هنيئًا لك، أخي الراحل، هذا الحبّ!

تاريخ النشر: 14/03/14 | 8:34

قال تعالى:

بسم الله الرحمن الرحيم

"وبشّر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبةٌ قالوا: إنّا لله وإنّا إليه راجعون" – البقرة:155- 156.

وقال عليه الصلاةُ والسلام:

"إنّ لله ما أخذ وما أعطى، وكلُّ شيءٍ عنده بأجلٍ مسمّى، فَلْتصبِر ولْتَحْتسِب".

قبل أقلّ من أربعة أيّام رحل عن دنيانا الفانية أخي وصديقي وجاري الحاجّ عادل أبو مراد، مخلّفًا لنا أعذبَ الذكريات، والكثير الكثير من الآلام والحسرات!

كان المرحوم يصغرني بعامين، فكبرنا وترعرعنا كالتوأمين، كنّا ننام على الحصير

ونتقاسم الفراش واللحاف، ونأكل من صحن واحد، ونشرب من كأس واحدة!

كم جرينا ولعبنا في أزقة القرية، وكم عملنا وشَقِينا في طفولتنا الغضّة مع الوالدَين الكادِحَيْن!

كان أخي المرحوم وسيمًا ذكيًّا مجتهدًا توقّع له الجميع مستقبلا زاهرًا، لكن ظروف الحياة، وأوضاع أسرتنا بعد النكبة، حرمته من مواصلة الدراسة، فخرج للعمل وهو صغير يافع ليشارك في تحمّل الأعباء.

ومرّت السنون، واصل أخي العمل والعطاء، تعلّم أصول مهنة السباكة وأتقنها، ترقّى في المهنة حتّى أصبح مسؤولا ومديرًا عن العمل في شركة كبيرة، ثمّ تزوّج ورزق بالبنات والأبناء البررة، وجاء الأحفاد والحفيدات الرائعون المحبّون!

كان أخي المرحوم بشوشًا متفائلا لا تفارق البسمةُ محيّاه، أحبّ الناس فأحبّوه، احترم الصغير والكبير فاحترموه، يشارك في الأفراح والأتراح، يعطي ويُعطي بنفس سمحة قانعة لا تبغي غير مرضاة الله!

خرج للتقاعد قبل عدّة شهور، وكان يخطّط لحياةٍ جديدة، ومشاريع جديدة، لكن المرض كان يقف له بالمرصاد، فأوقعه في شباكه، وقطع عليه أحلامه، لكنّه ظلّ

كعهده مؤمنًا يؤدّي شعائر الله، أبًا حانيًا يرعى أسرته الكريمة، جدًّا عطوفًا يداعب الأحفاد ويلاطفهم، إنسانًا رائعًا يبتسم للجميع، يصل الرحم، ويزور المرضى والأقارب، ويواظب على لقاء أصدقاء العمر ورفاق الشباب!

وكانت الفاجعة، توفي أخي الغالي، فبكاه الجميع، وشاركت الألوف في تشييع جثمانه الطاهر والقلوب توجع، والعيون تدمع، وتهافتت حشودُ المعزّين من أبناء بلدتنا العامرة الأبيّة ومن بلدات هذا الوطن الخالد الصامد، تهافتوا على "بيت الشعب" يشاركوننا في مصابنا الجلل العظيم، ويواسوننا في هذه المحنة القاصمة!

أخي الغالي الراحل، نم قرير العين، تغمّدك الباري في علاه بواسع رحمته، وأسكنك فسيح جنته، تركتَ لنا الكثير من الذكريات التي تشحننا بالإرادة والعزيمة والأمل.

ولا نملك إلا أن نقول: إنّا لله وإنّا إليه راجعون.

‫4 تعليقات

  1. الله يرحمه كان كثير منيح ودائما بشوش بوجه الناس وكان يزور المرضى ياحرام
    ان لله وانا إليه راجعون

  2. الله يرحمك ايها الحاج عادل ويجعل مثواك الجنه
    ها هو الانسان الرائع يجعل جميع الناس: الكبار والصغار, الشباب والصبايا الغريب والقريب بان تنزل عليهم نوعا من الحزن وعدم الطمانينه
    فالنتعلم من هؤلاء المرحومين الرائعين بان نكون محبين لانفسنا لكي نحب غيرنا بان نكون بني بشر معتادين على زيارات المرضى وهذا يجعل جميع الامه الاسلاميه يدا واحده ونتحدى جميع المصاعب انشاء الله
    ان لله وان اليه لراجعون

  3. رحم الله أبا مراد وأسكنه فسيح جناته. اللهم ألهم أهله الصبر والسلوان وتغمده بوافررحمتك. لله ما أعطى ولله ما أخذ. وانا لله وانا ايهراجعون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة