختبارات التشخيصية:
– صورة الدم الكاملة.
– تحليل البول.
– دراسات توصيل العصب (NCS).
– تخطيط العضلات الكهربائي (EMG).
– خزعات الجلد والأعصاب والعضلات (Biopsy).
– التصوير الطبي شاملا: الأشعة السينية، الأشعة المقطعية، أو الرنين المغناطيسي.
و عندما لا يمكن تحديد سبب واضح؛ فإنه يسمى اعتلال الأعصاب مجهول السبب.
علاج الاعتلال العصبي
– اعتلال الأعصاب المحيطية يمكن أن يتسبب في ضرر دائم للأعصاب إذا لم يُعالج، و يستهدف العلاج السبب إذا أمكن تحديده.
و بالتوازي مع علاج السبب، يبدأ علاج أعراض اعتلال الأعصاب، و تشمل الخيارات:
1- المسكنات البسيطة و الأدوية و الوصفات الطبية، و العلاج الطبيعي، و العلاج الوظيفي.
2- في حال وجود صعوبة مع التوازن و المشي، يمكن الاستعانة بأجهزة تعويضية تساعد المريض على التحرك بأمان، و هذه قد تشمل أحذية خاصة و المشايات و العصي.
3- تغيير نمط الحياة؛ يمكن أن يساعد على تحسين الأداء اليومي و الحفاظ على وزن صحي من خلال اتباع نظام غذائي متوازن غنى بالفيتامينات والمواد الغذائية.
4- الراحة و ممارسة تمرينات تقوية العضلات.
5- الامتناع عن التدخين و المشروبات الكحولية. (للمزيد: التدخين).
التأهيل النفسي
– المصابين بمرض مزمن يمكن أن يؤدي بهم إلى القلق و التوتر، و في بعض الأحيان يكون التحدث مع شخص يعاني من نفس المرض مفيداً.
التنبؤات الصحية
– على الرغم من أن الأعراض قد تكون دائمة، التنبؤ الصحي العام لمرضى اعتلال الأعصاب جيد.
د. أحمد سرحان