الذكاء الإصطناعي قد يحل محل كبار المهنيين عام2022
تاريخ النشر: 15/06/17 | 0:29يضطلع مدراء تقنية المعلومات بدور جوهري ورئيسي في إعداد وتحضير الشركات لتقبل آثار الذكاء الاصطناعي التي ستنعكس على استراتيجيات الأعمال والعمالة البشرية، وفقًا لأحدث التقارير الصادرة عن جارتنر.
وأشارت مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية جارتنر إلى أن الآلات الذكية والروبوتات ستحل محل كبار المهنيين في تنفيذ المهام في مجالات الطب، والقانون، وتقنية المعلومات بحلول عام 2022.
وفي هذا السياق قال ستيفن برنتيس، نائب الرئيس وزميل جارتنر: “ستعمل اقتصاديات الذكاء الاصطناعي وتَعَلُّم الآلات على تأدية العديد من المهام الوظيفية التي يؤديها كبار المهنيين والمختصين اليوم، ما سيؤدي إلى توفرها كخدمات منخفضة التكلفة. فانعكاس آثار الذكاء الاصطناعي على مختلف الصناعات سيجبر الشركات على تعديل إستراتيجيات أعمالها التجارية، حيث ستصبح العديد من الصناعات التنافسية، التي تتمتع بهامش ربح عالٍ، متاحةً للجميع كخدمات، وسيعمل الذكاء الاصطناعي على تحويل الأعمال المعقدة إلى خدمات محددة تستطيع الشركات سداد تكاليفها كالكهرباء والماء”.
أما حجم الآثار التي سيعكسها الذكاء الاصطناعي على الشركات فإنه سيتراوح وفقًا لطبيعة صناعتها، وأعمالها، وتنظيمها، وعملائها. وأشار برنتيس إلى المحامي كمثال حي، حيث أنه يخضع لفترة طويلة ومكلفة من التعليم والتدريب. لذا، يجب على الشركات التي تستعين بخدمات المحامين دفع رواتب ومزايا كبيرة بما فيه الكفاية للتعويض عن هذه الفترة الطويلة من التدريب لكل محام تقوم بتعيينه.
ومن ناحيةٍ أخرى، فإن الآلات الذكية التي ستحل محل المحامي ستتطلب بدورها فترة طويلة ومكلفة من التدريب أيضًا، لكن بعد تشغيل أول آلة ذكية، تستطيع الشركة إضافة العديد من الآلات الذكية الأخرى حسب حاجتها، وبتكلفة إضافية بسيطة.
وتعد الخدمات المالية من الصناعات الأخرى التي يمكن أتمتة المهام الوظيفية فيها، مثل إصدار القروض، وتعديل مطالبات التأمين. ومع ذلك، ورغم أن الذكاء الاصطناعي سيؤثر بشكل كبير على فرص العمل المتاحة في بعض الصناعات، سيستفيد الكثيرون أيضًا من معالجة وإدارة الذكاء الاصطناعي والأتمتة لمهامهم الروتينية والمتكررة، ما سيتيح للقوى العاملة الحالية المزيد من الوقت لتحسين مستويات الخدمة، ومعالجة الجوانب الأكثر تحديًا في مناصبهم، بل حتى الحد من مستويات التوتر في بعض بيئات العمل عالية الإجهاد.
ينبغي على مدراء تقنية المعلومات إعداد وتحضير الشركات لموجة التغييرات التي ستطال أولويات التوظيف
تطرق برنتيس إلى هذه النقطة قائلًا: “في نهاية المطاف، سيتميز الذكاء الاصطناعي والبشر عن بعضهم البعض، فالذكاء الاصطناعي أكثر نجاحًا في معالجة المشاكل المحددة والمعقولة ذات النطاق الضيق، في حين سيتفوق البشر في تحديد المشاكل التي تحتاج إلى حل، وفي حل المشاكل المعقدة. فالبشر يحملون مجموعة واسعة من المعرفة والمهارات التي تتيح لهم القدرة على العمل وحل المشاكل بطرق مختلفة، كما أن بإمكانهم التعاون مع بعضهم البعض، وعندما تتغير الأوضاع والظروف بشكل كبير، فإن البشر هم الأقدر على التكيف”.
وينبغي على مدراء تقنية المعلومات الاستعانة برؤية الشركة الخمسية من أجل وضع خطة متكاملة لتحقيق التوازن الصحيح ما بين الذكاء الاصطناعي والمهارات البشرية. فالكم الهائل من العمليات المؤتمتة والموجهة بالذكاء الاصطناعي قد تؤدي تراجع مرونة وقدرة الشركة على التكيف مع المشهد التنافسي المتغير باستمرار. وسيساعد هذا النهج أيضًا على طمأنة الموظفين حول أين وكيف سيتم استثمار الذكاء الاصطناعي ضمن المؤسسة.
الذكاء الاصطناعي يطرح المزيد من التحديات أمام مدراء المعلوماتية في مجال إعادة هيكلة عمليات تقنية المعلومات
سيحل الذكاء الاصطناعي في نهاية المطاف محل العديد من الوظائف الروتينية في مؤسسات تقنية المعلومات، لاسيما في قسم العمليات، مثل إدارة النظام، ومكتب المساعدة، وإدارة المشاريع، ودعم التطبيقات. الأمر الذي سيؤدي إلى اختفاء بعض الوظائف، إلا أن الذكاء الاصطناعي سيعمل على تحسين بعض نقاط النقص في المهارات، وستركز مؤسسات تقنية المعلومات بشكل عام، وبوتيرة متنامية، على الأعمال الأكثر إبداعًا وابتكارًا من أجل تميز وريادة المؤسسة.
ويختتم برنتيس حديثه قائلًا: “ينبغي على مدير المعلوماتية تكليف فريق التخطيط في المؤسسة بتحديد أي وظائف تقنية المعلومات ستدخل ضمن نطاق الخدمات، إلى جانب إنشاء جدول زمني حول الفترة الزمنية التي يتطلبها تحقيق مثل هذه التغييرات على أرض الواقع. بالإضافة إلى العمل مع قسم الموارد البشرية من أجل ضمان امتلاك المؤسسة لخطة عملية من شأنها الحد من آثار الاضطرابات التي سيتسبب بها الذكاء الاصطناعي، مثل تقديم التدريب ورفع مستوى المهارات من أجل مساعدة الموظفين التشغيليين على شغل مناصب أكثر إبداعًا”.
ويمكن لعملاء جارتنر معرفة المزيد من التفاصيل من خلال الاطلاع على تقرير: “الإعداد والتحضير لمرحلة تحويل الذكاء الاصطناعي الممارسات المتخصصة إلى خدمات عامة“. وتعد هذه الدراسة جزءًا من تقرير توجهات الرؤى من مؤسسة جارتنر Trend Insight Report، الذي يحمل عنوان: “نجاح الأعمال الرقمية يعتمد على البنية التحتية للمؤسسة“، وهي مجموعة من الدراسات التي تركز على البنى التحتية للمؤسسات، وذلك من أجل مساعدة مدراء المعلوماتية على ضمان تلاؤم وتوافق استراتيجية أعمال مؤسساتهم مع المجتمع الرقمي.