علاج السكري “بأوامر من الهاتف الذكي”
تاريخ النشر: 11/05/17 | 5:59طور باحثون صينيون تقنية جديدة للتحكم في نشاط الخلايا الحية داخل أجسام الحيوانات من خلال أوامر يصدرها تطبيق على الهواتف الذكية.
واستخدم هذا المزج ما بين علم الأحياء والتكنولوجيا للتحكم في مستويات السكر في دم فئران مصابة بمرض السكري.
ويمكن تطبيق هذه الفكرة في التعامل مع عدد كبير من الأمراض وكذلك العلاج بالعقاقير المختلفة، حسب ما جاء في دورية “ساينس ترانسلاشنال ميديسن” الأمريكية.
وقال الباحثون الصينيون إن هذا النهج يمهد الطريق لـ “عصر جديد” في الطب.
والخطوة الأولى في استخدام تلك التقنية هي تحويل الخلايا العادية إلى ما يشبه المصانع الحية لإنتاج العلاج اللازم.
وتُعدّل هذه الخلايا باستخدم الهندسة الوراثية لإنتاج العقاقير التي تتحكم في مستويات السكر في الدم، مثل الأنسولين، لكن بالاستجابة للتعرض للضوء.
وتسمى تلك التقنية “أوبتوجنتيكس”، أو علم البصريات الوراثي، ويتم تحفيز الخلايا عند تعرضها لموجات من الضوء الأحمر بطول معين.
وبعد ذلك يأتي الجانب التقني، بتثبيت صمامات ضوء ثنائية (LED)، تعمل لاسلكيا، ويجري التحكم فيها من خلال تطبيق على الهاتف الذكي.
ونجح فريق الباحثين، في جامعة “إيست تشاينا نورمال” في شنغهاي، في زراعة هذا النظام داخل أجسام الفئران، وتمكنوا من التحكم في مرض السكري بالهاتف.
وقال الفريق إن هذا الكشف “يمهد الطريق لمرحلة جديدة من العلاج الشخصي والرقمي والعالمي الدقيق”.
ويتطلب استخدام التقنية الحصول على قطرات صغيرة من الدم لقياس نسبة السكر، ومن ثم حساب كمية العلاج الذي يحتاجه جسم الفأر المريض.
والهدف النهائي من تطوير هذه التقنية هو إنشاء نظاما آليا بالكامل، يمكنه اكتشاف مستويات السكر في الدم، وإفراز الكمية المناسبة من العلاج.
ورغم أن تلك الفكرة مازالت في مراحلها الأولى، إلا أنها لا تقتصر على مرض السكري. ويمكن تعديل الخلايا وراثيا لإنتاج مجموعة كبيرة من العلاجات الأخرى.
ووصف البروفيسور مارك غوميلسكي، خبير البيولوجيا الجزئية في جامعة يومنغ الأمريكية، الدراسة بأنها “إنجازا مثيرا”.
وتسائل ” متى نتوقع أن نرى الناس في الشارع يرتدون أساور ترسل ضوءا للخلايا المعدلة وراثيا المزروعة داخل الجسم، لتعمل على إنتاج الأدوية المشفرة من خلال التحكم بالهاتف الذكي؟”.
وأضاف أن الأمر ما زال بعيدا عن حيز التنفيذ “لكن العمل البحثي الحالي يمدنا بلمحة لمستقبل العلاج القائم على الخلايا الذكية”.